250 طالباً وطالبة من الوطن العربي والعالم وصلوا إلى دبي للمشاركة

انطلاق التصفيات نصف النهائية في «تحدي القراءة العربي»

صورة

انطلقت في دبي، أمس، تصفيات المرحلة ما قبل النهائية لـ«تحدي القراءة العربي»، المشروع المعرفي الأكبر في الوطن العربي، الذي يندرج ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، حيث تستمر التصفيات اليوم أيضاً، بمشاركة الطلاب الذين حققوا لقب «التحدي» في بلدانهم، وتميّزوا بين 10.5 ملايين مشارك من 44 دولة من الوطن العربي والعالم، في خطوة تمهّد للمنافسات النهائية، وصولاً إلى تتويج بطل «تحدي القراءة العربي»، يوم الثلاثاء المقبل، في حفل حاشد تستضيفه «أوبرا دبي».

- 44 دولة تشارك في «تحدي القراءة العربي 2018».

- 500 ألف درهم يفوز بها بطل «التحدي».


نجلاء الشامسي:

«نعتز بعقول محبة للمعرفة يستحق كل واحد منها اللقب».

يحضر التصفيات نصف النهائية 250 طالباً وطالبة من وفود «تحدي القراءة العربي»، التي وصلت يوم الجمعة الماضي إلى دبي، قادمة من مختلف الدول المشاركة في «التحدي»، حيث ستشهد تصفيات المرحلة ما قبل النهائية منافسات وفق فئتين: الأولى للمتنافسين من الوطن العربي، والثانية على مستوى الجاليات العربية المقيمة في الدول الأجنبية، وستقام بمدرسة البحث العلمي في منطقة الورقاء بدبي.

وشهدت تصفيات اليوم الأول تنافس نخبة من الطلبة الذين تميّزوا على مستوى الوطن العربي، ضمن مجموعتين: ضمت المجموعة الأولى، التي تنافست خلال الفترة الصباحية، كلاً من: محمد خالد (الأردن)، وشمسة جاسم النقبي (الإمارات)، وهيلة عبدالله العنزي وعمر معيض القرني (السعودية)، وقسّام محمد صبيح (فلسطين).

فيما ضمّت المجموعة الثانية من الطلبة الذين تنافسوا في فترة ما بعد الظهر، كلاً من: ندى عنقال (الجزائر)، وعمر النور آدم محمد (السودان)، وأماني عبدالباقي بن علي (تونس)، ومحمد الشيخ ولد سيد الأمين (موريتانيا)، ومريم الحسن أمجون (المغرب).

وأكد مدير المشاريع في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، عبدالله النعيمي، لـ«الإمارات اليوم»، أن «تحدي القراءة العربي»، ليس مجرد مسابقة تنتهي بفوز أحد المشاركين، بل هو مشروع مستدام، وثمار التحدي لن نجنيها اليوم بل في المستقبل، فأبطال «التحدي» الذين يمثلون دولهم، يشكلون منارة مشعّة، وبلا شك أن مستقبلهم سيكون أفضل بعد قراءتهم 50 كتاباً في كل عام. ولفت النعيمي إلى أن أهم ما تحمله الدورة هو إشراك العرب في دول المهجر، فهناك كثير من العائلات العربية في الدول غير العربية من حقهم المشاركة، ولهذا تم استحداث جائزة خاصة لهم، لتشجيعهم على العودة إلى الكتاب العربي واللغة العربية، التي قد يكونوا نسوها في بلدان الاغتراب، كما أن هناك عدداً من الطلاب غير العرب الناطقين باللغة العربية قد شاركوا بـ«التحدي». ونوّه بأن «الهدف أن تصبح القراءة أسلوب حياة، وعادة متأصلة». وأوضح النعيمي: «الفجوة بين إنتاجات الكتب العربية مقارنة بالدولة الغربية، حيث إن دولة غربية كفرنسا أو إسبانيا يعادل نشرها للكتب كل ما ينشر في العالم العربي، ولهذا هناك حاجة إلى النهوض والنشر، فمازالت دور النشر مقصّرة ومقلّة».

بدوره، قال رئيس لجنة التحكيم في «تحدي القراءة العربي»، علي الشعالي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «آليات لجنة التحكيم تطوّرت وتحسّنت، كما أن المدارس باتت خير عون لصقل الطالب وتسليحه بالمعرفة لفهم أسئلة اللجنة مباشرة، فباتت هناك مساحة أكبر لمسألة الاستنتاج والنقد والتحليل، وقد تم إفراد محور خاص للمعلومات المكتبية، والاطلاع على معارض الكتب والمكتبات في المدينة، لتشجيعه على الاستمرار في القراءة». ونوّه بأن هذه النخبة من الطلاب هي الفائزة في دولها، وفي الواقع هناك مستويات تثلج الصدر، ولا يستطيع الإنسان إلا أن يقع في جنة الدهشة والاستمتاع بجمال المحفل القرائي والمعرفي. ولفت إلى أنهم في اللجنة لديهم محاور ثابتة يحكمون وفقاً لها، لكن الطالب يُسأل بالنسبة لسنه ومرحلته، مشيراً إلى أن الأدوار في لجنة التحكيم محدّدة، فلكل شخص أسئلته الخاصة، كما أن التقييم سري، فلا يعلم عضو لجنة التحكيم ما العلامة التي وضعت من قبل زميله إلى وقت جمع العلامات ووضع المعدل، إضافة إلى الامتحان التحريري البعيد عن الشفهي، الذي يعدّ حيادياً تماماً. وأكد الشعالي أن هناك منحنى صاعداً في «التحدي»، وأن هناك وعياً بما يقرأ، وتقدم في سلامة النقاش واللغة، مبيناً أنه كان من الضروري فصل متسابقي الجاليات عن المتسابقين الأساسيين، فهناك فجوة بين الفئتين، لكن وجود الفئة الجديدة مهم جداً، لأن ربطها بالعالم العربي والقراءة والمعرفة ضروري، لتعميق صلتها باللغة العربية.

مدارس

تتنافس في دورة هذا العام خمس مدارس على لقب المدرسة المتميزة في «تحدي القراءة العربي»، بعد تأهلها لمرحلة التصفيات النهائية للفوز بجائزة بقيمة مليون درهم في «تحدي القراءة العربي 2018»، وهي: مدرسة مجمع السلام (السعودية)، ومدرسة الإخلاص الأهلية (الكويت)، ومدرسة بنات العودة الأساسية (فلسطين)، وثانوية عبدالحميد دار عبيد سيدي علي (الجزائر)، وثانوية الوحدة الإعدادية (المغرب).

يذكر أن اللجنة المنظمة لتحدي القراءة فتحت باب التصويت الإلكتروني للجمهور من مختلف أنحاء العالم، ليستمر حتى بعد غد من خلال موقع www.arabreadingchallenge.com

مشاركون من المهجر

استحدثت هذا العام فئة الطلاب في البلدان غير العربية، ومثلت آية الخضري - المصرية الأصل - ألمانيا، لافتة الى أنها تتابع «التحدي» منذ بدايته، وكانت تتمنى أن يكون على مستوى أوروبي وعالمي، وأنها تقرأ كثيراً باللغة الألمانية، لكن «التحدي» أعاد إليها نهم القراءة باللغة العربية. وأشارت إلى أنها اختارت الكتب، من خلال الصفحات الثقافية على مواقع التواصل الاجتماعي، التي كانت تبرز أهم الكتب. كما شارك محمد عبده المصري، الذي يمثل السويد، وعمره تسع سنوات، ولفت إلى أنه يحب القراءة كثيراً، وبدأ بالقراءة منذ أن كان في الخامسة من عمره، فـ«التحدي» هو تشجيع على القراءة، وكان في البداية مرتبكاً قليلاً. وبدأت طلاقة اللغة العربية عنده من خلال القصص التي كانت تقرأها أمه له وهو صغير، وتطوّرت مع مشاهدته الأفلام الكرتونية باللغة الفصحى. كما شاركت رُلى الزهراني، السعودية الجنسية، التي تعيش في إيطاليا، بعد أن قرأت من مجالات مختلفة.

تقييم

تتولى لجنة تحكيم متخصصة من المعلمين والتربويين تقييم المتنافسين المتميزين في التصفيات نصف النهائية من «تحدي القراءة العربي»، الذين تأهلوا لها بعد أن حازوا لقب «التحدي» على مستوى الدول التي يمثلونها. وتعمل اللجنة على تقييم مهارات الطلبة وقدراتهم في الاستيعاب، والتعبير عن الذات، والتفكير النقدي، وتحليل المعلومات وتركيبها. بدوره، قال رئيس لجنة التحكيم لـ«تحدي القراءة العربي»، علي الشعالي: «مبادرة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بإطلاق (تحدي القراءة العربي) شكلت تظاهرة ثقافية عابرة للحدود. ونلمس في دورة هذا العام مشاركة رسمية واسعة من المقيمين خارج الوطن العربي، ما رفع العدد الإجمالي للدول المشاركة إلى 44 دولة، وعزّز وصول (التحدي) إلى العالمية. وهو ما ينعكس إيجاباً على تحقيق أهداف المبادرة بترسيخ ثقافة القراءة لدى الأجيال الصاعدة، وتعزيز الاهتمام باللغة العربية».

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر