المتاحف في الإمارات.. محطة أساسية على برنامج السيّاح

تشكل المتاحف في الإمارات قيمة مضافة تسهم في تعزيز الجاذبية السياحية للدولة، خصوصاً بعد التطوّر الكبير الذي شهدته، وتحوّلت معه إلى منصّات ثقافية مرموقة على المستويين الإقليمي والعالمي.

وباتت المتاحف المنتشرة في جميع المناطق الإماراتية محطة أساسية على جدول السيّاح، إذ تشير الأرقام إلى أن عدد زوّار متحف اللوفر في أبوظبي في السنة الأولى لافتتاحه تخطى عتبة المليون زائر، فيما سجل متحف دبي نحو مليون و244 ألف زائر في عام 2016.

وتمثل المتاحف إضافة بالغة الأهمية بالنسبة للمشهدين الثقافي والفني في الدولة، بما تحتويه من كنوز أثرية ومقتنيات تراثية ومخطوطات قديمة، تتيح لجميع زوّارها فرصة حقيقية للتجول بين الأزمنة والتعرف إلى التراث الحضاري الإماراتي الضارب في عمق التاريخ.

ومنذ افتتاح أبوابه أمام الجمهور في 11 نوفمبر 2017، أعطى متحف اللوفر في أبوظبي دفعة قوية لحركة السياحة في دولة الإمارات، وتحوّل إلى إحدى الجهات المفضّلة للمقيمين والزوّار على حد سواء، نظراً لما يجسّده من انفتاح على الحضارات، إذ يجد عشاق الفن ملاذهم بين الأعمال الفنية ذات الأهمية التاريخية والثقافية والاجتماعية.

ويغطي متحف اللوفر مساحة 9200 متر مربع من صالات العرض الفنية، بما فيها صالة العرض الدائمة وصالة المعارض المؤقتة التي تشتهر باستعارتها أعمالاً فنية من العديد من المتاحف الفرنسية الشهيرة، مثل متحف اللوفر، ومتحف أورسيه، ومركز بومبيدو.

متحف العين

ويعدّ متحف العين واحداً من أقدم المتاحف في الإمارات، إذ افتتح في عام 1971، ويضم قسمين: الأول الآثار الذي يحتوي على مجموعة واسعة من القطع الأثرية والمقتنيات الثمينة، التي تعود إلى أكثر من 7500 سنة في الماضي، أما القسم الثاني داخل متحف العين الوطني فيختص بالإنسان التطبيقي، حيث يقوم متحف العين بعرض الأنماط المختلفة لحياة الإنسان منذ أكثر من 8000 عام، ولذا يعدّ هذا المتحف واحداً من أهم المتاحف التي تمتلكها الإمارات.

متحف دبي

وفي دبي تعدّ المتاحف النافذة التي يرى من خلالها الزائر ماضي وتاريخ الإمارة العريق، ويأتي في مقدمة هذه المتاحف متحف دبي، الذي يعرض الحياة اليوميّة في زمن ما قبل اكتشاف النفط خلال فترة الستينات من القرن الـ20، حيث كان مقراً للحاكم، ويتميّز المتحف باحتوائه على مقتنيات تأخذ الزائر في رحلة مشوّقة يتعرف من خلالها إلى المدارس الإسلامية قديماً.

وتضم إمارة دبي أيضاً متحف القهوة، الذي يعرض تاريخ القهوة وعادات الشعوب حول العالم في الطرق المختلفة لإعدادها، ومتحف ساروق الحديد، ومتحف المسكوكات، الذي يعرض ما يقارب 500 عُملة تعود إلى مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وغيرها من المتاحف.

وللباحثين عن أندر القطع الفخارية الأثرية والتماثيل الحيوانية، فإن متحف الشارقة يعدّ الوجهة المُثلى لهم، خصوصاً مع ما يحتويه من قطع أثرية تعود إلى العصر الحجري قبل ظهور الإسلام، إضافة إلى المصنوعات المعدنية والحجرية والحُلي والمجوهرات، ومجموعة مختلفة من الهياكل العظمية، التي عثر عليها في إمارة الشارقة. وينظم المتحف العديد من الورش الفنية المختلفة للطلبة، كما يقدم محاضرات وندوات علمية دورية.

أما متحف عجمان، فيمثل حصناً شامخاً يخلّد آثار الأجداد، ويروي سيرهم عبر العديد من المقتنيات الأثرية، وكذلك الصناعات التقليدية المختلفة، وعلاوةً على ذلك يجسّد المتحف الحياة الاجتماعية القديمة في الإمارات، ويضم العديد من الأسلحة القديمة التي توجد في الدولة، إضافة إلى أنه يقدم مجموعة من المهن التقليدية، منها صيد الأسماك.

ويقع في إمارة أم القيوين واحد من أعرق المتاحف في الإمارات، ويعود تاريخه إلى أكثر من 200 عام، ويضم العديد من القاعات، منها قاعة البحر، وكذلك قاعة لأدوات الحرب والأسلحة القديمة، وغيرهما من القاعات المختلفة.

«رأس الخيمة الوطني»

وفي متحف رأس الخيمة الوطني يجد الزائر نفسه في خضم تاريخ يمتد إلى 5000 سنة بأحداثها الدقيقة، إذ أقيم المتحف في مبنى الحصن الذي يرجع تاريخه إلى أواسط القرن الـ18 الميلادي، وافتتح رسمياً في 19 نوفمبر 1987، ويعدّ شاهداً حياً على تاريخ الإمارة، وما تفرّد به أهلها من مهن وحرف تقليدية.

ويضم المتحف مجموعة متنوّعة ونادرة من الآثار القديمة والأحافير التي ترجع إلى حقب تاريخية مختلفة، ويحتوي على آثار بشرية ترجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وآثار مستوطنات شمل وآثار مدينة جلفار وحصن ضاية، وهنالك معالم أثرية أخرى تتمثل في الأبراج المخروطية التي تستخدم للحراسة والاستطلاع. ويعدّ متحف الفجيرة من أهم المتاحف في الإمارات، إذ يحتوي على أكثر من 2100 قطعة أثرية نادرة، ترجع إلى العصور القديمة والإسلامية وصولاً إلى العصر الحديث. ويضم المتحف ثلاثة أقسام مختلفة لعرض مجموعات متنوّعة من التراث، ففي القاعة الأولى تعرض المهن البدائية التي ظهرت في المنطقة والأدوات المستخدمة لكل مهنة، منها التجارة والزراعة وصيد الأسماك، فيما تضم القاعة الثانية مجموعة واسعة من الأسلحة القديمة والعديد من الملبوسات الشعبية، أما القاعة الثالثة فتعرض القطع الأثرية النادرة منها أقداح وكؤوس متعددة الأشكال، وكذلك أوان مصنعة من الحجر الصابوني.

زوّار «اللوفر أبوظبي» في السنة الأولى تخطوا المليون زائر.

متحف العين.. قطع أثرية ومقتنيات ثمينة تعود إلى أكثر من 7500 سنة.

الأكثر مشاركة