مركز حمدان بن محمد استحدث لهم برامج تدريبية وتحفيزية مشوقة

«يولة الصغار».. أيقونات التراث في «ميدان فزاع»

صورة

في مشهد يؤكد حقيقة تتابع الأجيال لحمل وتناقل مفردات التراث، تعكف مجموعات منتظمة من الأطفال والناشئين على تعلم ممارسة فن اليولة الإماراتية، بشكل يومي منتظم في مستهل الأيام الثلاثة الأولى من كل أسبوع، في القرية العالمية، ولمدة ثلاث ساعات يومياً.

سجلات الأبطال

قالت مدير إدارة البطولات التراثية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث سعاد إبراهيم درويش، إن مختلف بطولات يولة فزاع في دوراتها الأخيرة، تمثل حصاداً مثمراً لنتاج دورات بطولة ناشئي يولة فزاع.

وأضافت درويش أن «العدد الأكبر من فرسان الميدان في بطولة فزاع لليولة هم نخبة المتميزين وأبطال ميدان الصغار وبطولة فزاع لليولة المدرسية، ما يعني أن فن اليولة التراثي الإماراتي، من الفنون الذي يجب أن تتعلم في الصغر، من أجل تنشئة بطل يجيد مهارات أحد الفنون المرتبطة بموروث وطنه».

وأكدت درويش أن «أي مراجعة لسجلات الأبطال خصوصاً في السنوات الخمس الأخيرة، سوف تُنصف المهارات الغضة التي قُدمت على منصة ميادين يولة فزاع للناشئين».

تناقل الخبرات

عبر ثلاثة من أمهر ممارسي فن اليولة التراثي، وفق نتائج واستعراضات بطولة فزاع لليولة، وهم راشد الخاصوني وعبدالرحمن السراح وراشد بن حرمش المنصوري، يتم تنشئة جيل جديد مرتبط ارتباطاً وثيقاً بأحد أقدم اشكال الموروث المحلي، وهو فن اليولة، من خلال تدريبات يومية على مدار ثلاثة أيام متتالية في مستهل كل أسبوع.

وقال راشد الخاصوني، صاحب لقب «مليونير اليولة»: إن «ساحة الميدان تفرز أبطالاً في منافسات الكبار، يُصفق لها المتابعون، لكن المصنع الحقيقي، المحرض على تناقل الخبرات، وتطوير المهارات، يبقى مرتبطاً ببطولات الناشئين، في حين تبقى ساحة التدريبات بمثابة الناظم الحقيقي لكل هذا المشهد، الذي لا يراه الجمهور سوى مكتمل وفي أبهى حلة خلال المنافسات».

الظاهرة التي جذبت العديد من الأسر الزائرة للقرية العالمية، سواء لمتابعتها، أو لإيجاد موقع لأبنائهم في نشاطاتها، تستحوذ على الموقع ذاته الذي يشهد فعاليات بطولة فزاع لليولة للكبار، لكنها تستثمر بشكل خاص الأيام التي لا تتضمن تدريباً للمشاركين في البطولة، التي يكثف متنافسوها تمارينهم، قبل موعد جولتها الأسبوعي مساء الجمعة.

وعلى الرغم من أن مشهد الصغار، الذي يبدو كأنه أيقونات بهجة على رمال «الميدان»، وما يتخلله من محاولات أولى للإمساك بالسلاح، والاستعراض الفَرِح به وفق الخصوصية التراثية، تخفق تارة، وتنجح تارات أخرى يعيد إلى الأذهان بطولة فزاع للناشئين، التي شكلت قاعدة لصقل مهارات العديد من متنافسي اليوم، على لقب بطولة الكبار، إلا أن إدارة البطولات التراثية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أكدت أنها بمثابة مشروع يتضمن العديد من البرامج ومعايير التحفيز المناسبة، لجذب شرائح عمرية دنيا، بصفة خاصة، لممارسة موروث فن اليولة، وفق قواعده وأصوله الصحيحة.

وشهدت بداية مرحلة التسجيل بالفعل توافد عدد كبير من أولياء الأمور بصحبة أبنائهم، إلى مكاتب إدارة البطولات بالمركز الكائنة في القرية التراثية للتسجيل وفقاً للأوقات التي ستقام فيها الدورات التدريبية، حيث فُتحت أبواب التسجيل في الدورة التدريبية لجميع الجنسيات المقيمة في الدولة، لمن تقل أعمارهم عن 14 سنة، وهو السقف العمري الذي يبدأ عنده الانتقال إلى بطولة الكبار. وفي تصريحات لـ«الإمارات اليوم» كشفت مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث سعاد إبراهيم درويش، أنه بعد اكتمال التدريبات اللازمة خلال الدورة وتمكين مجموعة من اليويلة لاستعراض مهاراتهم ستُنظم إدارة البطولات مسابقة في شكل بطولة مصغرة، تتضمن جوائز تحفيزية للمشاركين الأكثر تميزاً وانضباطاً وتجاوباً مع التدريبات والفنيات المقدمة.

وأضافت: «تعليم الأطفال على رياضة تراثية إماراتية يأتي في إطار الأنشطة الاجتماعية، إلا أنها أنشطة أكثر تعمقاً من الجوانب التراثية والحياة الاجتماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتغرس في نفوس الصغار جملة من المبادئ والقيم التي نعتز بها».

وربطت درويش بشكل قاطع «بين تنشئة الأطفال وذوي الشرائح العمرية الأدنى على التعلق بممارسة الموروث، وغرس ملامح خصوصية الهوية الوطنية، في شخصية الطفل، ونسقه القيمي».

وتابعت مدير إدارة البطولات التراثية «سمات اليويل ليست حركية فقط، بل معنوية وقيمية ايضاً، وهي الأهم، حيث تتبلور في حب الوطن، وتحمل المسؤولية، الأمر الذي يحفز جيل الناشئة على الجد والاجتهاد في الدراسة والحياة عموماً والالتزام بالزي الوطني، والتحلي بالأخلاق الحميدة وغيرها من الصفات الكفيلة بإعداد جيل مدرك لمسؤولياته ويعي معنى الوطنية والتلاحم المجتمعي».

تويتر