قصائد العمل الفني اختيرت لتعكس رسائل شعر درويش. أرشيفية

«نحب الحياة».. بالصوت الأوبرالي على بعد أمتار من «درويش»

اختار الموسيقار والملحن الفلسطيني تيسير حداد مجموعة من قصائد شاعر فلسطين الراحل محمود درويش، ليقدمها مغناة في الذكرى العاشرة لرحيله.

وشارك 18 عازفاً وعازفة على آلات موسيقية شرقية وغربية، واثنان من الفنانين الفلسطينيين، هما نور دراوشة وشادي دكور، في الحفل الذي أقيم بقصر رام الله الثقافي، مساء أول من أمس، على بعد أمتار من ضريح درويش وحديقة البروة المطلة على مدينة القدس، وتضم متحفاً يحتوي على الكثير من أعمال درويش وأغراضه الشخصية.

بدأ الحفل بأغنية لقصيدة درويش «ونحن نحب الحياة» قدمتها نور، صاحبة الصوت الأوبرالي. ومن كلماتها «نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا... ونسرق من دودة القز خيطاً لنبني سماء لنا ونسيج هذا الرحيلا».

وأوضح حداد أنه اختار، بعناية، القصائد في هذا العمل الفني بعنوان «جدارية» لتعكس رسائل شعر درويش، الذي توفي في التاسع من أغسطس عام 2008، بعد عملية جراحية في القلب، في الحب والسلام.

وقال حداد إنه سبق أن قدم عرض جدارية في مهرجان أوتار ترشيحا الدولي، وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها العرض بالضفة الغربية.

وأضاف بعد العرض الذي استمر ساعة ونصف الساعة بحضور المئات، أن «جدارية هي عمل قصائد ملحنة تم اختيارها من مضمون رسائل شعر محمود درويش، وهي رسالة سلام من الشعب الفلسطيني لكل العالم».

وأضاف: «لذلك أخذنا قصائد نحب الحياة، سأصير يوماً، سأحلم واعتذار؛ لأن محمود درويش لم يكن فقط شاعر مقاومة، لكن هناك رسائل محبة وتسامح في شعره، لذلك كان يهمني أن نبني على هذا الموضوع في هذا العمل».

وانتقلت الفنانة نور ودكور بين العديد من القصائد بغناء منفرد أحياناً، وبشكل مشترك في قصائد أخرى، منها تلك التي لحنها الموسيقار مارسيل خليفة «فكر بغيرك».

وقال حداد إنه أعاد التوزيع الموسيقي للقصائد التي لحنها خليفة، سعياً منه لتقديمها بشكل فلسطيني كامل. وأضاف «هدف تلحين جدارية في أرض الوطن بفلسطين يعني انه لا يجوز أن يكون شاعرنا ابن فلسطين ولا يكون هناك ملحن أو أداء فلسطيني لأعماله، مع احترامي لكل من لحن أعماله».

وتابع «كانت تهمني صناعة مشروع وطني، حتى يدخل الأرشيف الفلسطيني بكل مكوناته من أداء وأصوات وشعر».

وأعرب حداد عن اعتزازه بالتمكن في هذا العمل، الذي أنتجته مؤسسة محمود دوريش للإبداع في كفر ياسيف، من جمع عازفين فلسطينيين من الضفة الغربية وفلسطينيي الداخل.

من جانبها، ترى نور أن تقديم أشعار درويش مغناة بحاجة إلى جهد كبير وتحليل نصوصها، لفهم ما وراء النص.

وأضافت، بعد العرض، أن «الشاعر محمود درويش رمز من الرموز الفلسطينية، التي توحد كل الشعب في الداخل والشتات».

وأضافت «أشعر بالفخر عندما أغني كلماته، حينما اشتغلت على هذه الكلمات اشتغلت على تحليل النصوص لأفهم ما وراء النص، والنصوص عميقة جداً».

وتصف نور تجربتها في غناء قصائد درويش بأنها فريدة، وترى في غنائها «تخليداً لهذا الشعر، لأنه رمز من رموزنا».

أمل

يأمل الموسيقار والملحن الفلسطيني، تيسير حداد، أن يتمكن من عرض هذا العمل الفني، الذي خرج إلى النور بعد عامين من الإعداد والتحضير له في العديد من الدول. وقال: «نأمل أن نقدم هذا العمل إلى العالم العربي، ونعرضه في دور الأوبرا العربية في القاهرة وعمان، وكل مكان يمكننا أن نعرضه فيه».

• 18 عازفاً وعازفة، ونور دراوشة وشادي دكور، شاركوا في الحفل.

الأكثر مشاركة