إقبال صيني كبير على «رؤيتي» لمحمد بن راشد

قال مدير مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في العاصمة الصينية بكين، شوي تشينغ فوه، إن المركز أعاد طباعة كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي (رؤيتي)، بعد ترجمته إلى اللغة الصينية، بعد أن نفدت الطبعة الأولى تماماً.

قصص إماراتية إلى الصينية

أفاد مدير مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في العاصمة الصينية بكين، شوي تشينغ فوه، بأن المركز لديه خطة طموحة من أجل دعم البحوث والترجمة في مجالات الفكر العربي المعاصرة والدراسات الإقليمية والإماراتية والخليجية، إذ يعتزم البدء، اعتباراً من العام الجاري، في ترجمة قصص إماراتية قصيرة للغة الصينية، بهدف التعريف بالثقافة الإماراتية، كما تم التوقيع على اتفاقيتين مع جامعتين إماراتيتين لإرسال طلاب للجامعات الإماراتية لتعلم اللغة العربية والثقافة في الإمارات.

ورأى أن الفترة الأخيرة شهدت إقبالاً كبيراً من الصينين بشكل خاص على دراسة اللغة العربية، لاسيما في ظل نمو العلاقات بين الجانبين، خصوصاً في مجالات الاقتصاد والتجارة، مشيراً الى أن العلاقات الثنائية بين الإمارات والصين تشهد تطوراً كبيراً، وأكبر دلالة على ذلك أنه منذ نحو 10 سنوات كانت لا توجد رحلات جوية مباشرة بين دبي وبكين، بينما يقوم العديد من شركات الطيران حالياً، سواء الناقلات الإماراتية أو شركات طيران أخرى، بتسيير رحلات يومية منتظمة من دبي والعديد من المدن الإماراتية إلى بعض المدن الصينية الكبرى.

1994

العام الذي أسس فيه المركز بمنحة من المغفور له الشيخ زايد آل نهيان، خلال زيارته التاريخية للصين في العام نفسه.

وأضاف فوه أن الطبعة الأولى نفدت خلال فترة قصيرة، متوقعاً أن تشهد الطبعة الجديدة إقبالاً كبيراً من الصينيين، مؤكداً أن كتاب «رؤيتي» لا يمكن أن ينظر إليه باعتباره كتاباً محلياً، بل هو كتاب عالمي يمكن الاستفادة منه في تحقيق التنمية في العديد من دول العالم، خصوصاً أن دبي أصبحت نموذجاً للتنمية في مختلف أنحاء العالم.

ولفت فوه، في لقاء مع عدد من الصحافيين في العاصمة الصينية بكين، في إطار زيارة عدد من ممثلي وسائل الإعلام الإماراتية إلى الصين، إلى أن 250 طالباً وطالبة يدرسون حالياً في مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أسس عام 1994، من بينهم 200 طالب يدرسون للحصول على درجة البكالوريوس في اللغة العربية والدراسات الإسلامية، بينما يسعى الآخرون للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، كما تخرج في المركز أكثر من 1000 طالب على مدار السنوات الماضية منذ تأسيسه، مشيراً إلى أن معظم الطلبة من الصينيين، إضافة إلى طلبة من دول أخرى، مثل اليابان وتايوان وكازاخستان وهونغ كونغ.

برامج

وأوضح مدير مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن العديد من الجامعات توفر برامج لدراسة اللغة العربية، لكن المركز الذي يتبع كلية الدراسات العربية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين يعد الأقدم والأكثر شهرة، كما يعد أول منهج لتعليم اللغة العربية للجامعيين الصينيين، منوهاً بأن المركز يقدم دروساً عربية لغوية، مثل القراءة والمطالعة والاستماع والنحو والصرف والترجمة التحريرية والشفهية والإنشاء وغيرها، كما يوفر دراسات تتعلق بالعالم العربي، مثل التاريخ والديانات والثقافة والأدب المجتمع والسينما وغيرها، فضلاً عن توفير معلومات كاملة عن العلاقات الصينية - العربية، وتوفير برامج في العامين الثالث والرابع من مرحلة الليسانس في الشؤون الدبلوماسية والاقتصاد والتجارة والثقافة والحضارة. وذكر فوه أن خريجي المركز يعملون في الهيئات والمؤسسات الحكومية داخل الصين وخارجها حالياً، خصوصاً في الدول العربية وأجهزة الإعلام الصينية والشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن الحقل الأكاديمي، مشيراً إلى أن 14 عضو هيئة تدريس من الجنسية الصينية يعملون في المركز، بجانب عضوين من الدول العربية، إضافة إلى الاستعانة بعدد من الخبراء من مصر والعراق والمغرب.

سفراء «المركز»

وأكد فوه أن مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لعب دوراً كبيراً منذ تأسيسه في إعداد الكفاءات الصينية اللازمة في مختلف المجالات، كما كان بمثابة مهد للدبلوماسيين الصينيين في مختلف الدول العربية، كاشفاً عن أن أكثر من نصف السفراء الصينيين تقريباً في الدول العربية من خريجي المركز، الذي يقوم كذلك بدور بالغ الأهمية في تقديم صورة حقيقية للثقافة العربية ولدولة الإمارات للشعب الصيني وشعوب المنطقة.

وأشار مدير مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى أن المركز تأسس بمنحة من المغفور له الشيخ زايد آل نهيان، خلال زيارته التاريخية للصين عام 1994، وبعد ذلك قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، منحة أخرى للمركز في عام 2012، من أجل صيانة المبنى وتطويره وتجهيزه بالمعدات اللازمة. والتقت «الإمارات اليوم» بعض طلبة الدراسات العليا الصينيين في المركز، إذ قالت الطالبة تان ميام إنها تقدمت للالتحاق بكلية الدراسات العربية، واجتازت الاختبار الوطني للقبول، الذي يتضمن اختبارات في العديد من المواد، واختارت الدراسة في مركز الشيخ زايد لرغبتها في دراسة اللغة العربية بصفة خاصة، لأنها لغة ممتعة، حسب تعبيرها، كما تفتح «العربية» أمامها عالماً جديداً من الفرص والتحديات. وأضافت ميام أنها تسعى من خلال الدراسة في مركز الشيخ زايد إلى توسيع دائرة معرفتها بالثقافة والتاريخ العربيين، وترغب في العمل في مؤسسات الحكومة الصينية، سواء داخل بلدها أو في الدول العربية. بينما قال الطالب تشيا ونج إنه يقوم بإعداد الدراسات العليا في المركز، واختار تعلم اللغة العربية، ويرغب في العمل في إحدى الشركات بإحدى الدول العربية، مشيراً إلى الدور الكبير الذي يقوم به المركز لتعريف الشعب الصيني بالحضارة العربية والإنجازات الإماراتية الكبيرة.

أما الطالبة تشو ويز فقالت إنها تخرجت في جامعة الاقتصاد والتجارة الدولية في بكين، واختارت تعلم اللغة العربية في مركز الشيخ زايد، لأن لها انتشاراً واسعاً، وهي ترغب في العمل في الحكومة الصينية أو وسائل الإعلام الصينية الموجهة للمواطنين العرب، مشيرة إلى أنها تعتزم قضاء عطلتها الشتوية على نفقتها الخاصة في دبي، بعد أن سمعت الكثير من الإنجازات التي تحققت في الإمارة.

الأكثر مشاركة