عزت العلايلي: تنبأتُ بالنكسة.. ولم يُصدّقني أحد

صورة

أكد الفنان المصري، عزت العلايلي، أن الفن هو مسؤولية تربوية وثقافية، وأن الفنانين مسؤولون عن المجتمع الذي ساهم في إبرازهم، جاء ذلك خلال جلسة حملت عنوان «مشاهير من الفنون العربية»، التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، أمس، على هامش فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث اجتمع في الجلسة التي أدارتها الإعلامية دينا قنديل، مع الكاتبة الكويتية أمل عبدالله، التي تطرقت في حديثها إلى مسيرتها مع الأدب والفن.

وبدأ الفنان عزت العلايلي حديثه بالعودة إلى بداياته مع الفن، حيث قال: «الفن تكون لدي منذ الصغر، وقد تربيت على مسرحيات يوسف وهبي ونجيب الريحاني، ومن خلال هذه التجارب البسيطة، استشعر والدي عشقي للفن، وبحسب توجيهاته، كان لابد أن أصقل موهبتي بالدراسة من خلال معهد الفنون المسرحية، وبالفعل بعد أن كبرت دخلت إلى المعهد وتفوقت فيه».

وفي رده على سؤال حول تعاونه مع المخرج صلاح أبوسيف، والمخرج يوسف شاهين، قال العلايلي: «بعد تخرجي في معهد الفنون المسرحية، طلبني المخرج صلاح أبوسيف، حيث قابلته في استوديو مصر، آنذاك أذكر أنه قابلني بكل احترام، وأطلعني على دوري في مسرحية (زقاق السيد البلطي)، وقد شحن همتي لدرجة شعرت معها بأنني نجم، وأذكر أن هذه المسرحية لقيت نجاحاً كبيراً». وأضاف: «حكايتي مع يوسف شاهين كانت مختلفة نوعاً ما، ففي صباح أحد الأيام فوجئت به يدق باب بيتي، حيث كان يريدني أن أشارك معه في فيلم (الأرض)، الذي تعرفت من خلاله إلى السيناريست حسن فؤاد، والروائي عبدالرحمن الشرقاوي، وقد مثلنا الفيلم بكل ما فيه من آلام وأوجاع، وقد سافرت مع الفيلم إلى مهرجان كان السينمائي، وهناك تلمست الوجود الحقيقي للسينما، التي أبهرتني كثيراً، حيث التقيت بناقد فرنسي كبير، قال لي أنه شاهد الفيلم، وأن لدي مستقبلاً كبيراً، وطلب مني المحافظة على نفسي، وأن أكون مسؤولاً عن الكلمة التي سأقولها يوماً ما».

وتحدث العلايلي خلال الندوة عن تجربته مع مسرح التلفزيون، والظروف التي صاحبت تأسيسه، وما حققه من نجاح آنذاك، حيث كان قادراً على استقطاب الجمهور، على الرغم من ارتفاع تكلفة التذاكر أكثر من مرة، وقال: «على خشبة هذا المسرح قدمت الكثير من الأعمال مع الزملاء عادل إمام، وسعيد صالح، وصلاح السعدني، ومديحة حمدي، وغيرهم، وقدمنا العديد من الأعمال الكلاسيكية التي نجحت كثيراً».خلال عمله في التلفزيون، قدم العلايلي برنامج «رحلة اليوم»، الذي طاف من خلاله كل محافظات مصر، وقال: «في كل أسبوع كنا نتناول محافظة بالتفصيل، وقد بلغني يوماً أن الرئيس جمال عبدالناصر يتابع هذه الحلقات التي كانت تبث أيام الخميس، ولا أنكر أن ذلك أصابني بالخوف، والغرور أيضاً». وأشار إلى أن قراءاته المختلفة في السياسة والاقتصاد والأخبار اليومية، قادته في فترة الستينات لأن يكتب حلقات برنامج «أعرف عدوك»، الذي تناول فيه تاريخ الحركة الصهيونية منذ مؤتمر بازل وحتى ذلك الوقت. وقال «قدمت فيه 22 حلقة، ومن خلالها تنبأت بنكسة 1967، وحينها لم يصدقني أحد».

من جانبها، تناولت الكاتبة أمل عبدالله في مداخلتها رحلتها الطويلة مع الأدب والفن. وقالت: «بدايتي كانت بسيطة تشبه أي فتاة في الخليج، حيث نشأت في بيت بسيط، وأجواء أسرية مليئة بالفلكلور، وتهتم بالموروث الشعبي والأمثال والحكايات، وهذا كوّن لدي حصيلة معرفية جيدة، ساعدتني في البحث والتقصي، وعملت في الإعلام بالمصادفة التي اعتبرها خيراً من ألف ميعاد»، وأضافت: «كان الجميع يطلق عليّ لقب مثقفة الفريج، لشدة اهتمامي بالثقافة والأدب والقراءة، وعملت في وزارة الصحة والإذاعة أيضاً».

وأشارت أمل عبدالله إلى أن أهم محطة في حياتها هي تلك التي شهدت محاولتها دخول الفن، وقالت: «حاولت ولكن لم أفلح في الفن، لأنه يجب أن يكون أساساً موهبة، شقيقتي سعاد كانت على العكس تماماً، حيث توافرت لديها الموهبة، واستطاعت أن تشق طريقها في الفن، الذي توقفت عنه تماماً بعد محاولات عدة. ووجدت نفسي مهتمه بالبحث والتقصي والأدب، ولذلك أنا سعيدة جداً بما أنجزت، وبكل ما قدمت خلال حياتي».

تويتر