مشاركون طالبوا بتمديده وزيادة الدعم المعنوي

«معرض الكتاب الإماراتي».. علامة فارقة في الثقافة المحلية

صورة

نجح معرض «الكتاب الإماراتي»، خلال دورته الأولى في أن يكون علامة فارقة ترصد المنجزات المحلية وتاريخ الكتابة الإماراتية في شتى أنواع المعارف.

واستطاع المعرض أن يجمع تحت مظلته، رغم حداثة عهده، الآلاف من عناوين الكتب الإماراتية ومئات الزائرين، وعشرات العارضين والناشرين الإماراتيين.

وأجمع مشاركون على أن المعرض بمثابة بؤرة ثقافية إماراتية خالصة، تسلط الضوء على حضور الإنتاجات المحلية من الشعر والروايات والكتب التاريخية والمؤلفات بأنواعها، بل ستسهم بشكل مباشر في مضاعفاتها في السنوات القادمة، حيث نجحت النسخة الأولى للمعرض في إخراج آلاف الإصدارات لكتاب إماراتيين إلى النور وعرضها لعشاق الكتابة الإماراتية.

أيام أكثر

الكاتبة سميرة خليفة، واحدة من كتّاب دار مداد، قالت إن «المعرض يمثل فرصة مهمة للكتّاب الإماراتيين لعرض تجاربهم وتقديم إبداعاتهم التي تعكس الثقافة المحلية والموروث الشعبي، وتنقل رسائل تراثية وتاريخية عن دولة الإمارات، إضافة إلى الدور الذي يلعبه في الاستفادة من التجارب الأدبية وتبادلها مع الآخرين، ما يثري الحراك الإبداعي، ويضيف خيارات معرفية وفكرية جديدة ومتطورة للكتّاب والمبدعين الإماراتيين».

وتابعت: «نحتاج إلى أن تستمر أيام الدورات القادمة لأكثر من ثلاثة أيام، حتى يتاح لجميع أبناء الإمارات زيارة المعرض، والتعرف إلى آخر الإصدارات المحلية، كما نتمنى أن يكون المعرض بمثابة قوة دافعة تضع القراءة على مائدة الأسرة الإماراتية من جديد، من خلال وضع برامج ثقافية لاستضافة الكاتب الإماراتي في مدارس الدولة بمراحلها، لاستعادة دوره في بناء العقول والفكر المستنير الواعي ذي الحس الوطني».

الدعم المعنوي

الكاتبة الشابة زينب خليل الرئيسي، تمنَّت أن «ينجح المعرض في غرس حب الكتاب لدى الجميع، ويعمل على اجتذاب الصغار، عبر أنشطة مخصصة لهم، تجمع بين الفائدة والمتعة، ولتحمل الدورات القادمة المزيد من الفعاليات المخصصة للطفل الإماراتي، ليتعمق أكثر في ثقافة وطنه، ويقترب من الرموز الأدبية والثقافية فيه، بحيث تنظم لهم رحلات مدرسية للمعرض من إمارات الدولة».

من جهته، مدير عام دار مدار للنشر والتوزيع علي جابر، أكد أن «معرض الكتاب الإماراتي نجح في جمع المثقفين والكتّاب الإماراتيين في مكان واحد، وعلى رؤية محورية واحدة، تسعى للنهوض بواقع الحراك الإبداعي المحلي، وكان فرصة لتقديم سلسلة من الندوات والجلسات الحوارية التي تعرف القرّاء والمتابعين بتاريخ وراهن المشهد الثقافي الإماراتي».

وتابع جابر: «بلاشك فإن مجانية المعلومات التي تقدمها الإنترنت وتوفرها البنية التحتية للاتصالات قد أسهمت بشكل أو بآخر في سرقة الأضواء من الكتاب الورقي، ولكن رغم ذلك مازال الكتاب الورقي يتمتع بحصة كبيرة في نفوس القراء أو عشاق الكتب، لذلك سنحاول أن يكون المعرض نقطتنا لاستقطاب القارئ الإماراتي، وعودته للبحث عن الكتاب الذي يتناسب مع ثقافته وروح العصر، لذلك نتمنى تخصيص مساحات أكبر للعرض خلال الدورات المقبلة».

«تأهيل المبدعين»

هيئة الشارقة للكتاب ولإيمانها بأهمية الدعم المعنوي بجانب المادي للكاتب الإماراتي، أعلنت إطلاق أول برنامج لتأهيل ورعاية المواهب الإماراتية في الكتابة الإبداعية.

وفي التفاصيل، أوضحت مديرة المعارض والمهرجانات في الهيئة خولة المجيني، أن «الهيئة تحرص بشكل متواصل على دعم تجارب المبدعين والكتاب وتوفير الفرص التي ترتقي بتجاربهم، وتفتح لهم أفقاً واسعاً لتحقيق الحضور العربي والعالمي، لذلك تم الإعلان عن برنامج لرعاية المواهب الإبداعية في الرواية والشعر والقصة القصيرة والمسرح، الذي يتيح فرصة التسجيل للراغبين من الكتّاب الإماراتيين الذين يسعون إلى تنمية مهاراتهم الكتابية، وفق برنامج تدريبي طويل المدى مبني على رؤية منهجية حديثة لتنمية المهارات وتطويرها».

«القراءة الإبداعية»

رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، أشار إلى أن المرحلة الأولى من البرنامج ستنطلق تحت عنوان «القراءة الإبداعية»، وهي مرحلة تأسيسية تقوم على إعداد الكاتب فكرياً ومعرفياً، في مشواره الإبداعي الكتابي عبر تنمية مهاراته القرائية في مجال اختصاصه لربطه بعوالم القراءة في الحقل الذي يود أن يبدع فيه، «إيماناً من الهيئة بأن القراءة التأسيسية أو المتخصصة جزء لا يتجزأ من منظومة العملية الإبداعية في عالم الكتابة». وأكد العامري أن «ورشة القراءة الإبداعية تعتبر تمهيداً لانتقال الكاتب إلى المرحلة الثانية من برنامج تنمية المهارات الإبداعية في حقل الكتابة، وتحتوي هذه المرحلة على جلسات يشرف عليها مختصون في مهارات القراءة».

وتابع أن الهيئة تعمل بشكل دوري على تفعيل الجهود الرامية إلى الارتقاء بالواقع الثقافي، والنهوض بالطاقات الإبداعية لدى الكتّاب الموهوبين، تنمية لقدراتهم وخبراتهم في مجالات الكتابة والإبداع المسرحي والشعري والقصصي وغيرها من الأجناس الأدبية، الأمر الذي يسهم في فتح المجال أمام تلك الطاقات لتقدم مشروعاتها الأدبية على أرضية من التكامل اللغوي والمعرفي، ما يسهم بشكل فاعل في إثراء المشهد الثقافي المحلي والعربي بالكثير من الأعمال الأدبية المتميزة.

ويؤكد العامري أن «معرض الكتاب الإماراتي أكد مكانة وعراقة الإبداع المحلي، حيث استطاع وعلى امتداد أيام تنظيمه أن ينقل صورة مشرقة وزاهية عن الواقع الثقافي الذي تعيشه دولة الإمارات»، مضيفاً أن «هذا العرس الأدبي الذي التفّ حوله أبناء وبنات الإمارات المبدعون، فريد في مكانته وشكله وحضوره، سواء على صعيد المنطقة العربية أو العالم»، وختم بالقول «أن تحتفي بمنجزات وأعمال ومشروعات أبناء شعبك الثقافية والإبداعية، هو أمر غاية في الأهمية، ويقود نحو مستقبل أكثر تطوراً ونهوضاً للأدب المحلي الرائد، ويفتح المجال للعالم بأسره للتعرف بكنوز الإبداع والثقافة المحلية عبر بوابة أبنائها وروّادها الإماراتيين».

تويتر