دورته الـ 11 تشهد «روزنامة متنوّعة من الفعاليات» المستحدثة في دعم الإبداع والثقافة

«الإمارات للآداب».. «الكلمة تجمعــنا» ورهان على التغيير والشباب

صورة

وسط حضور إعلامي وثقافي موسّع، وتحت شعار «الكلمة تجمعنا»، أعلن مهرجان طيران الإمارات للآداب، في مؤتمر صحافي عقده صباح أمس، عن قائمة الكتّاب المشاركين، وتفاصيل دورته الـ11، التي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وذلك بالشراكة مع «طيران الإمارات» وهيئة دبي للثقافة والفنون، في الفترة ما بين الأول والتاسع من مارس المقبل.

وعن الجديد الذي تحمله رياح التغيير هذا العام لمهرجان طيران الإمارات للآداب، عبرت أحلام البلوكي، التي تتولى إدارة المهرجان هذا العام، عن سعادتها بالانضمام إلى عائلة المهرجان في دورته الجديدة، وحماستها باستكمال مسيرة النجاحات الثابتة، التي رسخها هذا الحدث الفريد في الحقل الثقافي، وقالت لـ«الإمارات اليوم»: «سننطلق مرة أخرى هذا العام، في رحلة مدهشة لـ10 أيام متواصلة، سنعيشها مجددا في كنف الحلم وألق الأدب والإبداع، برفقة ثلة من الأسماء الكبيرة في عالم الكلمة المبدعة والأدب الراقي، لغرس محبة القراءة والعلم والمعرفة للأجيال المقبلة، وتغيير نظرتنا للعالم من حولنا»، وتابعت «نريد أن يكون مهرجاننا نقطة التقاء للعالم، التقاء لكل الأجيال والأجناس من القرّاء وغير القرّاء، ومن الرجال، والنساء، والشباب، والشابات، بغض النظر عن المنابت والأصول والتوجهات، لدينا عوامل مشتركة كثيرة، فنحن جميعاً متوحدون في الإنسانية الفريدة، ونتقاسم همومنا ومخاوفنا وآمالنا وأحلامنا، وستجدوننا نخاطب كل فرد منكم في جميع جلساتنا».

يوم الشباب.. للمرة الأولى

ولفتت البلوكي إلى فئة الشباب التي ستحظى هذا العام باهتمام خاص من قبل إدارة المهرجان، قائلة «سيخصص المهرجان في السابع من مارس المقبل يوماً خاصاً أطلقنا عليه اسم (يوم الشباب)، الذي سيضم لقاءات وندوات وجلسات حوارية مخصصة للشباب من فئة الطلاب والخريجين الجدد، ما بين عمر 16 و35 عاماً، وهي لقاءات ستجمعهم مع كتّاب ومتحدثي المهرجان من أجل مناقشة موضوعات شبابية متنوعة قد تبدو ملهمة لهم، إذ سيكون لهم حوار في هذه الدورة مثلاً مع إيزابيل أبوالهول، مؤسسة المهرجان، والدكتورة رفيعة غباش، صاحبة موسوعة المرأة الإماراتية، التي توثق بها سيرة نساء الإمارات اللاتي لعبن دوراً مهماً في كثير من المجالات، وأخذن زمام المبادرة».

«يوم الأعمال»

وتابعت البلوكي قائلة «تشمل روزنامة الفعاليات الجديدة (يوم الأعمال)، الذي استحدثه المهرجان أخيراً لمساعدة الأشخاص العاملين على انتهاج مسيرة مثمرة وملهمة تشعرهم بالسعادة والرضا، ويشمل هذا اليوم سلسلة من الفعاليات واللقاءات والورش المتنوعة التي تركز على أهداف التغيير الإيجابي، بدءاً من وجبة الإفطار الصحية، وصولاً إلى المناقشات الثرية مع المتحدثين الملهمين، إلى استراتيجيات الموازنة بين الحياة المهنية والحياة الأسرية، ولغة الحوار البنّاء وغيرها من الموضوعات، في الوقت الذي يقدم (يوم الأعمال) جلسة عن الذكاء الاصطناعي، وندوة عن قضايا وتحديات الأعمال التجارية».

حضور عربي ومحلي

وعن المساحة التي بات يفردها المهرجان كل عام للأسماء العربية في عالم الكتابة الأدبية، ومدى اهتمام هيئة تنظيم المهرجان بتطوير مفاهيمها وتجسيدها عاماً بعد عام، قالت البلوكي «سعيدون بما شهدناه في السنوات الأربع الماضية، من زيادة كبيرة في نسب الحضور العربي، خصوصاً الحضور المحلي في المهرجان، وهذا موكول في جزء منه كذلك لارتفاع أعداد الكتّاب الإماراتيين، وزيادة اهتمام المجتمع بالشأن الثقافي الذي يحلّ فيه المهرجان طبعاً على رأس قائمة المناسبات الأدبية المعروفة من جهة أخرى، وهذا شيء يثلج الصدر، ويشجعنا على تطوير رؤيتنا وأهدافنا المستقبلية في هذا المجال».

تظاهرة إنسانية

وقال الشيخ ماجد المعلا، نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة العمليات التجارية «موضوع مهرجان طيران الإمارات للآداب هذا العام مؤثر للغاية، لأن الكلمات والكتب تعلمنا، وتحرك مشاعرنا، وتقدم لنا وجهات نظر جديدة، وتلعب دوراً مهماً في صياغة أسلوب حياتنا. ومنذ أكثر من عقد من الزمان، ومهرجان طيران الإمارات للآداب، يسهم في تشكيل مجتمع يُعلي من شأن الأدب، ويرسخ دوره في تنمية الأجيال، من خلال مختلف الفعاليات والأنشطة والبرامج، مثل جلسات الأطفال وورش الكتابة وفعاليات الكتّاب»، وأضاف متابعاً «فخورون بدعم هذه التظاهرة الثقافية الإنسانية الرائعة، وإتاحة الفرصة أمام الجمهور للقاء الكتّاب والمبدعين والاحتفاء بأكبر فعالية أدبية في المنطقة، وذلك بعد أن دأبت طيران الإمارات، الراعي الرئيس للمهرجان، على دعم كل الفعاليات الثقافية والفنية والإبداعية في دبي وعبر العالم، ونتطلع مرة أخرى إلى التقاء محبي الكتب بالمؤلفين الذين يشكلون دوماً مصدر إلهام دائم».

مكانة مرموقة

وأشار المدير العام بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون سعيد محمد النابودة، إلى «أن المهرجان يمثل امتداداً لقيم ومآثر أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، كوالد مؤسّس ألهم الخلف الصالح من بعده تشجيع الأجيال على حب المعرفة والثقافة والإقبال على العلم، حيث كان المغفور له يرى في ذلك (البوابة الذهبية) لانطلاق أبناء وبنات الوطن إلى مسيرة واعدة من التطور والازدهار والتقدم»، وأضاف «نفخر بما وصلت إليه قطاعات الثقافة والفنون والتراث والآداب في دولة الإمارات، كما نعرب عن اعتزازنا بمواصلة شراكتنا مع هذا المهرجان الذي بات يحتل مكانة مرموقة على الأجندات الثقافية العالمية. ويسهم في توطيد مكانة دبي لإكسابها بعداً جديداً كوجهة معرفية لتشجيع التبادل الثقافي بين الأمم والشعوب، والإسهام في نشر قيم التسامح والسلام بين مختلف الأعراق والحضارات»، وختم حديثه بالقول «بهذه الطريقة، تعزّز دبي حضورها بين العواصم العالمية التي تتخذ من الثقافة عنصراً مكملاً لسعادة قاطنيها، ومسهماً رئيساً في الاقتصاد القائم على المعرفة».

رسائل «الآداب» لمتلقي الثقافة

قالت الكاتبة الإماراتية الدكتورة رفيعة غباش لـ«الإمارات اليوم»: «إذا كان عدد المشاركات العربية قليلاً، فالكيف مهم جداً وقوي جداً، وفي منظوري الشخصي الخاص ثقيل، فالشخصيات العربية المشاركة لها ثقل ثقافي ونجاح في اللحظة الراهنة، كما أن معظم الكتّاب العرب الموجودين في المهرجان حائزون الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، أو ترشحوا لقوائمها الطويلة والقصيرة، ما يجعل الخريطة العربية ممثلة إلى حد ما في المهرجان.. لكننا نطمح، طبعاً، إلى تمثيل أوسع في المستقبل»، وتابعت «يوجد هنا في الإمارات 80% من غير المتحدثين باللغة العربية، وهؤلاء جمهور يستقطبهم المهرجان بكثافة كبيرة تتزايد كل عام، لما لمسه فيهم من استعدادات كبيرة لاقتناء تذاكر مختلف الفعاليات هنا، وتحمل عبء الانتظار والطوابير الطويلة من أجل اقتنائها، كما أن الحضور الطلابي لافت في المهرجان، ما يكرس طاقة متجددة في أرجائه».

يوم المرأة العالمي

يستضيف برنامج اليوم العالمي للمرأة، مجموعة متميزة من المتحدثات الملهمات، بمشاركة دبي أبوالهول، وسعدية زاهدي، وزيلدا لا غرانج وجنيفر بالميري، للحديث عن التحديات التي تواجه النساء اليوم، وطرح جملة من القضايا المرتبطة بعالم المرأة على بساط البحث، كما يتضمن يوم المرأة ورش عمل حول مجموعة من الموضوعات، أبرزها الكتابة الإبداعية واستراتيجيات النشر.

أسماء مضيئة

يستضيف المهرجان في دورته الجديدة، الإماراتي عمر سيف غباش، مؤلف كتاب «رسائل إلى شاب مسلم»، والسعودي عبدالله المغلوث، صاحب كتاب «تغريد في السعادة والتفاؤل والأمل»، و«غداً أجمل»، والكويتي «سعود السنعوسي»، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية، والكاتبة الكويتية بثينة العيسى، مؤلفة «خرائط التيه» ومؤسِسة منصة «تكوين»، والكاتب والصحافي الكويتي طالب الرفاعي، وشهد الراوي، الكاتبة العراقية، التي تُعد أصغر كاتبة ضمن قائمة الجائزة العالمية للرواية العربية، حيث رُشح كتابها الأول «ساعة بغداد» لهذه لجائزة.

إلى الصحراء مجدداً

أبرزت مديرة المهرجان أحلام البلوكي أن الأسماء الشعرية الإماراتية والعربية والعالمية وضيوف المهرجان، سيكونون على موعد متجدد مع تقاليد أمسية الشعر القديمة «أبيات من أعماق الصحراء» التي تعود هذه العام مجدداً لتحتفي بالشعر في سماءات الصحراء الساحرة، ويشارك فيها نخبة من الشعراء من العالم ومن الإمارات، عفراء عتيق، وسالم العطاس، وآخرون.

عائدون

ويعود الى المهرجان، فنان ورسام الكاريكاتير والمؤلف، خالد الجابري، والكاتبة الشابة دانا البلوشي، وريحان خان، مؤلف «تيودور تورك»، وكورتني براند، مؤلفة «ملكة إنجلترا»، والكاتب الإماراتي عبدالله النعيمي، ، مؤلف «إسبريسو»، و«قمر الرياض».

تويتر