يوميات وأفكار ومقابلات دوَّنها مانع المعيني في المعسكر

«حكايا الميدان» أوّل كتاب يتناول تجربة الخدمة الوطنية

المعيني: الخدمة الوطنية أثّرت كثيراً في شخصيتي وأصبحت أكثر جرأة وصدقية في التعامل مع الآخرين. من المصدر

حول تجربته في الخدمة الوطنية؛ يستعد الكاتب الإماراتي مانع المعيني لإصدار كتابه الجديد «حكايا الميدان - تجربة في الخدمة الوطنية» بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته السابعة والعشرين التي تقام في الفترة من 26 الجاري إلى الثاني من الشهر المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ليكون «حكايا الميدان» أول كتاب يتناول تجربة الخدمة الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

الهدف من الكتاب توثيق تلك التجربة الفريدة، حيث قررتُ منذ البداية أن أستمتع بها، وأن أعيش كل تفاصيلها، كذلك رغبت في أن أصحّح بعض الأفكار التي كانت سائدة لدى الشباب حول الخدمة العسكرية وصعوبتها، فبعد أن التحقت بالخدمة اكتشفتُ أن كل هذه الأفكار خاطئة.


شرف للجميع

يتألف كتاب «حكايا الميدان - تجربة في الخدمة الوطنية» من ١٢١ صفحة، وتصدّرته كلمة لسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، قال فيها: «هذه الأيام من أجمل الأيام التي مرّت علينا مع الإخوة الشباب، وأفضل من أي وقت مضى علينا، لأنها خدمة وطنية وشرف للجميع. تعلّمنا الدفاع عن الوطن مثلما تعلّمنا الدفاع عن النفس، واليوم نحن جاهزون للدفاع عن هذا الوطن».

وأوضح المعيني أن الكتاب يمثل توثيقاً لتجربته في الخدمة الوطنية، التي خاضها ضمن الدفعة الثانية التي خصصت للفئة العمرية من 25 إلى 30 سنة، موضحاً أن فكرة الكتاب ترجع إلى أن تجربة الخدمة الوطنية كانت تجربة حديثة في الدولة، وكذلك لأنه كانت هناك صورة غير واضحة لدى الشباب عن طبيعة هذه التجربة، والبعض كان لديه بعض الأفكار غير المكتملة عنها، مثل انها تجربة شاقة أو فيها صعوبة شديدة.

وأضاف «الهدف من الكتاب هو توثيق تلك التجربة الفريدة، حيث قررت منذ البداية أن أستمتع بها وأن أعيش كل تفاصيلها وأسجلها بدقة، كذلك رغبت في أن أصحح بعض الأفكار التي كانت سائدة لدى الشباب حول الخدمة العسكرية وصعوبتها، فبعد ان التحقت بالخدمة اكتشفت ان كل هذه الأفكار خاطئة، وأن الحياة هناك محسوبة بكل تفاصيلها، وأن الأمر يعتمد على معادلة بسيطة، وهي أن الراحة تكمن في التعاون مع المدربين والمشرفين وباقي الزملاء».

وأشار المعيني إلى أن فكرة الكتاب وجدت تشجيعاً كبيراً ودعماً من هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، كما حظي بمقابلة اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان، رئيس الهيئة، الذي شجعه وأثنى على الكتاب وفكرته ووجّه بتقديم الدعم له، لافتاً إلى أن الهيئة قدمت له الصور التي تضمّنها الكتاب.

طبيعة الكتاب وحساسية المضمون الذي يحتويه؛ فرضت على الكاتب أن يختار أسلوباً في الكتابة يتفق مع طبيعة الحياة العسكرية والمعلومات المتعلقة بها، ولعل الصعوبة الوحيدة التي واجهها المعيني، تمثلت في البدء بالكتابة، حيث قام بكتابة مقدمة الكتاب أكثر من مرة، وفي كل مرة يقوم بتغييرها.

وذكر أن الخدمة الوطنية أثرت كثيراً في شخصيته، فأصبح أكثر جرأة وصدقية في التعامل مع الآخرين ومع مواقف الحياة، فالحياة العسكرية لا تحتمل المجاملات، وتتسم بالصراحة والوضوح.

وأوضح المعيني أن الكتاب، الذي يصدر عن دار «كتّاب» للنشر، يتضمن 12 فصلاً، من بينها فصل استطلع فيه آراء المجنّدين حول الخدمة الوطنية وتأثيرها في شخصياتهم، معرباً عن شكره لكل من تجاوب معه واقتطع جزءاً من وقت راحته للإجابة عن تساؤلاته. كما أعرب عن أسفه لأنه لم يتمكن من تضمين فصل عن المجندات من الفتيات، نظراً لأن الفكرة لم تطرأ على ذهنه إلا بعد أن أنجز الكتاب بالكامل واستعد لطباعته.

ويتناول الباب الأول من الكتاب تجربة الحجز، التي تمتد لمدة واحد وعشرين يوماً، ويتطرق فيها الكاتب إلى الأفكار التي سمع بها عن الخدمة الوطنية، وكيف اكتشف عندما وصل إلى المعسكر أن الأمر بسيط وسهل جداً، متطرقاً إلى النظام اليومي للمجندين في المعسكر، وكيف يتآلف الجميع ويتعاونون في ما بينهم. أما الباب الثاني فيتحدث عن تجربة المجند في التحول من شخص مدني إلى عسكري من خلال التدريبات العسكرية. وفي الباب الثالث تحدّث المعيني عن النعم التي تتمثل في طريقة تناول الطعام، وكيف أنهم يؤدون الصلاة في وقتها، وعن روح الفريق والتعاون.

أما الباب الرابع فخصصه للأخلاق العسكرية، موضحاً أن الأخلاق العسكرية والضبط والربط تختلف تماماً عن الأخلاق المدنية. ويتطرق الباب الخامس من الكتاب إلى إلهام الكتابة وثقافة القراءة، حيث تمثل القراءة والكتابة وسيلة الترفيه الوحيدة للمجنّد، حيث إنه يكون محروماً من جميع وسائل الترفيه، فالكتاب هناك خير صديق، ما يساعد على نشر ثقافة القراءة في المعسكر. ويلقي الباب السادس الضوء على تحدٍّ قد يكون غريباً من نوعه، وهو التحدي العسكري والرياضي، وذكر مثالاً على ذلك المجند عمر أهلي، الذي كان مصاباً، إلا أنه أصرّ على الاستمرار في أداء الخدمة الوطنية. وفي الباب السابع يتحدث عن فكرة القيادة، وأنه كان يظن بأن المدربين سيرافقونهم في كل مكان، وإذا به يفاجأ بأنه يتم اختيار مجندين ليكونوا قادة فصائل، ويتم تغييرهم من وقت لآخر. وتطرقت أبواب الكتاب الأخرى إلى موضوعات مختلفة، منها مشاعر الصداقة التي ربطت بين المجندين، والمواهب التي قابلها الكاتب هناك، وكيف كتب يومياته بعد أن تعمّد أن يحمل معه دفتراً ليكتب التجربة ويوثقها، مشيراً إلى أنهم مروا بلحظات كانت صعبة على الجميع، ورغم ذلك كانت التجربة ممتعة تماماً. أما الباب الأخير فيتضمن بعض الخواطر التي كانت تخطر على بال الكاتب ودوّنها بعفوية.

تويتر