مصر تودّع مبدع «يوتوبيا» و«مثل إيكاروس»

أحمد خالد توفيق يغيّب.. و«يستريح» في بلد «السيد»

صورة

مبدع من طراز خاص، وصاحب كلمة ألهمت قرّاء من أجيال جديدة، وأستاذ في كلية الطب، ودّعته مصر أمس.. إنه الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق، الذي غاب عن عمر ناهز الـ55 عاماً، إثر أزمة صحية مفاجئة، أول من أمس.

وشيّعت جنازة مبدع «يوتوبيا» و«مثل إيكاروس»، أمس، في مسقط رأسه، بمدينة (السيد أحمد البدوي) مدينة طنطا (محافظة الغربية)، وسط حضور لافت من المئات من قرّاء الراحل، خصوصاً من الشباب الذين تعلقوا بكتاباته، وودعوا توفيق أمس بالدموع، وكذلك بالدعوات، وتناقل كلماته عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. ونعى مثقفون وهيئات ومؤسسات الكاتب الراحل. وقالت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم، إن «الثقافة المصرية والعربية فقدت روائياً عظيماً طالما أثرى الحياة الثقافية في مصر والوطن العربي».

وأضافت أن الكاتب الراحل «ترك للمكتبة العربية العديد من الروايات والكتابات النقدية المهمة، وكان أحد أبرز كتّاب قصص التشويق والشباب في الوطن العربي، التي تتميز بأسلوبه الممتع والشائق، ما أكسبه قاعدة كبيرة من الجمهور والقرّاء».

كما رثى الراحل أحمد خالد توفيق العديدُ من الكتّاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ فكتب الروائي إبراهيم عبدالمجيد على صفحته بموقع «فيس بوك»: إن «أحمد خالد توفيق لم يكن كاتب (زومبي) كما يقال، لكنه استطاع أن يرسخ لأدب الخيال العلمي بثقافة نادرة.. ثقافته رصينة وعميقة، وكان مثل الكاهن في محراب متصل بالكون، وأعاجيب الكون». بينما كتب المخرج السينمائي الشاب عمرو سلامة، على «فيس بوك»: «دكتور أحمد خالد توفيق.. لقد كنت معلمي وملهمي، ومصدر أهم نصائح أخذت بها، وأول من قرأت له في حياتي، وأبي الثاني». ولد توفيق في مدينة طنطا بمحافظة الغربية في 10 يونيو 1962، وتخرج في كلية الطب عام 1985، وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997. وكان توفيق من الكتّاب العرب القلائل الذين برعوا في روايات الخيال العلمي وقصص الرعب؛ فأصدر أكثر من سلسلة قصصية، اجتذبت فئة الشبان بشكل خاص، مثل «ما وراء الطبيعة» و«فانتازيا» و«سافاري». كما أصدر روايات عدة منها «شآبيب» و«يوتوبيا» و«مثل إيكاروس» و«في ممر الفئران»، كما ترجم عشرات الكتب والروايات. وكتب في العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية.

جائزة الشارقة

احتفى معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ35 عام 2016 بالمبدع الراحل أحمد خالد توفيق، الذي حاز جائزة أفضل كتاب عربي، عن روايته «مثل إيكاروس». وأعرب توفيق حينها عن سعادته بذلك التكريم، والجائزة التي احتفت به.

ورغم أن «مثل إيكاروس»، التي صدرت عن دار الشروق، تدور في المستقبل (عام 2020)، إلا أنها حافلة بالإسقاطات على الواقع في مصر، كما الحال في أعمال توفيق.

إطلالات في «الإمارات»

من آخر إطلالات الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق، في دولة الإمارات، مشاركته في فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب، بدورة العام الماضي.

إلى جانب إبداعاته اللافتة؛ ترجم توفيق العديد من روايات الأدب العالمي، وفي مقدمتها: «1984»، و«451 فهرنهايت»، و«نادي القتال»، و«عداء الطائرة الورقية»، و«ديرمافوريا»، وسواها.
كما حظيت العديد من أعمال توفيق بالترجمة إلى عدد من اللغات الأخرى.

احتفاء بالاسم

قال رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الدكتور هيثم الحاج علي، إن الهيئة ستطلق اسم الراحل أحمد خالد توفيق، على الدورة المقبلة لمعرض طنطا للكتاب، في الصيف المقبل، مشيراً إلى أنه ستخصص فعاليات للراحل ولأدبه وأعماله خلال المعرض.

وأضاف الحاج علي، حسب موقع اليوم السابع المصري، أنه «سيعرض على اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أن يكون اسم أحمد خالد توفيق على قاعات معرض اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة في دورته الـ50، إضافة إلى أنه سيعرض أيضاً تخصيص ندوات تتحدث عن أعماله».

تويتر