«قراب» الجزائر عالج آفات مجتمعية.. و«خريف» المغرب انتصر لـ «الحياة»

الواقع يعود من جديد على خشبة «وهران» المسرح العربي

جاء العرض الرئيس لخامسة ليالي الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي، في مدينة وهران الجزائرية، مرة أخرى مغربياً، فبعد العرض المميز «كل شيء عن أبي» يعود المسرح المغربي بعرض جديد هو «خريف»، ليشاركا معاً في المنافسة على جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل متكامل، لتصبح مشاركة دولة واحدة بعملين اثنين استثناء يؤشر إلى قناعة اللجنة المنظمة بالجودة الفنية لكليهما.

وعادت الهموم النسائية للقفز إلى خشبة مهرجان المسرح العربي، بعد عدد من العروض عادت زمنياً إلى «الماضي»، لكن هذه المرة عبر قضية واقعية، تكاد تكون «يومية»، وهي حالة الانهزام النفسي التي تلحق المرأة المصابة بالسرطان، حينما يتخلى المجتمع عنها، خصوصاً أقربهم إليها، وهو شريك دربها، لكن العمل الذي بدا كأنه يحاكي قدرة العلاج الكيميائي على مقاومة الخلايا السرطانية، يأخذ الصف المقابل للانهزام، وهو الانتصار للحياة.

ورغم الثيمة الفلكلورية التي اختارها مخرجه، فإن العمل الجزائري غير المشارك في المسابقة الرسمية «القراب والصالحين»، اقترب أيضاً من الواقع اليومي للناس، بل تعرض عبر رؤية مخرجه لآفات اجتماعية يومية أيضاً عديدة، وهي سيادة الانطباعية والأحكام المسبقة المضللة في كثير من العلاقات الإنسانية، وغيرها من الأخلاقيات التي سعى العمل إلى فضحها ورفض سلوكياتها على الخشبة.

وانفتح ستار العرض المغربي على خشبة الشهيد عبدالقادر علولة، بوسط وهران، على جمهور غفير غصت به صالة وأدوار المسرح العتيق، وكتم الحضور أنفاسهم لمصلحة إبداع فرقة «أنفاس»، المعروف عنها التزامها بقضايا مجتمعية واضحة، ليراقب الكثير من الحركة والموسيقى، والقليل من الحوار، في حضور سرد مطول أحياناً، يتواءم مع طبيعة البوح النسوي المأزوم.

ومع سيادة اللون الأحمر، المحيل إلى المصير الذي يعتقده الكثيرون باتجاه المرض، سواء في لون الإضاءة، أو الملابس، اختارت المخرجة أسماء هواري، عبر نص كتبته شقيقتها فاطمة هواري، أن يكون كلا بطليها، الزوج والزوجة، ممثلتين، لكن جاء أداء الممثلة «الزوج» ذكورياً مقنعاً، على الرغم من إيثارها معاقبته مبدئياً بدور صامت، مقابل غياب الدعم النفسي الذي توقعته منه شريكته.

في المقابل، تفاعل حضور العرض الجزائري مع «القراب والصالحين»، الذي لم يخل من قفشات كوميدية، ووضع مخرج العمل نبيل بن سكة، الجمهور في اختبار تحدي «الملل»، من خلال عرض هو الأطول بين عروض المهرجان، لكنه نجح في الاحتفاظ به رغم ذلك طوال العرض.

تويتر