جناح الإمارات في بينالي البندقية يعرض قصصاً من الماضي والحاضر

ليلى بن بريك: الإمارات وجهة مفضلة للفنانين والمبدعين

صورة

قالت مدير التنسيق في الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في بينالي البندقية ليلى بن بريك، إن الدولة استطاعت أن تكرس حضورها كوجهة مفضلة للفنانين بفضل ما تتمتع به من أمان وتسامح وسوق فنية قوية، إلى جانب المشروعات الثقافية العالمية التي يتم افتتاحها في الدولة مثل «أوبرا دبي» و«متحف اللوفر». موضحة أن المشهد الفني المعاصر لدولة الإمارات العربية المتحدة شهد تطوراً متسارعاً على مدار السنوات الـ10 الأخيرة.

مشاركات

تم تعيين حمّاد ناصر، الذي يشغل حالياً منصب رئيس الأبحاث والبرامج في مؤسسة «آسيا آرت أركايف» بهونغ كونغ، قيِّماً فنياً لمعرض الإمارات في الدورة الـ57 لبينالي البندقية الذي يقام في 2017، وهي المشاركة الخامسة للدولة في هذا الحدث، وسوف يكشف المعرض الممارسات الفنية المعاصرة في دولة الإمارات من خلال مفاهيم اللعب والأداء.

ويشارك الجناح الوطني للدولة حالياً في بينالي البندقية 2016، بمعرض «تحوّلات: البيت الوطني الإماراتي».

موسم جديد

أعلن الجناح الوطني لدولة الإمارات، أمس، عن افتتاح باب التقديم في «برنامج التدريب في البندقية» ضمن دورة 2017 من المعرض الدولي للفنون من «بينالي البندقية». ويتيح هذا البرنامج التدريبي السنوي الفرصة للشباب الذين يطمحون إلى دخول ميدان الفنون لقضاء شهر بمدينة البندقية والعمل كمشرفين في معرض الجناح الوطني، الذي يُقام خلال الفترة من 13 مايو إلى 26 نوفمبر 2017.

وأوضحت بن بريك في حوارها مع «الإمارات اليوم» أن الإمارات تتفرد بالعديد من الصفات التي أهلتها لأن تصبح بمثابة مسرح إقليمي يستقطب المهتمين في مجالات الثقافة والإبداع ويتيح لهم فرصاً متميزة لتقديم أعمالهم، من أهمها ما تتمتع به من تسامح وأمان وترابط عالمي وتعايش بين مختلف الثقافات، إلى جانب نجاحها في أن تصبح سوقاً فنية قوية. كما كان للمشروعات الثقافية عالمية المستوى التي تقوم الدولة على إنجازها مثل «أوبرا دبي» التي افتتحت اخيراً ومتحف «اللوفر أبوظبي» في 2017، دور فاعل في تعزيز مكانة الإمارات كمركز ثقافي في المنطقة والعالم.

كما لم يكن المشهد الفني المعاصر في الإمارات بعيداً عن هذا التطور؛ بحسب ما أوضحت بن بريك، مشيرة إلى تطوره بوتيرة متسارعة على مدار السنوات الـ10 إلى الـ15 الأخيرة. متوقفة أمام الفن الإماراتي المعاصر الذي يعود تاريخه إلى ستينات القرن الـ20 وتأثيراته التي تتجلى اليوم في العديد من المشروعات الجارية على المشهد الثقافي. وأشارت إلى أن الجناح الوطني لدولة الإمارات سلط الضوء على هذا التطور المبكر في معرضه عام 2015 تحت عنوان «حول المعارض في الإمارات»، وأشرفت عليه الشيخة حور بنت سلطان القاسمي.

وأضافت: «ما نراه اليوم عبارة عن تقدير متزايد للفنون والثقافة في المنطقة، فضلاً عن تعميق الوعي بالحوارات الثقافية الجارية بين العديد من المجموعات وأجيال الفنانين الذين اختاروا دولة الإمارات لتكون موطناً لهم، وليسهموا في مجتمعاتها النابضة بالحيوية والإبداع، وإلى جانب ذلك، يوجد وعي واهتمام دولي متنامٍ بالفنون في منطقة الشرق الأوسط، وإدراك متزايد لدور دولة الإمارات كمركز إقليمي متميز للأسواق الفنية والتجارية مدعومة بمشروعات مثل الجناح الوطني لدولة الإمارات الذي يخاطب عالم الفن الدولي».

واستعرضت مدير التنسيق في الجناح الوطني للدولة في بينالي البندقية مسيرة الدولة في البينالي منذ عام 2009، لافتة إلى أن الإمارات شاركت في أربع دورات في المعرض الدولي للفنون، إضافة إلى مشاركتين إضافيتين في المعرض الدولي للعمارة. ويمثل عام 2017 المشاركة الخامسة للجناح الوطني لدولة الإمارات في المعرض الدولي للفنون الـ57 في بينالي البندقية. وأوضحت أن تطور المشهد الفني والثقافي بالدولة، انعكس على مستوى المشاركة في معرض بينالي البندقية. مضيفة «استطاع الجناح الوطني لدولة الإمارات ان يلعب دوراً مهماً في عرض العديد من القصص غير المروية عن دولة الإمارات على هذه المنصة الدولية المتميزة، بما يمثل فرصة مهمة للتعمّق ورسم ملامح الدولة بأسلوب جديد ومختلف يتحدى القوالب النمطية والأفكار المسبقة». مشيرة إلى حرص القائمين على الجناح على تحقيق توازن بين المعارض التي تسلط الضوء على التقاليد الغنية في المجالات الفنية والمعمارية والثقافية بدولة الإمارات، والقصص المعاصرة التي تعكس المجتمعات النابضة بالحيوية والتي تطورت هنا.

إلى جانب دوره كمنصة لعرض فنون وثقافة الإمارات للعالم؛ يقوم الجناح الوطني لدولة الإمارات بدور مهم في توفير فرص لتدريب الشباب من خلال «برنامج التدريب في البندقية»، الذي يهدف إلى دعم الأجيال الجديدة من المتخصصين في الدولة عبر توفير التدريب، حيث شمل البرنامج حتى الآن أكثر من 150 متدرباً.

وأوضحت ليلى بن بريك أن المشاركين في «برنامج التدريب في البندقية» يلتحقون بسلسلة من الدورات التدريبية قبيل سفرهم إلى البندقية للعمل لمدة شهر. وخلال هذه المدة، يعمل المتدربون بوصفهم مشرفين على المهام اليومية لمعرض الجناح الوطني لدولة الإمارات. ويغتنم المتدربون فرصة وجودهم في البندقية لحضور محاضرات أسبوعية مصممة لتعزيز معارفهم وتطوير مهاراتهم التخصصية في مجال الفنون والعمارة. وتضيف «على الرغم من غياب أي علاقة رسمية بعد انتهاء مرحلة التدريب، نسعى دائماً للبقاء على اتصال مع الخرّيجين، خصوصاً ان قسماً كبيراً منهم يتابع ممارسة المهنة بنجاح في مجالات الفنون والعمارة في عدد من أبرز المؤسسات بدولة الإمارات».

تويتر