خلال الأمسية ألقى عدد من الشعراء المشاركين في الكتاب قصائدهم. تصوير: إريك أرازاس

«روحي في راحتي».. تحية لمبدع «شعار المقاومة»

يرحل الشاعر وتبقى أشعاره، كما يذهب المقاوم وتبقى قضيته، وعندما يجتمع الشاعر والمقاوم في شخصية واحدة، تتحول أشعاره إلى شعارات للتحرر والمقاومة والتصدي للظلم والعدوان، كما في سيرة الشاعر الفلسطيني عبدالرحيم محمود، الذي تحول البيت الشعري الذي كتبه في إحدى قصائده «فإما حياة تسر الصديق.. وإما ممات يغيظ العدا» إلى شعار للمقاومة الفلسطينية على مر السنوات.

13 «مجاراة»

تضمن كتاب «روحي على راحتي» مجاراة شعرية لقصائد الشاعر الشهيد، كتبها 13 شاعراً، من بينهم الراحلان محمد حسن حسن، والدكتور محمد ولد عبدي، بالإضافة إلى الشعراء: نايف الهريس (الإمارات)، الدكتور إياد عبدالمجيد (العراق)، الدكتور إبراهيم الوحش، والدكتور المتوكل طه، وربا شعبان، وعلي مي، ومراد السوداني ونجاة الفارس (فلسطين)، ونادية أليف، وعطاف جانم، ونصر بدوان (الأردن)، وعبد الرزاق درباس (سورية).

وخلال الأمسية ألقى عدد من الشعراء المشاركين في الكتاب قصائدهم، بينما قدم الفنان الشاب عبدالمجيد خالد أنابي وصلة غنائية، بمرافقة عازف العود عبدالقادر عصام مارديني.

واحتفاء بإبداع ومواقف الشاعر عبدالرحيم محمود، الذي ولد في قرية «عنبتا» سنة 1913، واستشهد في 1948 في معركة الشجرة بالقرب من الناصرة، وهو في الـ35 من عمره، نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، وجمعية البيارة، مساء أول من أمس، حفل توقيع كتاب «روحي على راحتي»، الذي يتضمن مجاراة شعرية لقصائد الشاعر الشهيد، كتبها 13 شاعراً، بالإضافة إلى قراءة نقدية.

في بداية الأمسية؛ ألقى رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات حبيب الصايغ قصيدتي «فلسطين» و«محمد الدرة»؛ معتبراً أن الكلام يبهت في حضرة الشعر، لذا اختار أن تكون كلمته في هذه الأمسية التي تتزامن أيضاً مع الاحتفالات بـ«يوم الأرض» شعراً.

من جانبه؛ أشار رئيس مجلس إدارة جمعية البيارة، عمار الكردي، في كلمته إلى أن الشاعر الشهيد كان أستاذاً ومعلماً وأديباً ومجاهداً ومقاتلاً، لذا تحول بعد استشهاده إلى رمز ونموذج، تنطلق كلماته طلقات من أفواه من يرفضون الظلم في كل مكان. وأضاف «تضحيات مجاهدينا، وإبداع شعرائنا نبراس يضيء طريق العودة لفلسطين، وللروح الرافضة للظلم والعدوان والاحتلال».

وفي تقديمه للكتاب؛ كتب الشاعر الفلسطيني د.إبراهيم الوحش إن «الشاعر عبدالرحيم محمود جمع في قصائده بين الوجدانية والثورية من جهة، وبين الكلاسيكية التقليدية والرومانسية من جهة أخرى»، مرجعاً هذا التنوع الشعري إلى عوامل من أهمها: بعده عن أرض الوطن، والشوق والحنين إليه، وصعوبة الأوضاع الاجتماعية التي عاشها، والمشكلات والتعقيدات السياسية التي واكبها أثناء حياته القصيرة، واصطدامه بواقع سياسي مرير يعكس واقع الأمة المتهالك. بينما ذكر الناقد السوري د. أحمد العقيلي أن الشاعر الراحل ترك نحو 69 قصيدة، صدرت مجتمعة في ديوان خاص به، موضحاً أن شعر عبدالرحيم محمود غلب عليه الجانب التقليدي، والذي امتد طوال فترة شبابه مروراً بذروة الفتوة فالكهولة، إذ طرأ عليه تبدل نوعي تمثل في تحوله إلى الجانب الرومانسي، الذي تجسد في الألم والشكوى من الظلم ومن فساد المجتمع، إذ تغيرت نبرته وإيقاعه، فأصبح شعره مبنياً على البحور القصيرة. وقال العقيلي إن ديوان الشاعر يتوزع في ثلاثة أمور محورية: الوطنيات، وتجلت في نضاله ودفاعه عن أمته العربية عموماً وفلسطين خصوصاً؛ والغزليات، وتجلت في المشاعر والوجدانيات، والاجتماعيات، وتجلت في قضايا المجتمع، ولعل أبرزها قضية المرأة والحجاب. ونوه إلى أن الشاعر كان صاحب كلمة وموقفاً قوياً، مارس النضال قولاً وفعلاً؛ ناضل في شعره من جهة، وحمل البندقية ثائراً مناضلاً من جهة أخرى، وقد دفع ثمن هذا الموقف حينما روى تراب فلسطين من دمه.

 

 

الأكثر مشاركة