يعكس قيم الوالد المؤسس ونهجه

مهرجان زايد التراثي يرفع شعار التسامح

صورة

يشهد مهرجان الشيخ زايد التراثي في كل عام مزيداً من الإضافات التي تعكس القيم التي قام عليها نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي زرعها في أبناء الوطن وعليها قامت دولة الإمارات، مثل التركيز على تراث الدولة وما يتسم به من ثراء وتنوع، وما يزخر به من عناصر، وحرصه على تعريف الأجيال الجديدة على تراثها وتشجيعها على تعلمه.

وكان آلاف الزوار شهدوا، عصر أمس، انطلاقة المهرجان في منطقة الوثبة بأبوظبي، والذي يحظى برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة وإشراف سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.

المهرجان الذي انطلق أمس ويستمر حتى 26 يناير المقبل، يفسح في هذا العام مساحة كبيرة على أرضه وفي برنامج فعالياته الممتدة لتكريس قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر التي نشأت عليها الدولة، وشكلت دعائم رئيسة في سياسة الشيخ زايد، رحمه الله، في داخل وخارج الإمارات.

العالم في الإمارات

تجسد منطقة «العالم في الإمارات» التي استحدثها المهرجان في دورته الحالية، الشعار الذي يرفعه وهو «الإمارات ملتقى الحضارات»، حيث تضم 14 معلماً ومبنى ثقافياً رمزياً من مختلف حضارات العالم في عرض توثيقي تعريفي مبتكر جعل منها قبلة لزوار المهرجان من مختلف الأعمار، الذين حرصوا على التواجد في المنطقة والتقاط الصور التذكارية إلى جانب هذه المعالم الشهيرة، والتعرف إليها من خلال المعلومات المفصلة التي وضعتها إدارة المهرجان بجانب كل مجسم وتتضمن المعلومات كافة عن موقعه وتاريخه وما يرمز إليه، ويتصدر المنطقة مجسم «برج خليفة» الذي يعد أعلى بناء شيده الانسان في العالم، وتم افتتاحه في يناير 2010. وإلى جانبه يقف مجسم لقصر الحصن أقدم بناء تاريخي في أبوظبي، ويعكس تاريخها وانجازاتها منذ القرن الثامن عشر حتى الآن. ومن السعودية؛ يقف برج ساعة مكة التي تعد أكبر ساعة في العالم، وهي الأطول في العالم بطول 40 متراً، كما يعد الهلال الموجود على قمة الساعة الأكبر في العالم حيث يبلغ قطره 23 متراً. كما تضم المنطقة مجسماً لأهرامات الجيزة وتمثال أبوالهول، التي بنيت في مصر قبل نحو 25 قرناً قبل الميلاد. وكذلك برج بيزا المائل في إيطاليا، وكاتدرائية القديس باسيل التي تقع في الميدان الأحمر بموسكو، وبرج إيفل في باريس، وأهرامات المكسيك وغيرها.

كما يحتفي مهرجان الشيخ زايد التراثي بحضارات العالم وثقافاتها من خلال تخصيص ردهة للحرف التراثية العالمية التي تستعرض بشكل حي حرفاً تراثية يقدمها 30 حرفياً عالمياً في قالب تعليمي يتيح الفرصة للجمهور للمشاركة والتفاعل. كما يضم المهرجان 500 محل تقدم منتوجات تقليدية من حول العالم، حيث تقوم عشرات الدول العربية والعالمية بعرض تراثها من المأكولات بطريقة الطبخ الحي التفاعلي والمنتوجات والحرف التقليدية التراثية وكذلك العروض والأهازيج الفلكلورية. ويشهد المهرجان أكثر من 1500 فعالية تراثية ثقافية على مسارح الأحياء والأجنحة وكذلك خشبة المسرح الضخم الجديد الذي تم تشييده لإقامة العروض العالمية الكبرى.

جمهور غفير

آلاف الزوار توافدوا في اليوم الأول من افتتاح المهرجان على الأجنحة والمناطق الجديدة التي أضيفت إلى الدورة الحالية ولاقت الكثير من اهتمامهم وإعجابهم، خصوصاً منطقة «شواهد من الإمارات» التي تهدف إلى التعريف بأهم معالم القديمة التي تعد شاهدة على الحضارة الإماراتية. ومن المتوقع أن تلقى هذه المنطقة اهتماماً كبيراً من قبل عشرات الآلاف من زوار المهرجان، خصوصاً طلبة المدارس، لما لها من أهداف سامية تبرز الحضارة الإماراتية وعيش الإنسان على هذه الأرض منذ آلاف السنين.

وتستعد أحياء المهرجان للاحتفال باليوم الوطني السابع والأربعين لقيام دولة الاتحاد بالكثير من الفعاليات المخصصة التي تتضمن العديد من الفقرات الفنية الفلكلورية الإماراتية والخليجية والعربية والعالمية والألعاب النارية الضخمة التي ستضيء سماء الوثبة.

فعاليات متعددة

تشهد المنصة الرئيسة للمهرجان الكثير من البروفات والتحضيرات لمسيرة القبائل الضخمة التي ستقام عصر يوم 3 ديسمبر بمشاركة كبيرة من القبائل الإماراتية كافة على مستوى الدولة.

وتعتبر عروض نافورة الإمارات من الفعاليات المهمة لزوار المهرجان، والتي تقام كل نصف ساعة من السادسة حتى التاسعة والنصف مساء كل يوم على مدى أيام المهرجان، وكذلك مسيرة الحضارات العالمية التي تجوب ساحات المهرجان يومياً من الساعة الخامسة مساءً وتشارك فيها عشرات الفرق الفلكلورية من الدول المشاركة.

وتأتي فعالية «الوثبة كستم شو» للعام الثاني على التوالي لترضي شغف محبي السيارات من المختصين والزوار على حد سواء، خصوصاً الشباب المهتمين بإعادة بناء السيارات الكلاسيكية، التي يتم إعادة تجديد الكثير منها أثناء فترة المهرجان.


- التسامح والتعايش وقبول الآخر قيم شكَّلت دعائم رئيسة في سياسة زايد.

- آلاف الزوار شهدوا أمس انطلاقة المهرجان في منطقة الوثبة بأبوظبي.

تويتر