السعدي ألقى «سليل المجد».. والعامري غنى «يا طيب»
زخات المطر رفيقة «اليولة».. وفأل «الناموس» يلازم الخاصوني
دخلت بطولة فزاع لليولة، التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، في قلعة الميدان بالقرية العالمية، مرحلة المواجهات النهائية، لتكشف عن أسماء أربعة متسابقين يخوضون منافسة انتزاع كأس البطولة، وترتيب المراكز المتقدمة.
|
البطل مجهول رفضت مديرة البطولات التراثية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم بن درويش، الإدلاء بأي تصريحات تتعلق بفرص المتأهلين الأربعة، لاعتلاء منصة بطولة فزاع لليولة هذا العام، مكتفية بالإشارة إلى أن جميع من تمكنوا من الوصول إلى هذه المرحلة «أبطال». وأضافت: «لا يوجد مراقب أو متابع لنسخة البطولة هذا العام بمقدوره توقع البطل، الذي أعتقد من وجهة نظري أنه لايزال مجهولاً بالنسبة للجميع». وتابعت بن درويش: «المستويات التي شهدت حالة رائعة من الارتقاء، متقاربة بالفعل، والجمهور الذي بيده تحديد هوية البطل، لا يمكن لأي استطلاع أو تنبؤ أن يدعي الوقوف القاطع على خياراته». ونجحت البطولة في استقطاب الجماهير في قلعة الميدان بالقرية العالمية. صيغة عصرية قال الفنان عبدالمنعم العامري إنه يحرص على أن يطل على جمهور بطولة فزاع لليولة في كل عام، بأحد الأعمال التي يتم إنجازها بشكل خاص من أجل إهدائها للجمهور الذي اعتاد متابعة أجواء هذا اللون التراثي، سواء عبر الوجود في مدرجات قلعة «الميدان»، أو عبر متابعة فعالياتها تلفزيونياً من خلال قناة «سما دبي». وأضاف: «قدمت البطولة، على مدار الدورات التي انفتحت فيها على تخصيص فقرات فنية، دعماً كبيراً للمطرب الإماراتي، سرعان ما اتسعت دائرتها لتشمل ساحة الشعر النبطي أيضاً، فضلاً عن ذلك فإن البطولة، التي تقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، تقدم أحد أهم أشكال الموروث المحلي بصيغة تنافسية عصرية تضمن الاهتمام والمتابعة الجماهيرية». |
واستدعى أحد اشهر ممارسي فن اليولة التراثي، راشد حارب الخاصوني، الملقب بـ«مليونير اليولة»، أجواء حصوله على أكبر عدد من الكؤوس يقتنصها متسابق في بطولات يولة فزاع، لينفرد بلقب جديد، باعتباره أول مدرب يضمن وجود اثنين من مجموعته ضمن أربعة متسابقين في المربع الذهبي.
وكأن فأل «ناموس» اليولة، أو درع تتويجها، يلاحق الخاصوني، حسب تعبير أحد مشجعي المتسابق أحمد الحرسوسي، وهو الطالب محمد عبيد الذي قال: «نصحت صديقي بأن يكون ضمن مجموعة (مليونير اليولة) فسجله حافل بالبطولات، والتاريخ لا يكذب».
زخات المطر، وجماليات معانقتها وملاحقتها لسلاح اليولة، أيضاً كانت ضمن المشهد هذه المرة، إذ عرضت اللجنة المنظمة للبطولة تقريراً مصوراً لأحد اليويلة، وهو ملك الجرس، حمدان بن مصلح الأحبابي، أثناء تدريبه من قبل مدربه، عضو لجنة التحكيم، خليفة بن سبعين المعمري، في أجواء مطيرة، موجهاً إليه بعض النصائح الفنية المرتبطة بفنيات مهارة الرمي وغيرها.
جولة متميزة
وفنياً؛ جاءت الجولة متميزة على الصعيدين الشعري والطربي، إذ حل الشاعر سيف السعدي، ضيفاً على الفقرة الشعرية، فيما حل الفنان عبدالمنعم العامري ضيفاً على الفقرة الفنية.
وقدم السعدي قصيدة جديدة بعنوان «سليل المجد» مهداة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وقال السعدي إن استضافته تعدّ الثانية له خلال مسيرة البطولة التي تتهيأ لإتمام جولتها الـ17. وأشار الشاعر، الذي وجد إلقاؤه إنصاتاً ثم تفاعلاً ملحوظاً من الحضور، إلى أن الأجواء الملهمة للبطولة وإتاحتها منصة للالتقاء بين الشاعر والجمهور بعيداً عن التقليدية، تبقى بمثابة تحفيز لجهود الصون الواعي للموروث المحلي.
وطربياً؛ قدم الفنان عبدالمنعم العامري لجماهير «الميدان» أغنية «يا طيب» وهي من كلمات محمد البدواوي وألحان علي الزعابي، قبل أن يختتم بأغنية «كسر تيم» من كلمات صابر الكثيري، وهي الأغنية التي شهدت تفاعلاً ملحوظاً من الجمهور.
العامري، الذي يعد اسماً لا يغيب عن مختلف دورات البطولة منذ استيعابها فقرة فنية، أكد حرصه على الوجود بشكل مستمر، وتلبية دعوات اللجنة المنظمة بهذا الخصوص، مضيفاً: «كل الدعوات قابلة للنظر في تلبيتها، لكن تبقى مثل هذه الدعوات المقدرة الداعمة لصون وحفظ تراثنا الأصيل، بمثابة واحدة من أهم المواعيد التي ينتظرها كل فنان إماراتي، ويشرف بالإطلالة على الجمهور عبر منصتها».
شغف مضاعف
وانعكس إلغاء منافسات البطولة، الأسبوع الماضي، بسبب عدم استقرار أحوال الطقس، بشغف جماهيري مضاعف لهذه الجولة، لاسيما أنها أولى الجولات المؤهلة بشكل مباشر للنهائيات، إذ يصبح الفائز فيها على بعد خطوة واحدة من حمل النسخة الجديدة من كأس البطولة.
ولم تعكس النتائج الابتدائية للجولة مفاجأة بالنسبة لمتابعي البطولة، إذ أسفرت عن تأهل اثنين من أقوى المتنافسين على اللقب، باعتبار أدائهما المميز في الجولات السابقة، وهما أحمد محمد سعيد الحبسي الذي حلّ أولاً في مجموعته، وأحمد عبدالله الحرسوسي الذي تلاه في الترتيب، مستفيدَين من تراجع التصويت الجماهيري بشكل مفاجئ لمنافسهما الذي دربه خليفة بن سبعين المعمري، وهو العماني محمد الوهيبي.
المنافسة بين المخضرمين اليويلين السابقين الخاصوني وبن سبعين، التي سادت قبل سنوات في سجلات البطولة، تجددت، لكن بصفتهما مدربين هذه المرة عبر مواجهة بين حمدان بن مصلح الأحبابي (من مجموعة خليفة بن سبعين)، أمام أحمد عبدالله الحرسوسي (من مجموعة راشد الخاصوني)، من أجل بطاقة العبور إلى الجولة النهائية.
وقدم حمدان بن مصلح الأحبابي أداء مميزاً ساده التنوع في مهارات اليولة العلوية والأرضية، مقدماً على مهارة الرمي وقرع الجرس في أربع محاولات ناجحة، زانها حمله سلاحين في وقت واحد، ليصل بجماليات أدائه إلى العلامة الكاملة من قبل أعضاء لجنة التحكيم.
ولم يخيب أحمد عبدالله، في البداية، ثقة مدربه الخاصوني، وكذلك جمهوره في إمكاناته الفنية، ورغم تعدد محاولاته الناجحة في مهارة الرمي، إلا أن أداءه الفني تأثر بشكل فجائي بعد وقوعه في خطأين فادحين يستوجبان حسم نقاط من رصيده وهما سقوط السلاح والغترة، ليتأخر بدرجة، وفق تقييم لجنة التحكيم عن منافسيه فضلاً عن أنه سيفقد أيضاً درجات مهمة من تصويت الجمهور.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news