معرض «الحج».. تسامح يطلّ على العالم من نافذة جامع الشيخ زايد

قال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، إن معرض «الحج.. رحلة في الذاكرة» يُعد الوجهة المثالية للتعرف عن قرب إلى عمق مفهوم التسامح في الإسلام، من خلال ثراء موروث رحلة الحج الكبرى التي تطورت عبر الزمن بتزايد الحجاج من مختلف بقاع الأرض الذين تحدوا عناء ومشقة السفر الطويل، واصفاً الحج بأنه رحلة للعودة إلى الذات الأصيلة ومواجهة التعصب الذي ينبذه الإسلام بسماحته وسمو قيمه.

منصور بن زايد:

- المواد التوثيقية لرحلة الوالد المؤسس للحج تثري محتوى المعرض، وتقدم نموذجاً إنسانياً لقائد فذ.

- جامع الشيخ زايد منارة حضارية تعنى برقي الإنسانية، استناداً إلى تعاليم ديننا الحنيف وجوهر العادات.

15

مؤسسة محلية وعالمية، تسهم بمقتنياتها في المعرض، علاوة على المجموعات والمقتنيات الخاصة وتذكارات الحج.

جاء ذلك، خلال افتتاح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أمس، معرض «الحج.. رحلة في الذاكرة»، الذي ينظمه مركز جامع الشيخ زايد الكبير على أرض الجامع، بمناسبة مرور 10 سنوات على إنشاء المركز.

وتجوّل سموه في أرجاء المعرض الذي ينظم بالتعاون بين المركز ودائرة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويضم مجموعة نادرة من المخطوطات الإسلامية والصور الفوتوغرافية التاريخية والآثار والأعمال الفنية الكلاسيكية والمعاصرة التي استعيرت من 15 مؤسسة محلية وعالمية، علاوة على المجموعات والمقتنيات الخاصة وتذكارات الحج التي قدمها أفراد المجتمع.

وقال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، إن «تنظيم المعرض واحتواءه على هذا القدر من الثراء الثقافي والتاريخي، يؤكد المكانة المرموقة التي يتمتع بها مركز جامع الشيخ زايد الكبير كمنارة ثقافية حضارية تعنى برقي الإنسانية استناداً إلى تعاليم ديننا الحنيف، وجوهر العادات والتقاليد والثوابت والقيم الرفيعة التي عرفت بها دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة».

وأعرب عن سعادته برؤية المواد التوثيقية لرحلة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - مؤكداً أنها تثري محتوى المعرض، وتقدم نموذجاً إنسانياً لقائد فذ جعل من المبادئ والقيم السامية أسلوب حياة في الدولة؛ ما بوأها المركز الأول إقليمياً والثالث عالمياً على مؤشر التسامح، ضمن تقرير الكتاب السنوي العالمي الصادر عن معهد التنمية الإدارية في سويسرا. وقال: «إن مثل هذه الفعاليات تمثل دعوة مفتوحة للربط السليم بين الحاضر والماضي، واستشراف المستقبل بقيم التعايش والتنوع والوسطية والإيثار والاعتدال، مستلهمين أقوال الشيخ زايد وأفعاله العظيمة التي شكلت في مجملها منظومة عمل متكاملة جعلت من الإمارات واحة للتعدد والتنوع الثقافي».

وأعرب سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، عن سعادته بتحول هذا الصرح الكبير إلى مركز جذب للسياح الذين يتوافدون عليه من مختلف الجنسيات للاطلاع على العمارة الإسلامية المبدعة، التي تروي تاريخ الحضارة الإسلامية التي نعم الإنسان في ظلها بالسلام والتعايش والنماء الفكري والمادي.

قبلة للاعتدال

أحمد جمعة الزعابي:

دولة الإمارات قدمت للعالم نموذجاً ملهماً يحوي نهضة طالت كل مناحي الحياة، مع التمسك بالقيم النابعة من قيمها العربية والإسلامية.

مكانة في القلوب

يضم المعرض في أقسامه الستة مختارات من الصور التاريخية والقطع الأثرية التي تحكي بدايات الإسلام، وقصة وصوله إلى المنطقة، وتتطرق إلى أهمية القرآن، وأركان الإسلام الخمسة المختومة بالحج، وتاريخ مكة والمدينة ومكانتهما في قلوب المسلمين.

من جهته، قال نائب وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء مركز جامع الشيخ زايد الكبير، أحمد جمعه الزعابي، إن «تدشين سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، للمعرض يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتعزيز مكانة الدولة كقبلة للاعتدال والتوازن والعيش المشترك في بيئة أصيلة متمسكة بقيمها النبيلة المستمدة من الفكر الإسلامي السمح والأخلاق الإنسانية العالية في أجواء مفعمة بالسلام والخير».

وأوضح أن «أهمية المعرض تكمن في قيمته وموقعه، كونه يسلط الضوء على فريضة إسلامية عظيمة وحقائق تاريخية مشوّقة تطلّ على العالم من نافذة مركز جامع الشيخ زايد الكبير الصرح الحضاري».

وقال نائب وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء مركز جامع الشيخ زايد الكبير، إن «دولة الإمارات قدمت للعالم نموذجاً ملهماً يحوي نهضة طالت كل مناحي الحياة، مع التمسك بالقيم النابعة من قيمها العربية والإسلامية».

وأضاف «إننا نعتبر المركز مشروعاً شاملاً يحمل على عاتقه رسالة أخلاقية نبيلة ترتكز على موروث القيم النابع من تعاليم الإسلام وتقاليد وسيرة الآباء والأجداد، فيما يأتي المعرض ليمثل عنوان هذه الرسالة بما فيه من إشارات وجدانية وروحية وآثار وتذكارات وصور تاريخية، تروي للعالم جانباً إيمانياً وإنسانياً لقائد في حجم ومكانة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان».

توثيق

من جانبه، قال رئيس دائرة أبوظبي للسياحة والثقافة، محمد خليفة المبارك، إن: «إقامة المعرض بالتعاون مع مركز جامع الشيخ زايد الكبير تسهم في تحقيق استراتيجيات الدائرة الرامية إلى الاحتفاء بالتراث والترويج له، باعتباره المكون الأساسي لهويتنا وواقعنا الحضاري».

ويعد معرض الحج فرصة للاطلاع على المعلومات التاريخية الأولية الموثقة لبدايات انتشار الإسلام في مواقع تاريخية مختلفة من شبه الجزيرة، ويعرض عدداً من الكسوات التي غطت الكعبة الشريفة خلال فترات زمنية مختلفة، مستنداً في رواياته التاريخية إلى مواد أرشيفية وتوثيقية وقطع أثرية وصور تاريخية وأفلام ومخطوطات نادرة وأعمال فنية معاصرة، فضلاً عن الروايات الشفوية التي وثقت تاريخ الرحلة المقدسة.

وحضر افتتاح المعرض الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، والأمين العام لوزارة شؤون الرئاسة أحمد محمد الحميري، والأمين العام لشؤون المجلس الأعلى للاتحاد في وزارة شؤون الرئاسة حمد عبدالرحمن المدفع، ومدير مكتب وزير شؤون الرئاسة علي سالم الكعبي، ورئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم محمد أحمد المر، وعدد من كبار المسؤولين.

الأكثر مشاركة