أشاد بـ «طيران الإمارات للآداب» الذي يُعلي من قيم الحوار الحضاري

زكي نسيبة: دبي مظلة عبقرية وجسر لثقافات العالم

أشاد وزير الدولة، زكي نسيبة، بدور مهرجان طيران الإمارات للآداب، سواء على الصعيدين المحلي والعربي، أو على صعيد المنطقة عموماً، مؤكداً أن المهرجان، الذي اختتم آخر فعاليات دورته العاشرة، أول من أمس، تمكن في غضون مرحلة زمنية قصيرة، من رسم معالم «مهرجان أدبي فريد، بعيداً عن النمطية والتشابه مع سواه من الفعاليات الأدبية والثقافية الأخرى».

ختام

اختتم مهرجان طيران الإمارات للآداب السنوي فعاليات دورته العاشرة التي تضمنت فعاليات ثقافية مميزة استمرت 10 أيام، بمشاركة 180 كاتباً من 50 بلداً حول العالم ونخبة من الأدباء والكتاب والمثقفين .

وقالت الرئيس التنفيذي عضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب، إيزابيل أبوالهول، إن «الدورة العاشرة حققت نجاحاً كبيراً، وتفوقت على سابقاتها بعدما استضافت نخبة من الكتاب المرموقين من جميع أنحاء العالم، الذين نشروا البهجة في نفوس القراء الشباب والمشاركين. وعبرت عن امتنانها لمشاركة المؤسسات التعليمية بالدولة، وتفاني المتطوعين والجمهور الذين أسهموا في نجاح هذا الحدث.

ولإحياء ذكرى المسيرة الأدبية الحافلة أطلق منظمو المهرجان كتاب «في حب الكلمات»، الذي تضمن مجموعة من المقالات والقصائد والقصص القصيرة والرسوم للكتاب والمتحدثين والرسامين والشعراء، الذين شاركوا في المهرجان على مدى السنوات العشر الماضية. فيما اختتمت الفعاليات بجلسة للكوميدي وكاتب الأطفال الأكثر مبيعاً ديفيد وليمز.

وأضاف نسيبة في حوار لـ«الإمارات اليوم»: «هو مهرجان يحتفي بتنوع الثقافات، ويُعلي من قيم الحوار الحضاري المتكئ هنا على أسس أدبية بحتة، يتجانس فيها ما قد يبدو مختلفاً، لأنه ببساطة مهرجان يحاكي روح دبي، التي تبقى على الدوام مظلة عبقرية وجسراً حيوياً لثقافات العالم».

وتابع الوزير: «المدهش في المهرجان أيضاً، أنه مع روح المعاصرة، والحداثة، والتنوع الصحي، تبقى خصائص الهوية الثقافية، بارزة وواضحة، سواء عبر البرامج المتنوعة الخاصة باللغة العربية، وحضور الترجمة، أو حتى في ما يتعلق بمضمون العديد من الفعاليات، وحضور المبدع المحلي، على صعيد الشعر والرواية والقصة، وغيرها».

وفي ما يتعلق بإحدى الظواهر الثقافية غير السائدة محلياً، والتي ارتبطت بمهرجان طيران الإمارات للآداب خصوصاً، وهي تخصيص رسوم مادية، وحجز مسبق، ينفد بعضه قبل انطلاقة المهرجان بوقت طويل في بعض الأحيان، قال نسيبة: «هي ظاهرة صحية تعلي من شأن وأهمية الفعاليات الثقافية، وتُبقي الفنون والآداب، في نطاق السلعة الرائجة، التي يبحث مبتغوها عنها، وليست سلعاً راكدة، تفتقد جمهوراً يقدرها، ويحرص على الوصول إليها».

واعتبر نسيبة أن حضور المبدع العربي في مختلف فعاليات المهرجان أضحى مميزاً، مضيفاً: «تابعت تطور المهرجان منذ دوراته الأولى، وهي دورات ربما لم تشهد الحضور ذاته لنتاج ونماذج من الأدب العربي، لكن مع توالي دورات المهرجان وجدنا مساحة حضور المبدع العربي أكثر نماء، إلى أن وصلنا إلى واقع المهرجان الحالي، الذي نكاد لا نرى فيه فعالية رئيسة إلا وهناك تمثيل عربي لائق فيها، بل أصبحت أروقته بمثابة مناسبة لتفاعل مثمر من شأنه أن يثمر في احتكاك بناء، بمثابة مناسبة وفرصة مهمة لتطوير أدوات المبدع العربي». ووصف نسيبة علاقة الفعاليات الثقافية بالإمارات عموماً، بالعلاقة الحيوية التي تُرسخ بعضها بعضاً، وتمد أسباب التواصل، لا الانعزال أو التقوقع، بينها، مضيفاً: «المشهد الثقافي المحلي شديد الارتباط والتداخل، فالنشاط الذي تشهده جائزة البوكر في أبوظبي، نجد صداه في مهرجان الإمارات للآداب والعكس، وفي غيره من الفعاليات الأدبية والثقافية المنتشرة في مختلف أنحاء الإمارات».

وتابع الوزير الإماراتي: «لا يمكن قراءة المشهد بمعزل عن استراتيجية وطنية شاملة، تحفز على الإبداع، وتشجع المبادرات الثقافية المختلفة وتدعمها، وفي مقدمتها مبادرة القراءة، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي رسخت من القراءة على الصعيد العربي فعلاً حيوياً طبيعياً، وليس تكميلياً أو يحتمل خيار أن تقرأ أو لا تقرأ، ليصبح السؤال بدلاً من ذلك: ماذا تقرأ». نسيبة الذي تم تكريمه من قبل مؤسسة الإمارات للآداب، خلال الدورة العاشرة، التي اختتمت فعالياتها أخيراً، أشاد بصياغة برامج المهرجان عموماً، مضيفاً: «تهتم برامج مهرجان طيران الإمارات عموماً بتخصيص فعاليات رئيسة للناشئة والأطفال وطلبة المدارس، وهو بذلك يوفر خدمات جليلة لمختلف قطاعات الثقافة والفنون والآداب، ما يعني أن مثل تلك الفعاليات تحرض ليس فقط لبناء جيل مثقف قارئ، بل أيضاً لدعم واستكشاف مواهب أدبية واعدة، لذلك فإن كل هذا الجهد المبذول لابد أن نرى نتاجه المثمر في أجيال تستوعب كل هذه المحفزات من أجل الإبداع».

وحول ما إذا كان ثمة أجناس أدبية أكثر ظهوراً من سواها، لاسيما في ظل ألق الرواية العربية والإماراتية، وتأثير جائزة البوكر، التي تُنظم سنوياً في أبوظبي، قال نسيبة بشكل قاطع: «كل الشواهد تؤكد أننا نعيش زمن الرواية بامتياز، فهي الأكثر ألقا والأكثر قدرة على صياغة الواقع وتحولاته، والأهم أنها الأكثر اقتراباً من وجدان القارئ».


اهتمام مثالي

وصف وزير الدولة، زكي نسيبة، توجيه مهرجان طيران الإمارات للآداب اهتماماً كبيراً لقطاع الناشئة والأطفال ضمن فعالياته المختلفة، بـ«الاهتمام المثالي».

وأضاف «لا يمكن تصور أي استراتيجية ناجعة لتحفيز المشهدين الثقافي والأدبي، من دون هذا الاهتمام الذي من شأنه أن ينتج لنا إما قارئاً مثقفاً واعياً، أو مبدعاً أصيلاً نشأ وترعرع في بيئة تشكل الثقافة مقوماً رئيساً من مقوماتها، وفي كلتا الحالتين فإن لنا أن نستبشر بمستقبل أكثر إشراقاً في مختلف مجالات الثقافة والفنون والآداب».

ووصف نسيبة علاقة الفعاليات الثقافية بالإمارات عموماً، بالحيوية التي تُرسخ بعضها بعضاً، وتمد أسباب التواصل، لا الانعزال أو التقوقع بينها. وتابع «فالنشاط الذي تشهده جائزة البوكر في أبوظبي، نجد صداه بمهرجان الإمارات للآداب، والعكس، وفي غيره من الفعاليات الثقافية المنتشرة في الإمارات».

تويتر