مقدمة

كلمة أولى لـ «وداعاً أيها الملل»

يصدّر الراحل أنيس منصور كتابه «وداعاً أيها الملل» بـ«كلمة أولى» أطول من المعتاد لدى المؤلف الذي يهوى المقالات السريعة.

ومن كلمة منصور الأولى في تقديم الكتاب: «الملل الذي يصيبنا يجعلنا أقل تذوقاً للدنيا.. يجعل طعمها على اللسان غريباً.. ويجعل ألوانها في العين غريبة، ورنينها في الأذن غريباً، وملمسها في اليد غريباً أيضاً. فالملل هو الذي يجعل كل ما حولنا غريباً.. أو يجعلنا نحن غرباء في هذا العالم.. وغرباء عنه.. فالشعور بالغرابة، والشعور بالغربة، والشعور بالاغتراب.. هو بداية الملل. فالملل يجعل العين تأنف من الرؤية، ويجعل الأذن تعاف الاستماع، ويجعل أيدينا في حالة غثيان من لمس كل ما حولنا.. ويحس الإنسان كأن مرضاً أصاب الدنيا.. أنها بدأت تذوي وتجف وتتساقط.. الملل هو إعلان خطير عن بداية الخريف والشتاء في عز الربيع».

 

تويتر