"مجلس خولة الثقافي" يناقش مفاهيم ودلالات الطب البديل التكميلي

استضاف مجلس " خولة الثقافي " أمسية ثقافية وعلمية حول الطب البديل التكميلي  أول أمس في قصر البحر بأبوظبي ، برئاسة حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، وعلى شرف الشيخة شمسه بنت حمدان آل نهيان حرم  سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وبحضور الشيخة  منى بنت احمد خليفة السويدي ، وهدى خميس كانو رئيس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، وبمشاركة نخبة من الشخصيات الفكرية والأدبية وسيدات المجتمع، وعدد من قرينات أعضاء السلك الدبلوماسي، وأدارت المجلس الشاعرة والإعلامية الدكتورة بروين حبيب. .

وفي مستهل كلمتها، رحبت الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي  بالشيخة شمسه بنت حمدان وبالحضور، وقالت : "تزداد أمسيتنا تألقا وبهاء وإشراقا بتشريف وتواجد شمسه بنت حمدان".وأكدت أن تشريف سموها للمجلس الثقافي   يعكس مدى حرصها ودعمها لتعزيز مسيرة المرأة المواطنة وتعظيم مساهمتها في الحركة الثقافية والفنية في الدولة وتشكيل الوعي الثقافي والمعرفي لدى المرأة الإماراتية.
واشارت الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي الى إن المجلس الثقافي بات يلعب دوراً في نشر الثقافة المجتمعية، ويعزز مفاهيم الحياة، ويبث الطاقة الإيجابية من خلال ما يطرحه من موضوعات تثري الروح.

وناقش  مجلس " خولة الثقافي " موضوع الطب التكميلي والبديل  شاركت فيه مختصات  بالمجال ، حيث قدمت  العميد والبروفيسور  نادية راشد المزروعي  المختصة  في الصيدلة  الاكلينيكية  وعضو هيئة التدريس  في جامعة  الشارقة  نظرة شاملة عن مفاهيم ودلالات الطب البديل التكميلي  وتاريخه  والطرق الأكثر شيوعاً لعلاجاته، وأشارت إلى أن هذا الطب هو نتاج لتراكم الخبرات الشخصية والمعتقدات والثقافات والموروثات الشعبية والمفاهيم والنظريات الفلسفية والمعارف والأنظمة التقليدية المختلفة التي تجسد هذا النوع من الطب الذي يعتبر علاج فعال لكثير من الأمراض .

وقالت أن كل مجتمع كان له طب ساعد على بقاء واستمرارية البشرية ؛ فمثلاً الطب الصيني الذي يرجعه الصينيون إلى مئة ألف سنة، والطب الهندي القديم والفرعوني واليوناني، ومن ثم الإسلامي العريق الذي بلغ الآفاق. وحقق نتائج قوية بأنواعه كما استعرضت اسهامات ابن سينا والرازي  في تطور هذا النوع من الطب .

كما تطرقت  البروفيسور  نادية راشد المزروعي  الى تطور الطب الحديث والانقسامات  والتخصصات  التي شهدها  ، وعملية الفصل بين الصيدلة  والطب  وتصنيع الأدوية التي بدأت بالأعشاب الطبية  لتنتقل الى  الصناعات الكيماوية  والهندسة الوراثية  الأمر الذي خلق تحديا  كبيرا واصبحت التكلفة العالية للطب الحديث ترهق اقتصاد كثير من البلدان النامية وتجعله بعيدا عن متناول الكثير من سكان العالم، وظهور الاقبال على الطب البديل وعلاجاته البسيطة .وقالت  في هذا الصدد أن الطب البديل  ينظر  لجسم الانسان على أنه وحدة كاملة متكاملة لا مجال للفصل بين أي عضو من أعضائه فيما  يفصل  الطب الحديث  بين أعضاء الجسم، من خلال كثرة تخصصاته حيث اصبح لكل عضو طبيب خاص يعالج فقط العضو المتضرر والامر الذي صعب عملية  التشخيص  ولم يعد هدف معظم الأطباء الاهتمام بالمريض قدر اهتمامهم بالمرض نفسه.

و تطرقت  المزروعي  الى العلاقة بين   الطب الحديث  والطب البديل . وأكد أن كلا الطبين الطب التقليدي والطب البديل مكملان لبعضهما البعض ولا يلغي أحدهما الآخر لذلك يأتي اندماجهما بشكل صحيح مما سيعود بالنفع على المريض أولا وأخيرا مع ضرورة تعاون وتكاتف الجميع لمصلحة المريض ولتحقيق المعنى الحقيقي لشمولية الطب.

من جهتها قدمت الدكتورة حمده السويدي اخصائية طب الأسرة ومتخصصة في الطب البيولوجي  والطب الوظيفي ، ورقة تعريفية عن الطب البيولوجي  ومبادئه  والنظريات العلمية ومنهجية العلاج والعلاجات المستخدمة في الطب البيولوجي  وأكدت أن الطب البديل  يعالج المريض الذي لديه المرض وليس المرض  الذي يعاني منه المريض ، حيث لايجب علاج مرض  السكر فقط بل علاج المريض نفسه ، واشارت الى  45 بالمئة من المجتمع الامريكي يعانون من أمراض مزمنة كالربو  والسرطان والسكري اضافة الى أمراض غير  معلومة الاسباب ،و قالت انها واحدة من الاشخاص الذين كانوا يعانون من اعراض مرضية غير  معروفة  وانها خذلت من طرف الطب الحديث الذي درسته وامتهنته مما جعلها تلجأ الى  البحث عن علاجات  اخري وتعمقت في الطب البديل والعلاج بالأوزون حيث تمكنت من القضاء على اوجاعها ومرضها  .

واكدت أن الطب التكميلي أو الطب البديل ينظر إلى جسم الإنسان ويتعامل معه كوحدة مترابطة متكاملة متناغمة، ويحاول تشخيص الاسباب الجذرية للأمراض للوصول الى خطة علاجية فردية خاصة بكل مريض وفي الوقت ذاته فإن العلاج الذي يناسب شخصا قد لا يناسب غيره يعاني من الأعراض نفسها. فمثلا علاج مرض السكري يختلف من شخص لآخر حسب مراقبة حالته ليس فقط البدنية وانما الذهنية والنفسية وعاداته الغذائية بل وما يحب وما يكره بدءا بأنواع الطعام.
واكدت ان العلاجات التي تتخذ بعين الاعتبار كل هذه الأمور هي فقط من تكون لها فائدة.
واستعرضت الدكتورة حمده السويدي  نظرية الخزان التى تجسد امتلاء الجسم بالسموم  وتراكم الالتهابات والفطريات والبكتريا مما يؤدي الى تدفقها من خزان الجسم وظهور الامراض المستعصية،  ودعت الى ضرورة ازالة السموم من عالمنا الداخلي والخارجي  من معادن  ثقيلة  واجهزة الكترونية ذات موجات كهرومغناطيسية عاليةاضافة الى  الابتعاد عن التوتر والقلق والنظام الغذائي غير المتوازن . وقالت ان بداية العلاج تكمن في مناعة الامعاء وتغير النظام  الغذائي من  حمضي الي قلوي غنى بالخضار والفواكه الطبيعية..
وتطرقت الدكتورة  حمده السويدي الى علاقة  الاسنان  بالجسم وكيف تساعد في شخيص الداء والدواء وقالت ان معظم مراكز العلاج بالطب البديل تحوى على عيادة اسنان حيث يطلب من المريض قبل تشخيص المرض بعمل  أشعة  السينية
لان كل ضرس مرتبط  بعضو في اجسامنا  وايضا بالعضالات والفقرات فالطواحن من الأسنان مرتبطة بالمعدة والطحال والبنكرياس بينما الضواحك من الأسنان مرتبطة بالرئة والأمعاء الدقيقة. واشارت الى ضرورة  عدم حشو و زراعة الاسنان بالمواد المعدنية والبلاتين التى تؤثّر بالسلب على وظائف المخ والكبد والرئة والكلى والجهاز المناعي للإنسان بشكل عام..

عقب ذلك قدمت الدكتورة مداخلة حول العلاج بالأوزون والطب البديل اكدت الاوزون يساهم في زيادة الدم لأجزاء الجسم المختلفة كما انه يساعد على التئام الجروح والأورام وجهاز المناعة وشفاء الحروق  .
واضافت  ان العلاج بالأوزون اثبت من خلال الممارسة أنه يمكن ان يسرع عملية الشفاء وتقليل الادوية. واستعرضت بعض الحالات المرضية التي  قامت بعلاجها بالأوزون في عيادتها .
في الأخير اكدت الدكتورة حمده أن الطب البديل  التكاملي هو مستقبل قطاع الرعاية لأنه يوفر حلولاً علاجية متكاملة تعتني بنفسية الإنسان وعاطفته وتنتبه إلى العوامل التي لا تتم معالجتها عادة عبر الطب التقليدي.

ولقيت محاضرة  "مجلس خولة الثقافي" عن  الطب البديل التكميلي اهتماماً كبيراً، وشهد المجلس  إقبالاً لافتاً  تجلى بالحضور الكبير والتفاعل مع المحاضرين والذي انعكس من خلال مجموعة من الأسئلة والاستفسارات حول موضوع المحاضرة.
ويشكل «مجلس خولة الثقافي» الذي ينظم شهرياً، متنفساً لسيدات المجتمع لمناقشة مختلف القضايا الفكرية والأدبية، والعلمية، من خلال تنظيم ندوات وحوارات منفتحة على الموضوعات كافة.

 

تويتر