عاطف منصور عكف على دراسة 14 ألف قطعة نقدية من مقتنيات جاسم المطيري

«الإمارات في المسكوكات الإسلامية».. موسوعة من 10 أجزاء ترى النور «تباعاً»

صورة

قال الدكتور عاطف منصور أستاذ المسكوكات الإسلامية وعميد كلية الآثار بجامعة الفيوم، إن مقتنيات الباحث جاسم المطيري من المسكوكات التي بلغت نحو 14 ألف قطعة، تعود إلى عصور متباينة، أبرزت جماليات وإبهار المسكوكات الإسلامية خصوصاً، وأسهمت في ترسيخ ثقافة جمالية، ومعرفة تاريخية مرتبطة بتلك المسكوكات.

وأشار منصور بمناسبة الانتهاء من الجزأين الأول والثاني من موسوعة الإمارات في المسكوكات الإسلامية، التي من المقرر أن تصل الى 10 أجزاء تباعاً، كاشفاً أن بعض القطع النقدية التي تعود إلى مجتمعات شبه الجزيرة العربية خصوصاً، وصل سعرها إلى نحو 3.8 ملايين جنيه إسترليني تقريباً، وقطع أخرى زاد سعرها على مليون جنيه إسترليني.

وقال منصور إن 150 دولة هو مجموع الدول التي تجمع عملاتها القديمة مقتنيات المطيري، مضيفاً: «من حيث الدول، فإن هذه المجموعة المهمة والنادرة من المسكوكات الإسلامية تمثل ما يزيد على 150 دولة تبدأ منذ عصر ما قبل الإسلام من حيث النقود الساسانية والبيزنطية المتداولة في شبه الجزيرة العربية، والتي كانت تمثل النقود الدولية والأداة فوق الإقليمية للتداول قبل الإسلام، ونقود بعض الممالك العربية».

مصدر لدراسة التاريخ

قال الدكتور عاطف منصور، إن النقود الإسلامية تعد مصدراً مهماً من مصادر دراسة التاريخ والآثار والحضارة الإسلامية، وعلى حد قول عالم النميات الأميركي جورج س.مايلز، في مقدمة كتابه عن تاريخ الري النقدي: «لا يوجد حقل في التاريخ خدمته مسكوكاته بالقدر الذي خدمت به المسكوكات الإسلامية التاريخ الإسلامي»

وأضاف: «لعبت النقود الإسلامية دوراً مهماً في الحياة السياسية في العصر الإسلامي بصورة لم يسبق لها مثيل في أي عصر من العصور، وذلك لما تمتعت به النقود من أهمية كبيرة في النظام السياسي للدولة الإسلامية منذ صدر الإسلام، فقد كانت النقود تمثل أهم شارات الملك والسلطان التي حرص على اتخاذها الخلفاء والحكام بعد اعتلائهم الحكم».

جاء ذلك خلال ندوة «قراءة مأثورات النقود الإسلامية ودلالتها»، التي استضافتها ندوة الثقافة والعلوم بدبي، بحضور رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، محمد المر، والكاتبة عائشة إبراهيم سلطان، وعدد من المثقفين والمهتمين بالقيمة التاريخية والجمالية للمسكوكات النقدية الإسلامية.

ومن المفارقات التي شهدتها الندوة، أنها ذهبت في ما يتعلق بجانب كبير منها في الحديث عن مقتنيات عبدالله جاسم المطيري، في حين أن مديرة الندوة كانت هي نفسها الابنة التي تعرف تفاصيل مقتنيات والدها، الشاعرة شيخة المطيري.

وأشار منصور إلى أن الباحث عبدالله بن جاسم المطيري قام بجهد كبير في جمع مجموعات النقود الإسلامية المحفوظة في المتاحف والقصور ولدى أصحاب المجموعات الخاصة، وهو ما كان محل اهتمام كبير من قبل الباحثين في مجال المسكوكات الإسلامية منذ القرن الثامن عشر الميلادي باعتبار النقود من أهم مصادر التاريخ الإسلامي.

وتابع: «يعد عبدالله بن جاسم المطيري من أشهر هواة جمع المسكوكات عربياً وعالمياً، حيث قام طوال أكثر من 30 عاماً مضت بجمع واقتناء نحو 14 ألف قطعة من المسكوكات الإسلامية».

وأشار منصور إلى أن ما ميز المطيري أنه لم يكن من الذين شغفوا بجمع المسكوكات واقتنائها فقط، بل كان من الباحثين في هذا المجال أيضاً، فقام بعمل دراسات وأبحاث حول نماذج من المسكوكات التي يحتفظ بها، وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية، والحلقات النقاشية.

وفي ختام الندوة قامت عائشة إبراهيم سلطان، على عادة ندوة الثقافة والعلوم، مع ضيوفها بتقديم شهادة تقدير باسم «الندوة» إلى الدكتور المحاضر.

تويتر