تطرح فيه 14 عملاً تُخصص لدعم الفنانين

«كريستيز دبــي»: مزاد «الربيع» استثنائي بألــوان لبنانية

مزادات كريستيز دبي باتت تحظى باهتمام كبير من عشاق الفنون. الإمارات اليوم

تستضيف دار كريستيز للمزادات في دبي مزاداً استثنائياً ستطرح فيه 14 عملاً فنياً بارزاً لفنانين كبار، من بينهم بول غيراغوسيان، وفريد عواد، وعارف الريس، وأيمن بعلبكي، وتعود ملكيتها لمجموعة مقبل الفنية، إحدى أهم المجموعات المرموقة على ساحة الفن اللبناني الحديث والمعاصر.

العشب الأخضر

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/02/8ae6c6c54aa0819a014b45c72a5722c9.jpg

رسمت الفنانة تغريد درغوث التي ولدت في مدينة صيدا بلبنان في عام 1979، لوحة العشب الأخضر، التي سيعرضها مزاد كريستيز دبي، في عام 2010، وتجسد فيها جماجم عدة تبرز أمام خلفية من الألوان الغامرة ضمن فضاء غير محدود، وتواجه من خلالها موضوعاً واحداً فقط، وهو الموت. تشير ضربات فرشاتها المعقدة بدرجات اللون الذهبي والأحمر والكهرمان إلى الاضمحلال البطيء، في كناية عن طبيعة الزوال السريع للحياة. ولكن على الرغم من هذا اليقين الكبير التي تبديه درغوث لمفهوم الموت، نرى بعض الإشارات إلى «الشمس الصفراء»، وهي إحدى الأسماء الحركية التي أطلقها الجيش البريطاني على الترسانة النووية خلال فترة الحرب العالمية الثانية، في مفارقة لما كان يسمى آنذاك بـ «برنامج قوس قزح».

وتعد مجموعة مقبل الفنية مشروعاً مخصصاً لدعم الحركة الفنية اللبنانية. وأسس المجموعة جوني ونادين مقبل في عام 1998، إذ بدأت بالاستحواذ على العديد من الروائع الفنية المختارة، وأصبح مشروعاً متعدد الجنسيات يهدف إلى دعم المواهب الفنية اللبنانية الموجودة على الساحة اليوم، فضلاً عن الترويج للفنانين اللبنانيين الصاعدين، في ظل سعيهم لاكتساب شهرة دولية. ولمواصلة جهودهم الرامية إلى تعزيز مكانة الفن اللبناني على الساحة الدولية، قرر جوني ونادين بيع 14 لوحة فنية من أصل مجموعتهم الخاصة التي تضم نحو 100 عمل فني لبناني، إذ عهدا بهذه المهمة لدار كريستيز للمزادات، التي من المقرر طرحها لهذه الأعمال في مزاد الربيع المخصص للأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة، الذي سيعقد في 18 مارس المقبل في فندق أبراج الإمارات جميرا.

أكثر من نصف اللوحات الفنية الـ 14 المقدمة للمزاد مرسومة بريشة الفنان بول غيراغوسيان (1926-1993)، وهو أستاذ الحداثة والفن المعاصر الأكثر شهرةً في لبنان، ويمكن العثور على أعماله ضمن العديد من المجموعات ذات الملكية الخاصة، بالإضافة إلى مجموعة اللوحات الفنية العائدة لمتحف الفاتيكان في روما.

اللوحتان يوم صيفي (1) ويوم صيفي (2) اللتان تم رسمهما في عام 1992، هما أول لوحتين تقوم مجموعة مقبل بشرائهما في عام 1998. وفي يوم صيفي (1)، ترصد اللوحة أجمة كثيفة من الأزهار التي يهب عليها نسيم هادئ في يوم صيفي حار، ولا تعد هذه اللوحة متميزة نظراً لبريقها وإشراقها العام فحسب، بل أيضاً لجرأتها التي تجسدت من خلال تحولات مقاييس الرسم اللونية فيها، ودرجات اللون، ونسقها اللوني (تقدر قيمتها بـ 40 - 60 ألف دولار). وعلى الرغم من الشبه الكبير في تقنية الرسم ما بين اللوحتين يوم صيفي (1) و(2)، إلا أن الأخيرة تحتوي على مساحات متباينة وكبيرة وفاترة من الألوان المشرقة، التي تتزايد فيها اللمسات الداكنة الصغيرة، وفن الزخرفة العربي الطولي (وتقدر قيمتها بالسعر نفسه).

أما لوحة الناس بالأصفر؛ فرسمت في منتصف الثمانينات على يد غيراغوسيان، وتم الحصول عليها بشكل مباشر أيضاً من عائلة الفنان، وعلى الرغم من أن الفنان يوصف بالدرجة الأولى على أنه رسام تجريدي، لم يعكس عمله هذا إلا «الرمزية» المطلقة، فلوحة الناس بالأصفر تحتوي على الكثير من الإشارات والرموز التصويرية في كل نقطة منها، حتى ضمن عنوانها، الذي ربما كان من الأفضل أن يحمل اسم حمى أعضاء الجسد المتزاحمة (150 - 250 ألف دولار).

ومن بين الأعمال كذلك لوحة للفنان أيمن بعلبكي، الذي ولد في عام 1975 بقرية العديسة بجنوب لبنان، وكطفل نشأ وترعرع أثناء فترة الحرب الأهلية اللبنانية والاحتلال الإسرائيلي، اضطر إلى ترك قريته والانتقال للعيش في بيروت، وأثرت ثقافته وطفولته بشكل كبير على أعماله الفنية خلال السنوات العشر الماضية، ونتيجة لذلك، فإن العديد من لوحاته عكست جوانب حياته كلاجئ في مدينة بيروت، أو جهود إعادة الإعمار التي شهدتها المدينة خلال فترة ما بعد الحرب.

رسم بعلبكي لوحة بابل في عام 2005، وصور البرج كخيال في إطار خلفية خالية من أي نشاط بشري، باستثناء شخصية واحدة ساخطة تظهر عليها تداعيات «اللعنة» (150- 200 ألف دولار).

وتحضر في المزاد عملاً للفنان فريد عواد الذي ولد بجنوب لبنان في عام 1924، وقضى معظم حياته في مدينة باريس، وهذه هي المرة الأولى التي تظهر لوحاته من على منصة دار كريستيز للمزادات، كما تشتهر أعماله بتعبيرها القوي عن العزلة، إذ اعتاد على رسم مشاهد الغرباء المنعزلين الجالسين في المقاهي، والمارة في الشوارع، والركاب الصاعدين أو المترجلين عن القطارات، وصيادي الأسماك أثناء عملهم، للتعبير عن مشاعر الوحدة التي تنتابه. علاوةً على ذلك، فإن تجسيده الدقيق لشوارع بيروت وباريس القديمة يعد من النقاط العاطفية الجوهرية الدائمة التكرار في أعماله، على غرار لوحة سورتي دي مترو التي يعود تاريخها إلى أوائل السبعينات (15-20 ألف دولار).

ومن الأعمال أيضاً عمل للفنان فريد عواد الذي رسم لوحة هومو فلوكس في أوائل السبعينات، وهي أولى لوحاته التعبيرية، ويظهر فيها انعكاس ذات الإنسان غير القادر على جمع وترتيب أفكاره، فالفنان لا يرسم صوراً، بل يجسّد الأحاسيس. ويسعى عواد إلى رسم مراحل التفكير، التي تنطوي على الحركات والتغيرات، لا على الأشياء (50 - 70 ألف دولار).

تويتر