أمسية تضمّنت قصيدة مهداة إلى «أم الإمارات».. وأخرى في وصف «دبي»

يوم «المرأة» في «الندوة».. احتفاء بالشعر النسائي

(من اليمين) نوال المقيحط وبهيجة إدلبي وصالحة عبيد وساجدة الموسوي. تصوير: أسامة أبوغانم

على طريقتها الخاصة احتفت ندوة الثقافة والعلوم، مساء أول من أمس، بيوم المرأة العالمي، إذ استضافت ثلاثة أصوات نسائية من الكويت والعراق وسورية في أمسية شعرية جمعت بين تجارب متباينة، وقدمتها واحدة من عضوات جماعة «نون النسوة»، التي توقع البعض أن يكون لعضواتها حضور مميز في هذا اليوم، بعد الانطلاقة النشطة العام الماضي، لكن معظم عضوات الجماعة، تغيبن بشكل لافت.

في المقابل؛ حظيت الأمسية باهتمام ملحوظ من قبل أعضاء مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وعدد من المثقفين، وكاد الحضور يكون متساوياً تقريباً، وإن مال قليلاً باتجاه الرجال.

وحي «الشعر».. تأخر

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/03/8ae6c6c54aa0819a014c098022474cbe.jpg

طلبت الشاعرة الكويتية نوال المقيحط من «الإمارات اليوم» الإشارة لها باسم «نوال الشاعرة»، مبررة ذلك بأنه الاسم الأشهر لها في وسائل الإعلام الكويتية.

وكشفت المقيحط، التي تميز حضورها على منصة إلقاء الشعر بخفة الظل، بأنها لم تعرف الشعر إلا في سن حديثة جداً من حياتها، مضيفة «تأخر وحي الشعر في تواصله معي كثيراً، ولم أنظم الشعر إلا من خمس سنوات فقط، وفي سن اعتبرها جميع من حولي متأخراً، وجاء من دون مقدمات، لذلك لقبني البعض بـ(النابغة الذبيانية)، أسوة بالشاعر الجاهلي الذي نبغ فجأة في نظم الشعر».

وحول إلحاحها على أن يتخير الحضور نماذج شعرها، قالت «الجمهور هو أساس الأمسيات، ويجب أن أقدم له ما يطلبه، وليس العكس، لذلك أسعى لعرض ما لدي، وأنتظر قراره لأنطلق بالإلقاء».

ونفت أن تكون هي المقصودة في قصيدتها «ربيعية»، مضيفة «يستطيع الشاعر الإبحار في خيالات كثيرة لم يعايشها، وهذا ما فعلته».

غياب صوت شعري إماراتي أيضاً كان لافتاً في الأمسية، التي بدأتها صالحة عبيد بمقدمة تحيل إلى المناسبة، وخصوصية شعر المرأة، وإبداعها الأدبي عموماً، قبل أن تقدم نبذة عن الشاعرات الثلاث ضيفات الأمسية؛ وهن الكويتية نوال المقيحط، والعراقية ساجدة الموسوي، والسورية بهيجة إدلبي.

وتمكنت المقيحط من نسج حضورها الخاص على منصة إلقاء الشعر منذ البداية، حينما طلبت من الحضور الاختيار بأي أنواع الشعر تبدأ، وبلهجتها تساءلت عما إذا كانوا يفضلون شعراً فصيحاً في البداية أم نمطياً، أو حتى باللغة الإنجليزية.

بعض الهمسات المعقبة على الخيار الأخير، دفع الشاعرة إلى الانحياز بالفعل لقصيدة كتبتها باللغة الإنجليزية، خصيصاً بمناسبة يوم المرأة العالمي، مبررة ذلك برغبتها بأن تبدأ في سياق الرسالة العالمية الأشمل، قبل أن تنتقل من الخاص «العربي»، ثم الأكثر خصوصية عبر «النبطي»، حيث بدأت بقصيدة باللغة الإنجليزية عنوانها «يوم سعيد للمرأة» .

المحطة الثانية لدى المقيحط حملت قصائد من بعض قصائدها العمودية، ومنها قصيدة بعنوان «سموك»، مطلعها: «أحلق بالحنين إلى علاكا.. ويسمو صفو وجدي في ضياكا.. أهيم وبالمنى ينساب شعري.. وما نال المنى أحد سواك.. وأغدو آملاً يا ويح قلبي.. ترفرف في روحي كي أراكا».

وانتقلت إلى قصائد من الشعر النبطي، منها قصيدة «ربيعية» التي سبقتها بشرح الأجواء النفسية المتخيلة لكتابتها، واصفة امرأة لجأت إلى نظم القصيدة بعد حوار دار بينها وبين زوجها، الذي سألها عن سر ابتسامتها الدائمة، بصيغة أقرب إلى المعاتبة، متهماً إياهاً بأنها «ربيعية»: «تقول إني ربيعية.. لأن الشوق ملا أيامي وعيوني.. وشعور الود يغطي الدنيا بجفوني.. ولاجلك يا هدى سنيني واحلامي.. أشوفك انت لحظاتي تشف وناتي ولحوني».

كما قرأت الشاعرة قصيدة بعنوان «هوا دبي» قدمت عبرها وصفاً لملامح المكان وتفاعلها معه، قبل أن تبحر في بعض خصال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وقبل أن تعرّج على ما سمّتها «قصائد قصيرة» أهدت الشاعرة العراقية ساجدة الموسوي قصيدة بعنوان «الليلة عيدك سيدتي» إلى «أم الإمارات» سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك آل نهيان، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، منها: «لها مربع بين حشد النجوم.. وبيت من المجد والكبرياء.. لها جذر نخل يشد التراب.. وهامة بدر بعز السماء.. لها من لآلئ الأمومة تاج.. ومن نبعها زمزم الارتواء».

الوصول إلى الفقرة الخاصة بالشاعرة السورية بهيجة إدلبي، كان يعني محطة، ليس فقط مع خصوصية النظم، بل أيضاً مع روعة الإلقاء، الذي تسعى من خلاله الشاعرة إلى أخذ المتلقي للسياقات النفسية لقصائدها، ومنها «هدى الريح»: «أنا أهتدي بالريح.. أتبع خطواها.. بحروف أسراري وابدأ رحلتي.. تخطو فأخطو.. أقتفي تأويلها.. حتى تبارك في التواجد خطوتي». لكن الصور الشعرية المتوالية كانت أكثر وضوحاً وغزارة أيضاً في قصيدة «وكن روحي لتفنى»، التي مثل فيها كل بيت تقريباً صورة شعرية مكتملة، تنسجم في سياق الصورة الكلية للقصيدة: «لأني لا أرى غيري أراك.. فأنت أنا وفي سري مداك.. حملت إليك ما أخفي فهامت.. مسافاتي إلى أقصى هواك.. كأنك حين تشرب من دناني.. تصب الخمر في روحي لظاك».


سلطان السويدي: مشاركة مجتمعية

قال رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، إن «الندوة» تحرص على مواكبة المناسبات العالمية التي تحتفي بها الدولة، في سياق من المشاركة المجتمعية، على اعتبار أن الثقافة والنتاج الأدبي والفني جزء أصيل لا ينفصل عن الحراك المجتمعي.

وأشار إلى أن أعضاء الندوة ارتأوا أن يكون الاحتفاء من خلال استضافة أصوات من الشعر النسائي، مؤكداً أن موسم «الندوة» لايزال زاخراً بالفعاليات.

وكرم في حضور نائب رئيس مجلس إدارة الندوة بلال البدور، والأديب عبدالغفار حسين، الشاعرات.

 

تويتر