رائد الترجمة من العربية إلى الإنجليزية يغيب عن 95 عاماً

دينيس جونسون ديفيز عشق الأدب العربي وكذلك البلدان العربية. أرشيفية

غاب أول من أمس أحد رواد الترجمة من العربية إلى الإنجليزية، المترجم والأديب الدكتور دينيس جونسون ديفيز الذي غاب عن عمر يناهز 95 عاماً.

ولد الراحل الذي يوصف بأنه رائد الترجمة من العربية إلى الإنجليزية في مدينة فانكوفر الكندية عام 1922، وعاش فترة بين مصر والسودان، وانتقل إلى لندن. تعلق بالأدب العربي بعد أن أجاد لغته.

مختارات من قصص محمود تيمور كانت أول حكاية ديفيز مع الترجمة من العربية إلى الإنجليزية، ثم تواصلت مسيرته مع الترجمات لأعلام الأدب العربي، من بينهم: الطيب صالح ونجيب محفوظ ومحمود درويش ويحيى الطاهر عبدالله ويحيى حقي وتوفيق الحكيم ومحمد البساطي وصنع الله إبراهيم، وآخرون.

وكما عشق دينيس جونسون ديفيز الأدب العربي، عشق البلدان العربية، حتى إنه استقر فترة طويلة في المغرب، وبعدها في مصر، وآثر الابتعاد عن صخب العاصمة المصرية القاهرة، واشترى بيتاً في قرية نائية بمحافظة الفيوم، ودفن فيها.

ونعى الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب الدكتور علي بن تميم، المترجم والأديب الدكتور دينيس جونسون ديفيز، الفائز بجائزة شخصية العام الثقافية لعام 2007. وتقدمت الجائزة لأسرة الفقيد ومحبيه بأحر التعازي، مؤكدة أن الإرث الأدبي الذي تركه وراءه سيبقى حياً على مر الأجيال. يذكر أن الراحل فاز بجائزة شخصية العام الثقافية لدورة 2006-2007، تقديراً لإسهامه في إثراء الثقافة العربية بترجماته الأصيلة لعيون الأدب العربي الحديث إلى اللغة الإنجليزية منذ منتصف القرن الـ20، ودوره في التعريف بكلاسيكيات الأدب العربي في الأوساط الجامعية والعلمية في الغرب، ونشره لسلسلة كتب أطفال باللغة الإنجليزية تربو على الـ40 كتاباً مستوحاة من روائع الأدب العربي، ما يقدم نموذجاً لقيم الأصالة والتسامح والتعايش الحضاري بين الشعوب.

كان الراحل دينيس جونسون ديفيز يرفض أن يسمى بالمستشرق، أو أن يطلق عليه لقب مستعرب، مؤكداً أننا «نعيش في عالم واحد، بعيداً عن فكرة الشرق والغرب، وأنا عشت حياتي في مصر والدول العربية، مع العلم أني بريطاني مولود في كندا، وأنا الآن مسلم واسمي الآخر هو عبدالودود»، على حد تعبيره، خلال محاضرة له في مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام في أبوظبي عام 2010.

في دبي، عمل دينيس جونسون ديفيز فترة في إذاعة دبي، خلال عام 1969، وترجم ثلاثة كتب عن الأحاديث النبوية الشريفة.

وأعرب عدد من الكتّاب والمثقفين المصريين عن حزنهم لرحيل ديفيز، من بينهم القاص سعيد الكفراوي، الذي كتب - حسب موقع جريدة «الدستور» المصرية: «يرحل عنا الإنسان الجميل، عم الحاج عبدالودود الشهير بدينيس، مغادراً الدنيا بعد عمر أمضاه فى محبة البشر، ومحبة العمل النافع المفيد، حيث كان واحداً من المحبين الكبار لمصر وأهلها وكتابها، وأمضى عمره فيها يتخذها مقاماً، واتخذها مثوى لآخرته، حيث ووري التراب بقرية تونس، بيته وأرضه».

تويتر