ضمن عروض «أيام الشارقة المسرحية»

«بازار» تطرح الصراع بين الأحلام والأوهام

مشهد من “بازار” لجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح ضمن فعاليات أيام الشارقة من المصدر

تابع جمهور وعشاق المسرح في القاعة رقم (2) بمعهد الشارقة للفنون المسرحية، أول من أمس، مسرحية «بازار»، ضمن فعاليات «أيام الشارقة المسرحية» الـ26، وهي لجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، من تأليف وإخراج وسينوغرافيا محمد صالح، وتمثيل علي القحطاني وسعيد السعدي وحمدان الهنداسي، ونوال وراشد النقبي وعلي عبيد وسرور الحار ومحمد سالم ويوسف الشاعر.

تحكي المسرحية عن حلم جميل للشابة (شامة) التي تنتظر تحقق ذلك الحلم وتحوله إلى حقيقة، لتعيش حياة هانئة وجميلة مع زوجها المنتظر، لكن حبيب القلب يحلم حلماً مزعجاً يربكها عندما يرويه لها، ومع ذلك تبقى قابضة على حلمها الجميل وتنتظره أن يصبح واقعاً. وخلال بحث القوم عن المياه يأتي الشاب «السكير»، فيشكل لهم مخرجاً من معاناتهم وحرمانهم من مياه «الطوي»، واقتنع الجميع بأن الحل بيد «السكير»، لكنه كان يخطط لأمر آخر، حين خدعهم جميعاً واغتصب (شامة) الجميلة الحالمة، فانكسرت، وبدا كأن الحياة أصبحت عندها بلا معنى أو جدوى وبلا طعم أو قيمة. وفجأة يأتي «الأسود» ويبدأ باستعراض قوته وسطوته وهيبته وحضوره، ومن جديد يتوهمون بأن الحل لديه، فيصدقونه ويضعفون أمامه، ويبدأ الجميع التودد والتوسل إليه والخضوع له كي ينقذهم وينقذ أطفالهم، بمن فيهم الرجل الكبير الذي كان مثل البقية ضعيفاً، وبعد صمت طويل يعلن «الأسود» أن المياه له والطوي له، هو «طوي الأسود»، ومن أراد شرب الماء عليه أن يستأذن منه، فهو صاحب الطوي وهو من سيروي ظمأهم.

كما تابع الجمهور، أول من أمس، مسرحية «كن صديقي»، لفرقة مسرح عيال زايد، من إعداد أحمد الماجد عن مسرحية «خطبة لاذعة ضد رجل جالس» لغابرييل غارسيا ماركيز، وإخراج مرتضى جمعة، وتمثيل سميرة الوهيبي وحسن الرئيسي ويعقوب الزرعوني ومحمد حسين وفؤاد القحطاني. فيما عرضت، أمس، مسرحية «تحولات حالات الأحياء والأشياء»، في قصر الثقافة، لفرقة مسرح الشارقة الوطني، فيما سيتابع الجمهور، اليوم ، آخر أيام الشارقة المسرحية، مسرحية «قضية ظل الحمار» في القاعة رقم (2) بمعهد الشارقة للفنون المسرحية في السابعة مساء، وفي التاسعة مساء سيكون الجمهور على موعد مع مسرحية «سجل كلثوم اليومي»، لفرقة مسرح الفجيرة، في القاعة رقم (1) بمعهد الشارقة للفنون المسرحية.


«مسرح القراءة: نصوص وأصوات»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/03/8ae6c6c5502ee51c0153ae9f6e303946.jpg

هل يمكن أن يغادر النص المسرحي الخشبة؟ وإلى أي مدى يبقى هذا النص قادراً على الاحتفاظ بجمالياته وقدرته على خلق عوالمه المختلفة؟ وإلى أي مدى أيضاً يمكن أن يكون النص الأدبي حاضراً كحضور القصيدة الشعرية، كنص يزين منصات الأمسيات الأدبية المختلفة؟

هي بعض من أسئلة المفارقات التي أثارتها أمسية نظمتها أيام الشارقة المسرحية، ليلة أمس، ضمن فعاليات البرنامج الفكري، بعنوان «مسرح القراءة: نصوص وأصوات»، قدمها عصام أبوالقاسم، وضمت مجموعة من الممثلين المسرحيين، هم سلمى مختاري من المغرب، وإبراهيم سالم من الإمارات، ورائد دالاتي، وهو فنان سوري مقيم بالإمارات.

حيث قام كل من الممثلين الثلاثة بالاشتغال على نص مسرحي من اختياره لتقديمه وقراءته على الجمهور، من دون أن يقتصر الأمر على القراءة فقط، وإنما مضيفين إليه عنصر الأداء الصوتي، الذي يضفي إيقاعاً خاصاً للنص المقروء واللمسة الجمالية التي ينتظرها المتلقي.

وجاءت البداية مع إبراهيم سالم ورائد دالاتي، اللذين قدما أداء مشتركا لنص «اللحاد» من تأليف المسرحي السوري عبدالفتاح رواس قلعجي، عبر ثيمة شعرية طغت على النص بشكل واضح، أبحر «اللحاد» ببعد فلسفي وضح أيضاً في جوهر علاقة جمعت بين رسام وحفار قبور، في محاولة لرسم ملامح العلاقة بين الفن والموت من منظورها الحياتي.

وقدمت سلمى مختاري تجربة أخرى مختلفة عبر نص بعنوان «شجرٌ مُر»، وهو مقتبسٌ من مذكرات كتبت عن معتقلين في المغرب، وتتحدث عن الحياة المُرة التي عاشها سجناء من النساء والرجال في أماكن سرية مجهولة، في فترة الستينات والثمانينات من القرن الـ20.

من هنا فإن الأمسية التي جاءت مختلفة عما سبق تقديمه في سلسلة الندوات المسائية، مقدمة قراءة وفهماً مختلفين لواقع النص المسرحي، في مسعى لاستكشاف أهمية البعد الأدبي المتعلق بهذا النص، وما يحمله من جماليات فنية عالية، والقدرة الفائقة لجماليات النص المسرحي في حد ذاته.

تويتر