تخصص الشهر الفضيل لختمة القرآن

نرجس نور الدين: رمضان الطفولة فيه بركة

صورة

تعود الخطاطة الإماراتية نرجس نور الدين بذاكرتها إلى بداية الصيام، فتستعيد الكثير من الأحداث التي ترتبط بزمن كانت فيه أيام الشهر بها الكثير من البركة على حد وصفها. وتستعيد بكثير من الحنين بداية صومها حينما كانت في الصف الخامس، والعادات الإماراتية، لاسيما حينما تقارنها بعادات الزمن الحالي، كما تحدثت عن تعاطيها مع الشهر الفضيل، وأثره في انتقائها النصوص القرآنية التي تخطها.

قراءة القرآن

قراءة القرآن الكريم من الأولويات المهمة بالنسبة للخطاطة الإماراتية نرجس نور الدين في رمضان، حيث أكدت أنها تعمل على ختمة القرآن خلال الشهر، لاسيما أن الحياة تبعد الإنسان خلال بقية أيام السنة عن هذه العبادات بسبب الانشغالات اليومية، فلا يمكنه القيام بكل تلك الواجبات الدينية كما في رمضان، لذا تخصص يومياً من وقتها لتقرأ القرآن، الذي تستخرج منه النصوص لأعمالها بروحانية مختلفة خلال هذه الفترة.

تتذكر نرجس نور الدين الشهر الفضيل وبداية الصوم مع أيام الدراسة؛ إذ كانت في الصف الخامس الابتدائي، مشيرة إلى كون الشهر في ذلك الوقت كان فيه الكثير من البركة، فكانوا في الطفولة ينتظرون الكثير من الوقت حتى ينتهي شهر الصوم ويأتي العيد، بينما اليوم يمر الشهر بسرعة كبيرة.

وتستعيد ذكريات الطفولة حيث كانوا يقيمون في أبوظبي، وحيث كان الجيران من مختلف الجنسيات من عُمان وفلسطين واليمن، يتبادلون الأطباق المحلية، وكذلك التي ترتبط بالدول التي ينتمون إليها، حيث لكل جارة طريقتها الخاصة في إعداد الأطباق، فكانوا يميزون كل طبق من النكهة الخاصة به.

وعلى الرغم من كون بداية صيام نور الدين كان في أيام المدرسة، إلا أن الدراسة لم تكن على البرنامج اليومي في رمضان، فكان الدرس يكون في أوقات الامتحانات، لذا كانوا يجتمعون في حوش المنزل في فترة ما بعد الظهر ويقرأ لهم والدهم القرآن، ثم بعد ذلك يلعبون بعض الألعاب المعروفة في الإمارات، منها «الصقلة» التي تلعب بالحصا والكرة.

أما قبل الإفطار، فكما كل الإماراتيين لايزالون يتذكرون عادة توزيع الأطباق، وتعيدنا نرجس نور الدين إلى المشهد ذاته، مشيرة إلى أن الموائد في تلك الفترة كانت عامرة بالأطباق والألوان من الجيران، خصوصاً ببعض أنواع الحلويات، منها «الفرني» و«الساغو»، و«اللقيمات»، وهي أصناف مازالت موجودة حتى اليوم، لكن ما يميز تلك الأطباق أن لكل جارة بهاراتها وأسلوبها في إعداد الوصفة. أما المائدة فغالباً تكون إماراتية بحتة، حيث كان الهريس والثريد من أساسيات المائدة في شهر رمضان ومن الأطباق التي لا تغيب عن السفرة، إلى جانب خبز الرقاق الذي يعد طازجاً بشكل يومي، وكذلك الأرز والسمك أو اللحم والبرياني، ثم بدأ في مرحلة لاحقة دخول الأطباق من البلدان العربية منها ورق العنب، وكذلك الغريبة وهي أكلة مغربية. وأشارت إلى كون الموائد في تلك الفترة كانت تميل إلى الأكل التراثي أكثر، كما أن والدتها كانت تعد جميع الأكلات في المنزل، حتى الزبادي؛ خصوصاً أن لديهم حظيرة لتربية الأغنام ويستخدمون حليبها، إلى جانب الزرع الذي كان يؤمّن بعض مكونات الطبخ كالكزبرة والبقدونس والنعناع، ما يجعل الأكل أشهى.

بينما كانت فترة ما بعد الإفطار مخصصة للتواصل مع الناس، حيث تجتمع النساء في منزل، وكل يوم يكون عند سيدة.

وتحدثت نرجس نور الدين عن اختفاء هذه العادات اليوم، مشيرة إلى أن اجتماعات العصر الحالي فيها الكثير من العزلة، لأن كل شخص مشغول بهاتفه، فالتواصل بات عبر الأجهزة وليس من خلال الزيارات، في حين أنه في الماضي كان تواصلاً حقيقياً. وأشارت إلى أن هذا النوع من العلاقات المتينة بين الجيران والناس كان يولد الثقة لدى الأمهات في ترك أطفالهن عند الجيران في حين هي اليوم باتت أماً ولا يمكنها أن تترك أطفالها عند أحد، أو حتى تركهم يلعبون في الخارج وحدهم.

ولفتت إلى أن وجبة السحور هي الوجبة البسيطة التي يتم تناولها مما تبقى من وجبة الإفطار مع التمر، أو تشتمل على الجبن والبيض، مشيرة إلى أنهم كانوا يحبون المسحراتي وينتظرونه في وقت السحور كي يمر بالفريج، معربة عن حنينها لتلك المرحلة العمرية التي لا تحمل مسؤوليات، فالعادات التي ذكرتها تبدلت، وحتى الفرجان لم تعد كما في السابق.

أما روحانية الشهر فهي تنعكس على عملها بلاشك، إذ أشارت إلى كونها تقرأ القرآن خلال الشهر بروحانية مختلفة، وتختار السور والآيات التي ستشتغل على خطّها لاحقاً، كما أنها تنجز بعض الأعمال في رمضان.

 

تويتر