خلال جلسة «أين تكمن الفرص في سوق النشر الإماراتي»

مثقفون يطالبون بالاستثمار في الكتّاب مثل لاعبي الكرة

الجلسة التي جمعت نخبة من الناشرين والكتّاب في «كتاب كافيه» بدبي. من المصدر

أكد مثقفون ومبدعون أن الكاتب الإماراتي يواجه جملة من التحديات على صعيد تحقيق الحضور والإنتاج، مشيرين إلى أن تلك التحديات تتلخص في عدم وجود حاضنات ترعى المواهب، وتفرّغها للعمل الأدبي والبحثي، ما يجعل جهدها موزعاً على العمل المهني الوظيفي، والإبداع.

وطرحوا خلال جلسة حوارية بعنوان «أين تكمن الفرص في سوق النشر الإماراتي» نظمها موقع ناشر- أول موقع عربي إلكتروني متخصص بقضايا صناعة النشر والناشرين، مساء أول من أمس، في «كتاب كافية» بدبي، عدداً من الحلول والمبادرات للنهوض بواقع التأليف والنشر المحلي.

وهدفت الجلسة التي جمعت نخبة من الناشرين والكتّاب، ومسؤولي المؤسسات الثقافية، والإعلاميين، إلى الخروج بحلول مبتكرة، تواكب نمو واقع النشر الإماراتي، وتتجاوز تحدياته.

وشارك في الجلسة رئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبدالعزيز المسلم، والدكتور محمد بن جرش، والكاتب طلال سالم، والكاتبة مريم الحمادي، والكاتبة والإعلامية إيمان بن شيبة، والكاتب عبدالرؤوف أمير، والكاتبة والفنانة سحر الزارعي، وأدارها المنسق العام لموقع ناشر محمد العطار.

• المشاركون أكدوا ضرورة توفير حاضنات للكتّاب ورعايتهم إبداعياً.

• المتحدثون توقفوا عند ملامح واقع النشر الإماراتي خلال العقود الماضية.

ومن أبرز الحلول والمبادرات للنهوض بواقع التأليف والنشر المحلي، التي طرحها المشاركون في الجلسة: ضرورة توفير حاضنات للكتّاب، ورعايتهم في مشروعات للتفرّغ الإبداعي، والعمل على سد الفجوة بين كتب الأطفال وكتب البالغين، من خلال تعزيز مكتبة اليافعين والناشئة، وصناعة القرّاء وبنائهم منذ الطفولة، إلى جانب الاستثمار في الكتّاب بصورة جدية ترعاهم مثلما يتم الاستثمار بلاعبي كرة القدم، وضرورة وجود حوار ثقافي مستمر بين الكتاب والناشرين وأصحاب القرار.

كما تطرقت الجلسة إلى أبرز ظواهر صناعة الكتاب في الإمارات، والتحديات التي تواجه الكتّاب المحليين، وحجم الفرص الاستثمارية في سوق صناعة النشر الإماراتي، إذ طرحت عدداً من التساؤلات، أبرزها: هل سوق الكتاب الإماراتي بحاجة إلى مزيد من الناشرين؟ ولماذا لا يجذب سوق النشر المستثمرين العرب؟ ولماذا لا يفوز الروائيون الإماراتيون بالجوائز الأدبية؟ أين تكمن المشكلة.. وما الحل؟!

وتوقف المتحدثون عند ملامح واقع النشر الإماراتي خلال العقود الماضية، وما جرى عليه من تحول خلال السنوات الـ10 الماضية، موضحين أن النشر المحلي ظل إلى وقت طويل مقتصراً على النشر الحكومي، الذي ترعاه المؤسسات والهيئات والوزارات، ولم تظهر تجارب فاعلة ومؤثرة في مستوى النشر المستقل إلا أخيراً، كان لها دور كبير في إحداث نشاط ملحوظ على صعيد زيادة عدد دور النشر، وتنامي حركة التأليف، والتسويق، وصناعة المعرفة، والانفتاح على الحراك الثقافي العالمي، وصولاً إلى بناء أجيال من القراء.

واعتبر المتحدثون أن النشر الحكومي الرسمي واجه العديد من التحديات، كان أبرزها ضعف التوزيع، وغياب التسويق، ما حرم الكثير من المؤلفات المحلية الوصول إلى القارئ العربي والعالمي، مشيرين إلى أن النشر المستقبلي واكب متغيرات صناعة النشر العالمي، ونجح في تقديم حلول، وابتكار أساليب للتسويق، والتوزيع، إلا أنه لايزال يحتاج إلى مزيد من الخبرة، والدعم ليحقق رؤيته وفاعليته.

وأوضح المشاركون في الجلسة أن الكتاب الإماراتي رغم الأشواط التي قطعها على مستوى التأليف والنشر والتسويق، إلا أنه يقف مقابل مساحة مجتمع القراء في الدولة، ومطالبات الناشر واشتراطاته، إضافة إلى منظومة إجراءات الحصول على إذن النشر، والموافقة على طرح مؤلفه في الأسواق.

وأشار المتحدثون إلى الجهود التي تبذلها جمعية الناشرين الإماراتيين، وما تقوده من رؤى على صعيد تنظيم العلاقة بين الناشرين المحليين والمؤسسات الرسمية في الدولة، وتفعيل الشراكة والتعاون بين الكتّاب والناشرين، إلى جانب توسيع حضور صناع الكتاب المحلي على المستوى الدولي والعالمي.

واستعرضت الجلسة تجربة موقع ناشر، وحضوره في المشهد الثقافي العربي.

تويتر