حياة الفنان العراقي صعبة لكنه دائماً صاحب مشروع
عزيز خيون: العراق ليس سوبر ماركت ولا فندقاً تغادره متى شئت
خيون: كنا نملك أكثر المسارح تحضراً وتقدماً بالشرق الأوسط حتى الغزو الأميركي (2003). أرشيفية
يصف المخرج والممثل عزيز خيون حياة الفنان العراقي الآن بأنها «صعبة ومُرّة»، بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تعانيها بلاده، لكنه رغم ذلك يتمسك بوطنه ويملك دوماً مشروعاً فنياً يسعى من أجل تحقيقه.
وقال خيون الذي ولد في جنوب العراق عام 1947 «حياة الفنان العراقي بشكل خاص والمواطن العراقي الآن حياة صعبة، حياة مرة، لما يتهدده من أخطار وما يعانيه لتدبير شؤون حياته اليومية».
وأضاف «أحتاج إلى سقف يؤويني، أحتاج إلى مدخول يومي يكفيني لعائلتي وأن أعيش بكرامة، أحتاج حرية واحتراماً، هذا الحد الأدنى من المطالب والاحتياجات للأسف لم يتحقق، لكن هذا لا يعطينا عذراً في أن نغادر العراق كما يفعل البعض إنما يمنحنا جَلَداً وعناداً ومقاومة في أن نلتصق بهذا التراب أياً كانت الظروف».
وتابع قائلاً «العراق ليس سوبر ماركت ولا فندقاً تغادره متى شئت أو حقيبة تحركها أنى شئت، هذا وطن في هوائه ومائه وفي ناسه ومراعيه، وأنا أفتخر أني تعلمت بهذا الوطن ونشأت فيه».
وتخرج خيون في أكاديمية الفنون الجميلة بالعراق قسم المسرح 1973/1972، وعمل في بداية حياته بالإذاعة ومنها إلى المسرح ثم السينما والتلفزيون ليقدم حتى الآن أكثر من 70 مسرحية إضافة إلى رصيد وافر من المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية.
ويعتبر خيون حرصه وإصراره على تعلم الفن بالعراق في نهاية الستينات ومطلع السبعينات أحد روافد فخره واعتزازه ببلده، وهو ما لمسه لاحقاً في عيون الكثير من زملائه العرب والنقاد.
ويقول «في إحدى المرات بمهرجان بغداد التقيت الناقدة المصرية الراحلة نهاد صليحة، وسألتني في ندوة عقب العرض المسرحي، أنت خريج إنجلترا أم روسيا؟، فأجبتها، بل خريج العراق، فقالت حينها.. إذن يجب أن نصفق لك مرتين، مرة لأنك قدمت عرضاً أدهشنا ومرة أخرى لأنك خريج العراق».
وعن الحركة المسرحية حالياً في العراق وحجم الإنتاج وجهاته يقول خيون، إن بالسابق كانت الدولة هي المنتج الأساسي وتقدم أعمالاً عظيمة وتأتي الفرق المسرحية العربية وتتسابق للمشاركة بمهرجانات العراق والفوز بجوائزه لكن ذلك تغير منذ حصار العراق مطلع التسعينات.
وأضاف «بلد كل ميزانياته تذهب للسلاح، كل استراتيجياته المصممة لبناء عراق متحضر لم تنجز. كنا نملك أكثر المسارح تحضراً وتقدماً بالشرق الأوسط حتى الغزو الأميركي (2003) فدُمرت هذه المسارح. الآن لا نملك إلا مسرحاً واحداً هو الوطني وهو غير صالح للعرض».
وتابع قائلاً «إذا سألتني، هناك مسرح في العراق الآن؟ نعم لكنه ليس المسرح الذي كان، ولا طموحنا نحن كمسرحيين.. هو مسرح في مظلة حرب، فلا توجد ميزانيات للقطاع الحكومي وحتى الفرق الخاصة جميعها انتهت وأصحابها بيوتهم راحت».
خيون الذي تحدث من مصر التي وصلها هذا الأسبوع لتقديم عرضه المسرحي (عربانة)، قال إن عمله يتناول حياة رجل يجر عربة خشبية بشوارع العراق بحثاً عن الرزق إلا أنه وفي لحظة يأس يشعل النار في نفسه.
وقال خيون «دائماً أحرص سواء كان العمل من إخراجي أو أن أكون ممثلاً فيه أن يتحدث العمل عن العالم من خلال خصوصية. أتحدث عن الهم الإنساني لكن من خلال هويتي كعراقي أو سوري أو مصري لأن الهم الإنساني واحد لكن الجغرافيا هي التي قسمتنا».
ورغم المصاعب يؤمن خيون بأن الفنان لا يمكن أن يحيا من دون مشروع فني يعمل على تحقيقه وإخراجه للنور حتى ولو تكبد المشقة من أجله. وكشف عن امتلاكه مشروعات عدة في اتجاهات مختلفة.
وأضاف «فنان من دون مشروع.. هذه مفارقة. حياة الفنان الآن مهددة ومدمرة لكن هذا لا يعفيه من مشروع. هو اختار أن يكون مسرحياً، لا نجاراً، ولا حداداً، ولا أستاذاً جامعياً، ولا موظفاً.. أنت مسرحي وعليك أن تحقق ذاتك».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news