يعرض «قصص من اللوفر أبوظبي» في منارة السعديات

«صور خالدة».. أعمال فنية تتجاوز حدود الزمن

صورة

هي قصص وشخصيات التقطتها عين الفنان فحوّلتها أنامله إلى صور وأعمال فنية، استطاعت أن تتجاوز الزمن وتبقى على مدى عصور شاهدة على عصرها ومجتمعها والحضارات التي تنتمي إليه، على هذا المفهوم استند معرض «قصص من اللوفر أبوظبي: صور خالدة»، الذي افتتح صباح أمس، في منارة السعديات بأبوظبي ويستمر حتى 30 أغسطس المقبل.

«مايتريا»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/8ae6c6c54e486ff2014ed56b37ae1857555%20(3).jpg

من نيبال، يضم معرض «صور خالدة» تمثالاً نحاسياً مطلياً بالذهب لـ«مايتريا»، صنعه شعب «نيوار» في وادي كاتموندو في العصور الوسطى، في القرن الثاني عشر الميلادي تقريباً، وهو يمثل «بوذا» المستقبل، الذي سينشر تعاليم «دارما»، حسب ما يعتقد أتباعه.

ويعد التمثال من التماثيل النادرة التي تصور «بوذا»، من حيث دقة الصنع، وما يتضمنه من أحجار كريمة، ومجسم المعبد الذي يحمله التمثال على رأسه.

وذكرت علياء لوتاه أن «الفنون الآسيوية لها أهمية كبيرة لدى (اللوفر أبوظبي)، لحرصه على أن يجمع بين مختلف حضارات العالم ويعبّر عنها».

درس في التاريخ

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/8ae6c6c54e486ff2014ed56b37ae1857555%20(2).jpg

من عصر النهضة، يُعرض تمثال نصفي لـ«الشهيد سان بيير» من فلورنسا بإيطاليا، نحو 1490، ويتمتع التمثال بأهمية خاصة تكمن في تجسيده في التوجه الذي ساد في القرن الـ15 في أوروبا الشمالية والجنوبية للفن الواقعي، بعد أن كان التوجه في السابق لعمل تماثيل تحمل سمات نموذجية، ويظهر التوجه الواقعي بوضوح في ملامح وجه التمثال التي تعبّر عن الزهد والاستغناء عن الحياة الدنيوية، مع لمحات من الحزن، بما يجعل العمل درساً كاملاً في تاريخ الفن. بحسب ما ذكرت علياء لوتاه، لافتة إلى صعوبة اقتناء الأعمال التي تعود إلى عصر النهضة في فلورنسا، نظراً لأن معظمها مملوكة لأكبر المتاحف في العالم.

«أُولي»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/8ae6c6c54e486ff2014ed56b37ae1857555%20(1).jpg

كذلك يضم المعرض تمثالاً خشبياً باسم «أُولي» من إيرلندا الجديدة، يعود إلى القرنين 18 و19 الميلاديين، وهو يرتبط بالطقوس الجنائزية الخاصة بكبار الشخصيات في قبيلة «ماداك»، ويجمع التمثال طبيعة الذكر والأنثى معاً، تعبيراً عن صفات القوة والخصوبة والموت. ويتميز بما يحمله من تفاصيل في تكوينه، وكذلك بوضوح ألوانه، ووجود طبقات متتالية من الألوان. إضافة إلى أن مجموعة التماثيل المشابهة له لا يتجاوز عددها 300 قطعة على مستوى العالم تتوزع بين مقتنيات خاصة وأخرى عامة.

يضم المعرض عدداً محدوداً من المنحوتات التي تعود لثقافات وحضارات عالمية متنوعة، حتى يتمكن زوار المعرض من التعرف إلى هذه الأعمال وما تحمله من قيمة فنية وتاريخية وإنسانية كبيرة، بحسب ما أوضحت الباحثة في اللوفر أبوظبي منسقة المعرض، علياء زعل لوتاه. مؤكدة على أهمية هذا المعرض، لأنه يهدف إلى تعريف الجمهور على أحدث الأعمال الفنية التي تضاف إلى مجموعة مقتنيات المتحف الدائمة قبيل افتتاحه.

وأشارت لوتاه، خلال جولة للإعلاميين في المعرض صباح أمس، إلى أن مجموعة مقتنيات متحف «اللوفر أبوظبي» بلغت أكثر من 500 عمل فني، ومازالت عملية الاقتناء التي بدأت في 2009 مستمرة حتى الآن، وستستمر بعد افتتاح المتحف، وتشمل المقتنيات قطع من قبل التاريخ وحتى العصر الحديث. موضحة أن «عمليات الاقتناء طويلة وتتضمن خطوات عدة، تتضمن إجراء دراسات مختلفة للتأكد من تاريخ القطعة، وكل ما يحيط بها من معلومات».

يعرض «صور خالدة» ثلاث قطع تنتمي كل منها إلى حضارة مختلفة، إضافة إلى لوحة «صورة من الفيوم»، التي كشف عنها مع افتتاح الجزء الأول من المعرض في يونيو الماضي بعنوان «قصص من اللوفر أبوظبي: القلم» فن الكلمة المخطوطة»، وقدم مجموعة من المخطوطات تشمل صفحات من القرآن الكريم وعدداً من المنمنمات. وأوضحت علياء لوتاه أن «استمرار عرض القطعة يرجع إلى أهميتها التاريخية، إضافة إلى أنها تجسد بوضوح فكرة حوار الحضارات والانفتاح بينها، وهو المفهوم الذي يعنى به (اللوفر أبوظبي) بشكل كبير».

وتمثل «صورة من الفيوم» واحدة من سلسلة من الأعمال الفنية الشهيرة، تعد من أجمل الرسومات في فن الرسم الكلاسيكي العالمي، وتم اكتشاف هذه الأعمال في مدينة الفيوم المصرية، ولذا تعرف باسم «وجوه الفيوم»، ويصل عدد اللوحات التي تضمها 1000 لوحة تقريباً، وجميعها لوحات جنائزية، وهي لوحات واقعية للشخصيات رسمت علي توابيت مومياوات مصرية خلال الوجود الروماني في مصر، 225-250 ميلادي، وتم فيها الرسم والطلاء علي لوحات خشبية بشكل كلاسيكي، ما يجعل هذه السلسلة وتتميز هذه المجموعة بانها تعكس تأثر الفن الفرعوني في تلك الفترة بالفن الإغريقي - الروماني، وهو ما يظهر في تفاصيل اللوحات والتعابير البادية على الوجوه بوضوح، وفي الملابس وغيرها من التفاصيل.

أعمال خالدة

يفتح «معرض قصص من اللوفر أبوظبي: صور خالدة»، بما يضمه من مقتنيات، نافذة جديدة على مجموعة مختلفة من الأشكال الفنية، تصب في مهمة المتحف في تعزيز الحوار بين الثقافات والمفاهيم الجمالية، حيث تتجاوز هذه الأعمال حدود التاريخ، وتحتفظ بحالتها على مر العصور لتصبح رمزا للخلود. فمنذ فجر التاريخ، استخدم الإنسان العديد من الوسائل البصرية للتعبير عن ذاته، ونقل صور عن واقعه ومجتمعه، وظلت هذه الأعمال عبر العصور تحلل وتدرس، وتقدم للعالم فهماً عميقاً للثقافات والحضارات التي تعود إليها هذه المقتنيات.

 

تويتر