أقامها مركز «اقرأ» واستضاف مبادرات وتجارب فردية وجماعية
ورشة عمل لتعزيز استخدام «العربية»
شارك في الورشة مجموعة من الممثلين عن شركات حكومية وخاصة لديها مبادرات مميزة في الحفاظ على اللغة العربية والتشجيع على استخدامها وتعلمها. تصوير: عبدالله حسن
أقام مركز اقرأ لتعليم اللغة العربية أمس، ورشة عمل تسلط الضوء على أهمية اللغة العربية بالنسبة للأجانب وكذلك في جعلها اللغة الأولى للجيل الذي يعيش في الإمارات، ولاسيما أن الجيل الجديد يعتمد على اللغة الانجليزية بشكل أساسي، فحملت عنوان «العربي للعرب». وشارك في الورشة مجموعة من الممثلين عن شركات حكومية وخاصة لديها مبادرات مميزة في الحفاظ على اللغة العربية والتشجيع على استخدامها وتعلمها، الى جانب مجموعة من أولياء الأمور الذي يشكون تفضيل أطفالهم للغة الانجليزية على العربية.
|
مبادرة خاصة عرض المدير التنفيذي للتسويق والخدمات المساندة في وول ستريت، سلطان المحمود، ما يقومون به في هذا الإطار للحفاظ على اللغة، مشيراً الى وجود مبادرة خاصة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين فيها، وقد بدأت قبل ثلاث سنوات، ومازالت مستمرة. ولفت الى انهم قدموا ندوات وورش عمل تعرف باللغة العربية، وحضرها اكثر من 25 جنسية وأكثر من 600 شخص، كما لفت إلى انهم خلال السنوات الثلاث الاخيرة، بدأوا يقومون بتقديم مطبوعاتهم بأسلوب يتضمن تعليم اللغة العربية، فالرزنامة السنوية تحمل روح اللغة، حيث إنه في كل صفحة وفي كل شهر توجد كلمات جديدة، فيستفيد المرء من التقويم لجعله تعليميا، لاسيما أنه يبقى أمام عينه طوال السنة. برامج يقدم مركز اقرأ مجموعة من الدورات التدريبية لتعليم اللغة العربية، ومنها البرامج التي يتم فيها التركيز على تدريس طلاب المدارس اللغة العربية بطريقة جديدة وصحيحة، كي يشعر الطالب بأنها ممتعة، الى جانب التركيز على تطوير مناهج اللغة العربية كي تكون فعالة، كما ان هناك جاليات اجنبية كبيرة، يسعى المركز الى الوصول اليها لتعليمهم اللغة العربية كي يتمكنوا من فهم الثقافة المحلية. تجربة تحدثت البريطانية كلير ودكلفت عن تجربتها مع اللغة العربية، حيث درست اللغة العربية في بريطانيا. وقالت، «أحببت أن أدرس لغة جديدة، واخترت العربية لأني وجدتها لغة يصعب تعلمها خارج إطار الدراسة، بل يجب أن اتعلمها في الجامعة، وبعد انتهائي من دراسة اللغة العربية توجهت الى إكمال دراستي العليا في التنمية الاقتصادية». ولفتت الى ان دراستها شجعتها على الانتقال للشرق الأوسط، فسافرت الى مصر في البداية، ثم إلى فلسطين وبعدها الى الإمارات، لافتة الى ان اتقانها للغة العربية، سهل عليها العمل في المنطقة، كما أسهم في معرفتها الكثير عن ثقافة شعوب البلدان التي زارتها. |
وقالت المؤسس والرئيس التنفيذي، لمركز اقرأ لتعليم اللغة العربية، يسرى الهاشمي، ان «الورشة تأتي في اطار التوعية للعرب، بغية تشجيع أطفالهم على استخدام اللغة العربية في المدارس والمنزل، وتوصيل الصوت للهيئات لاصدار القرارات اللازمة لتحقيق الهدف المنشود». ورأت ان الهدف الأول يأتي من كفاءة المدرسين، ومن ثم المناهج التي تتبع في التعليم، موضحة ان أهمية اللغة تبدأ من المنزل، ولاسيما ان اللغة تُكتسب منذ الصغر، فاللغة التي يتعلمها المرء لاحقاً تبقى لغة ثانية، ولهذا نريد الغاء تفضيل الانجليزية على العربية. واعتبرت أنه من الضروري ايجاد بيئة ملائمة للفئة التي فاتها تعلم اللغة العربية، مبينة وجود عوامل عدة تسهم في تقديم اللغة الانجليزية على العربية، وهذا في الدول العربية كلها وليس في الإمارات فحسب، حيث يلاحظ وجود ميل الى تدريس الأولاد في مدارس أجنبية، وكذلك وجود أولوية للتحدث بالأجنبية مع الطفل، الى جانب عدم تطور أساليب تعليم اللغة العربية، مشجعة الأمهات على التحدث مع الطفل باللهجة الأم.
وتقوم مؤسسة «المفكرون الصغار»، بإيجاد موارد تعليمية للأطفال دون سن سبع سنوات، ومنها الفيديوهات التي تقدم أساسيات الطفولة المبكرة والتي تغذي اللغة. وشاركت في الورشة مديرة تطوير الأعمال والمحتوى التعليمي في المؤسسة، لمياء طباع بيبي، وقالت لـ«الإمارات اليوم»، «أقمنا مجموعة من الفيديوهات للصغار، وكذلك بعض التطبيقات التي تتطرق لموضوعات مختلفة، للأشكال والأرقام بالهندي والعربي، فيما نعمل حالياً على القراءة، من خلال موقع يدخل اليه الطفل ويقرأ قصة تناسب عمره، ومن ثم يجيب عن الأسئلة ويتم تقييمه». وأضافت بيبي «نسعى الى البدء بتطبيق هذا البرنامج بالتعاون مع المدارس، لتعزيز اللغة العربية عند الأطفال، وسيتم تفعيله في المدارس التي تهتم بتقوية اللغة العربية». وأشارت الى أن الأطفال في الإمارات والأجواء تؤثر في استخدام اللغة الانجليزية أكثر من العربية، لاسيما ان الطفل قبل ان يدخل المدرسة يعتاد اللغة الانجليزية من خلال الحضانات، ويصطدم بصعوبة المنهاج العربي في المدرسة فيبتعد عن اللغة. وأشارت الى أن نسبة الأطفال الذين يقرأون باللغة العربية قليلة، لاسيما ان المكتبة المدرسية تكون متواضعة ولا تحمل التنوع، لذا من خلال الموقع سيكون لدى الطفل الكثير من الخيارات، كي يتمكن من الوجود على المنصة، مع التشجيع على القراءة من خلال الصور والقصص الجميلة. ورأت أنه على الدولة ان تشجع القادمين الأجانب على تعلم اللغة العربية، فيجب أن تكون هناك قوانين تسهم في تعلم اللغة العربية، حيث يشعر المغترب بأنه مضطر لتعلم لغة البلد الأصلية، الى جانب أهمية رفع كوادر تدريس اللغة العربية.
حضر الورشة المدير أول في صندوق خليفة لتمويل المشروعات، يوسف راشد المرشودي، وقال عنها، ان «المشاركة تأتي في اطار الدعم للمشروع الخاص باللغة العربية، وهذا الدعم يتماشى مع دعم اللغة العربية في الإمارات، وذلك لنصل إلى عدد كبير من المهتمين باللغة». واعتبر أن من الملاحظ الإقبال على استخدام اللغة الانجليزية، ويقابله اندثار بسيط في اللغة العربية، ولكن الحكومة تتلافى ذلك من خلال تشجيع الجاليات للتحدث باللغة العربية، مبيناً أنه من الضروري تطبيق نظام الإجبار في اللغة العربية، أو حتى وضع بعض العوامل المشجعة للأجانب لتعليمهم العربية، كمنحهم درجات افضل أو فرص عمل أفضل. ورأى أن العمل يبدأ من المراحل العمرية الصغيرة، مع تحسين مواد اللغة العربية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news