شاب إماراتي ينجز روايته الأولى بعد أن كان كارهاً للقراءة

حمدان الشميري: «تحدي القراءة» غيّر حياتي

شكل تحدي القراءة العربي الممر الأساسي لعالم الكتب والكتابة في حياة الشاب الإماراتي حمدان الشميري، الذي احتل المركز الثالث على مستوى دولة الإمارات في الدورة الرابعة من التحدي. وتحدث الشميري لـ«الإمارات اليوم» عن التحدي، وكيف جعله يسبر أغوار عوالم مختلفة من خلال المطالعة التي بدأ بها منذ عامين فقط، ليثمر هذا الوقت الذي أمضاه بين دفات الكتب تجربة كتابية روائية، حملت عنوان «اعتزلت براءتي»، يمزج فيها بين الخيال والواقع، ويستعرض فيها الظلم بأشكاله المتنوعة.

وقال الشميري (17 عاماً): «لم أكن من محبي وعشاق القراءة، بل كنت أكرهها، وكانت بالنسبة لي رمزاً للجهلاء، وأعتذر عن هذا اللفظ، ولكن هذا كان تفكيري سابقاً، إلا أنني بعد أن قرأت أول كتاب، شعرت بأن القراءة عالم لا مثيل له، ففي هذا العالم أتعرف كل يوم إلى قصة جديدة، وحياة جديدة، وقد قرأت إلى اليوم 150 كتاباً، في مدة لا تتجاوز العامين». وأضاف: «لم أنشأ في أسرة تحب القراءة، وحتى الجو المحيط بي من أصدقاء كان كذلك، ولكن بعد أن قرأت كتاباً واحداً، تغيرت نظرتي للقراءة، وعملت على تغيير وجهة نظر أهلي، واليوم كل عائلتي باتت قارئة، كما أن لدي شقيقتين أصغر مني سناً، وهما قارئتان وستشاركان في تحدي القراءة العربي».

ولفت الشميري إلى أنه عاشق للروايات بالدرجة الأولى، وبفضل قراءة الروايات تمكن من كتابة روايته الأولى، التي تحمل عنوان «اعتزلت براءتي»، والتي طرحت في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وحققت أرقاماً مميزة في البيع، ولاتزال منذ طرحها الأكثر مبيعاً.

ولفت الشميري إلى أنها تستعرض قصة البطلة مايونغ، وقد وقعت أحداثها قبل قرن من الآن، وتحمل القصة مجرى أحداث حياة مايونغ من الصغر إلى حين النضج، وكيف نشأت في عائلة تعاني الفقر، ثم راحت تجازف وتحارب الحياة، لتجد نفسها في القصر الملكي الذي لطالما هربت منه وابتعدت عنه. واستكمل الشميري استعراض روايته، مشيراً إلى أنها تعرض كيفية بدء هذه الفتاة لتأسيس حياتها من القصر، وكيف تعاني ظلم الحكام الملكيين في مرحلة لاحقة، ليجد القارئ نفسه مشوقاً لمعرفة الطريقة التي ستنهي فيها مايونغ هذا الظلم. ولفت الشميري إلى أنه يعشق الكتابة عن الواقع، ولكن هذه الرواية تحمل من الواقع وتجارب الحياة التي نمر بها، مع دمجها بالخيال، فقد أخذت الأسماء وحكايات الشخصيات من الواقع، بينما هناك ما يلامس الخيال فيها وبشكل لافت. لا يغفل الشميري أن الكتابة تتطلب تقديم خلاصة تجربة حياتية، مؤكداً أنه من خلال الكتاب أراد أن يوضح ظاهرة الظلم التي نعيشها في المرحلة الراهنة وعلى مستوى عالمي، مشيراً إلى أنه قدم كتاباً خليجياً في البدء، وحمل بين طياته استعراض جوانب كثيرة من الظلم، ولكنه رُفض، بسبب قصته المعروضة من قبل والمكررة، وهذا ما جعله يبتعد ويقدم رواية أخرى تدمج الواقع بالخيال، حيث إن الكتابة هنا تدخل في نطاق لا محدود وخيالي. مازال الشميري طالباً في المرحلة الثانوية، وقد أنجز روايته في الفترة التي كان يتحضر فيها للمشاركة في تحدي القراءة العربي بنسخته الرابعة، وعن قدرته على تنظيم وقته، لفت إلى أن الرواية استغرقت شهرين فقط، مشدداً على أن هناك العديد من المسابقات التي يشارك فيها، وفي مجالات كثيرة، وكذلك لديه التزامه في المدرسة والعائلة، ولهذا فإنه يتعمد وضع رزنامة محددة الأهداف، ولكل هدف وقت محدد يجب أن ينهيه فيه. أما أبرز أهدافه في الحياة، فهو الوصول إلى مركز عالٍ جداً في الدولة، وتمثيل الدولة والعائلة واسمه بالمركز الأول. وأكد الطالب الإماراتي حمدان الشميري أنه تمكن من تقديم إنتاجه الأدبي الأول، بفضل ثقته الكبيرة بنفسه وبما يقدم، وكذلك بفضل الدعم الذي حصل عليه من أدباء في الإمارات، مشيداً بالكتّاب الذين قدموا له كل ما يحتاج من نصائح وإرشادات، وهم: زايد المرزوقي، وعيسى العوضي، وسارة الكندي، الذين كانوا بمثابة إخوة، على حد تعبيره. أما بخصوص النشر الذي يتطلب المال والدعم المادي، فلفت الشميري إلى أن دار ملهمون دعمته، ونشرت له الكتاب دون أن يدفع أي مبلغ لقاء نشر الرواية، معبراً عن أهمية دعم الكتاب الشباب في بداياتهم لتقديم إنتاجهم الأدبي.

حيرة

قال حمدان الشميري إنه حائر بين دراسة علم النفس والحقوق، منوهاً بأنه قد يميل أكثر إلى دراسة علم النفس، خصوصاً أنه يفتح له الباب لاكتشاف أشخاص مجهولين، ومن الممكن أن يستعين بهذه التجارب في روايته وتجربته الأدبية، موضحاً أن دخول علم النفس سيجعل معظم كتاباته تندرج في هذا المجال. ووجه في الختام رسالة إلى غير القراء، وقال فيها: «عزيزي غير القارئ، أقول لك استمتع بحياتك، ولكن لابد من وجود جانب يخص القراءة، فالكتب تضيف إلى تجربتك وحياتك، وستشكرني بعد أن تقرأ وتدخل هذا العالم».

رواية جديدة

بدأ الطالب الإماراتي حمدان الشميري بالتحضير لكتابة روايته الجديدة، ولفت إلى أن الرواية ستتحدث عن مجموعة أبطال، وهي قصة واقعية، حدثت قبل 70 عاماً في المجتمع الخليجي. وتستعرض الرواية قصة مجموعة أشخاص من سكان الصحراء، واجههم الجوع الشديد في الصحراء، وهذا يجعلهم يختبرون العديد من التجارب والظواهر والظروف.

• 150 كتاباً قرأها حمدان الشمري في مدة لا تتجاوز العامين.

تويتر