نهيان بن مبارك: المهرجان مبادرة عالمية تحتفي بإرث زايد

«هاي».. نافذة عالمية لتسامح الإمارات

صورة

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، أن المكانة التي تتمتع بها أبوظبي باعتبارها أكثر العواصم أمناً وتنوعاً، والحرص على التطور المعرفي، واحتضان أكثر من 190 جنسية مختلفة تعمل وتتواصل معاً في تناغم وتعاون يقدمان الصورة المثالية للتعايش وقبول الآخر، وحاضنة لثقافة التسامح والأخوة الإنسانية؛ هي ما أهلتها لتكون منصة انطلاق «مهرجان هاي» إلى منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، موضحاً أن المهرجان الذي تستضيفه العاصمة، من 24 إلى 27 من فبراير المقبل، يمثل حدثاً ثقافياً ومعرفياً، باعتباره نافذة عالمية لطرح رؤية الإمارات بقيادتها ومفكريها وشبابها ومواطنيها حول التسامح والتعاون والأخوة الإنسانية.

مبادرة مهمة

وأوضح نهيان، خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته وزارة التسامح، صباح أمس، بمنارة السعديات في أبوظبي بالتعاون مع مؤسسة مهرجان «هاي للآداب والفنون»، للإعلان عن تفاصيل المهرجان، بحضور عدد كبير من المسؤولين والمفكرين والكتاب العالميين والإماراتيين والعرب، أن المهرجان سيكون مبادرة مهمة في عام التسامح، الذي يحتفي بإرث مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى مفهوم التسامح ليكون ركيزة أساسية في النجاح الذي وصلت إليه البلاد اليوم.

وأضاف: «يسر وزارة التسامح، بتوجيه من ديوان سمو ولي العهد، وبالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أن توفر الدعم التنظيمي للمهرجان عند انعقاده في فبراير 2020، ويركز المهرجان على التسامح والعيش المشترك انطلاقاً من أهمية هذه القيم الإنسانية أساساً قوياً للمجتمع العالمي الذي يعيش أفراده جنباً إلى جنب في دولة الإمارات، وإذ ندرك مدى أهمية تبادل الأفكار والتعليم والتفاعلات الثقافية التي يحتفي بها (مهرجان هاي) حول العالم، فإننا نتطلع إلى استضافة الناس على اختلاف أعمارهم خلال أربعة أيام من الحوارات الغنية التي تكرّس انفتاح العقول والتفاهم الحضاري في مهرجان (هاي أبوظبي)».

أخوة الإنسانية

وأوضح وزير التسامح أن هدف الوزارة من تبني تنظيم هذا المهرجان العالمي أن يلتقي الجميع، على اختلاف أديانهم وأجناسهم وثقافاتهم وألوانهم، لتبادل الخبرات والأفكار لمصلحة الجميع، من أجل غد أفضل يعمه التسامح والرفاهية والأخوة الإنسانية في كل بقاع العالم، وأن تسلط الأضواء من خلاله على الأدوار الكبيرة التي تقوم بها الإمارات إقليمياً وعالمياً لدعم قضايا السلم والأمن الدوليين، وتعزيز قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر، والإيمان بالتعاون بديلاً للتنافس والصراع.

بناء الإنسان

وأشار رئيس أمناء مكتبة محمد بن راشد، الكاتب محمد المر، في كلمته، إلى أهمية الدور الأساسي والجوهري الذي تلعبه الثقافة في بناء الإنسان والشعوب وصناعة المستقبل، وما تتمتع به الإمارات من طموح وقدرة على الإنجاز، لافتاً إلى أن من يشاهد مدينة دبي حالياً وما تضمه من معالم شهيرة مثل برج خليفة، وما تحققه من إنجازات متعددة، يعتقد أنها كانت على هذه الحال منذ سنوات طويلة، لكن الحقيقة أن هذه الإنجازات الكبيرة تم تحقيقها في فترة قصيرة، فدبي حتى أواخر الخمسينات لم يكن فيها سوى دار سينما واحدة، ومكتبة واحدة، ومستشفى واحد.

أوضح كيف كانت القراءة حافزاً له للتعلم واستكشاف العالم، متطرقاً إلى بداية ارتباطه بالقراءة والأدب والشعر، عندما قدم له والده كتاباً وهو مازال يافعاً، وعندما قرأه بدأ ينظر إلى العالم بشكل آخر، وبعد أن قرأ لتشارلز دبكنز وأنطون تشيخوف وأجاثا كريستي ومارك توين، أدرك أن هناك عالماً كبيراً من حولنا يضم أشخاصاً مختلفين، وقرر أن يستكشف هذا العالم وما به من اختلافات.

معرفة الآخر

واستعرضت مديرة مهرجانات هاي الدولية، كريستينا فوينتيس لاروش، معلومات عن المهرجان، وما حققه في دوراته السابقة في مختلف أنحاء العالم، معربة عن سعادتها بأن تكون أبوظبي نقطة انطلاق جديدة له في الشرق الأوسط، مؤكدة أن الهدف الرئيس للمهرجان هو تبادل الأفكار والخبرات مع كتاب ومفكرين من دول مختلفة، داعية الجميع إلى الانضمام لمهرجان «هاي أبوظبي». كما أشارت إلى أن الإعلان عن البرنامج بالكامل وقائمة المتحدثين سيتم في نوفمبر المقبل، وستتوفر تذاكر حضور كل الجلسات الحوارية مجاناً للطلاب الملتزمين بدوام كامل في المؤسسات التعليمية.

وأعرب مدير المهرجان، بيتر فلورنس، عن إعجابه بما تقوم به الإمارات من استثمار كبير في مختلف المجالات، خصوصاً في بناء الإنسان وبناء مؤسسات تعليمية وجامعات كبرى، وكذلك إعجابه بقدرتها على الترحيب بالجميع من مختلف الجنسيات، مشيراً إلى أن المهرجان يمثل فرصة للتعرف إلى الآخر والتحاور معه، ومنصة لاستضافة الأصوات الملهمة من مختلف اللغات. كما قامت الشاعرة الهندية، تيشاني دوشي، الحاصلة على جائزة الشعر وهي أيضاً بروفسور زائر في جامعة نيويورك أبوظبي، خلال المؤتمر، بإلقاء قصيدة بعنوان «أين أجد الشعراء».

حافل بالإبداع

يحظى مهرجان «هاي» بسمعة كبيرة باعتباره منصّة عالمية تعزز الممارسات الأدبية والفنية، وترسّخ مبدأ تبادل الأفكار، ومن المقرر أن تقام فعاليات نسخته الجديدة التي تستضيفها أبوظبي في مواقع عدة، هي: منارة السعديات في أبوظبي، ومركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي، وحديقة أم الإمارات، ووجهات أخرى في أبوظبي، على مدار أربعة أيام من 24 إلى 27 فبراير 2020.

كما يستقطب المهرجان نخبة من المفكرين والمؤلفين المحتفى بهم دولياً، بمن فيهم الفائزون بجائزة نوبل، مثل شيرين عبادي وأحمد القلعي، والروائية اللبنانية هدى بركات الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية عام 2019، وصولاً إلى الكتّاب والمؤلفين أدونيس وجوخة الحارثي ومحمد حسن علوان وتيشاني دوشي، وغيرهم الكثير، كذلك سيوجّه مهرجان «هاي أبوظبي» الدعوة إلى أصوات أدبية وفنية متنوعة لسرد قصصها الملهمة من منابره، بهدف تسليط الضوء على مجموعة من أبرز الأعمال الأدبية المعاصرة عربياً ودولياً، بمن في ذلك شعراء فن الكلمة المنطوقة، والمنافسات الشعرية في دولة الإمارات. وتتخلل المهرجان سلسلة واسعة من الحوارات المتوافرة باللغتين العربية والإنجليزية ولغات أخرى، حيث ستُترجم جميع الجلسات الحوارية إلى اللغتين العربية والإنجليزية عبر بث مباشر.

125 مهرجاناً

قام مهرجان «هاي» منذ عام 1987 بتنظيم 125 مهرجاناً على مستوى العالم، اجتذب من خلالها ما يزيد على 4.5 ملايين شخص لحضور فعاليات في أكثر من 30 موقعاً. تجمع هذه المهرجانات الكتّاب والمفكرين أصحاب الثقافات واللغات والمشارب المختلفة معاً، لمناقشة الأفكار بانفتاح، وتبادل المعرفة بجميع أشكالها، واستضافة الحوارات التي قد لا تتم بطريقة أخرى. ويستمد كل مهرجان جذوره الراسخة من المجتمعات المحلية والتقاليد الأدبية، مع مشاركة ثقافة الكرم والاحتفال ذاتها التي تسود جميع نسخ المهرجان.

تويتر