رفيقة إلكترونية تشكّل مكتبة كاملة تضم 3 ملايين بيت

«الموسوعة الشعرية».. منجز إماراتي و20 عاماً من الإبداع

صورة

نحو ثلاثة ملايين بيت ضمن 144 ألفاً و660 قصيدة، في 3353 ديواناً من دواوين مختارة لنخبة الشعراء العرب قديماً وحديثاً، هي حصيلة ما تقدمه الموسوعة الشعرية الإلكترونية، التي تعد أول وأضخم موسوعة إلكترونية للشعر العربي، إذ أُطلق إصدارها الأول في عام 1998، وأعيد تدشينها بصورتها الجديدة في مارس 2016، وتحتفي هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الشهر المقبل بمرور عام على إعادة إطلاق الموسوعة الشعرية الإلكترونية بحلتها الجديدة.

تطور

يبدأ تطور الموسوعة منذ عام 1995، عندما أعلن المجمع الثقافي في أبوظبي بدء تنفيذ المشروع، بهدف توفير مرجع شامل يلبي حاجات الشعراء والأدباء والدارسين. وفي 1998 دشنت المرحلة الأولى من الموسوعة، التي ضمت نحو 180 ألف بيت، لـ88 شاعراً، إضافة إلى معجم لسان العرب. وفي 2001، أطلقت المرحلة الثانية، التي شهدت وصول محتوى الموسوعة إلى 1.3 مليون بيت، لما يزيد على 1000 شاعر، إلى جانب توفير 46 من المراجع، وثلاثة معاجم لغوية. بينما شهد العام الماضي إعادة تدشينها بصورتها الجديدة.

رافد متكامل للمعرفة

توفر الموسوعة بوابة إلكترونية تفاعلية، ورافداً متكاملاً للمعرفة والأدب، لما يميز موادها وأقسامها المصممة بأسلوب علمي، يحقق مرونة كبيرة في التصفح والتنقل بين أبوابها المختلفة، وتمنح للقراء إمكانية الوصول السهل والسريع إلى باقة من القصائد الشعرية، والاستماع إليها بتقنيات مختلفة، إلى جانب توفير مساحة أرشيفية، وقنوات لتدوين انطباعاتهم وآرائهم. وعمل في تحرير وإطلاق الموسوعة الشعرية أجيال عدة من الباحثين ولجان العمل والخبراء المتخصصين في مجالات مختلفة.

وقال المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عبدالله ماجد آل علي، خلال الملتقى الشعري، الذي عقد صباح أمس في المركز الثقافي في أبوظبي، للاحتفاء بيوم الشعر والإضاءة على دور الموسوعة الشعرية الإلكترونية وأهميتها، إن الموسوعة تمثل قفزة نوعية في برمجة التراث، وهي خدمة بلغت حد الإبداع، مشيراً إلى أن الموسوعة تضم قصائد لأكثر من 200 شاعر غير موجودة في مصدر آخر. واستضاف الملتقى، الذي قدمه الشاعر سامح كعوش، عدداً من الشعراء والنقاد، الذين تحدثوا عن الموسوعة وأثرها الكبير في إثراء المشهد الشعري والثقافي.

وقال الشاعر رعد بندر، إن ما تعبر عنه الموسوعة من طموح كبير يسعى إلى إتاحة هذا الزخم الكبير من المعلومات ليس فقط لمحبي الشعر، ولكن للجمهور بشكل عام، مشيراً إلى أنه قبل عام 1995 كان من المستحيل أن يحمل الإنسان ديوانين شعريين في جيبه، ولكن مع إصدار الموسوعة الشعرية عام 1998، صار من الممكن أن يحمل مكتبة شعرية كاملة في جيبه، متمثلة في الموسوعة. كما تطرق إلى اشتمال الموسوعة على قصائد صوتية بإلقاء متميز، معتبراً أن إلقاء القصائد فن لا يمكن تدريسه.

من جانبها، أشارت الناقدة الدكتورة أمينة ذيبان، إلى أن الموسوعة هي الأهم في مجال الشعر العربي، إذ سبق أن اطلعت على موسوعات أخرى اتبعت المنهج نفسه، ولكن اختلفت في التدوين، لافتة إلى أن خلف الموسوعة يقف جهد موسوعي رائع. كما أعربت عن أملها في أن يجري التوثيق وفق مفهوم التوسع، إذ تضم الموسوعة مفاهيم جديدة تصلح مداخل لقضايا نقدية مهمة.

بينما اعتبر الشاعر سالم بوجمهور، الموسوعة بمثابة رفيقة إلكترونية وجدها الشاعر أخيراً، ويمكن أن ترافقه في أي مكان، مشدداً على أن الموسوعة التي تحسب منجزاً للإمارات، لا تقتصر فائدتها على الإمارات فقط، لكن تمتد إلى كل الوطن العربي، ويمكن التوسع فيها لتصبح عالمية، عبر إضافة شعراء عالميين من مختلف الجنسيات، وهو ما اتفقت معه الشاعرة السودانية مناهل فتحي، مؤكدة أن الموسوعة تمثل إضافة نوعية للساحة الشعرية، يستفيد منها الشعراء، وكذلك عشاق الشعر؛ معربة عن أملها في أن تتوسع لتضم المزيد من الشعراء، خصوصاً الشاعرات. وتشكل الموسوعة الشعرية نموذجاً لجهود الهيئة، ممثلة في دار الكتب في هذا المجال، وتعد إنجازاً ضخماً، سواء من ناحية القيمة الأدبية والثقافية، أو حجم المشروع والجهد الذي استمر لما يزيد على 20 سنة.

تويتر