9 أعمال تنافس على «جائزة سلطان القاسمي» فـــي دورة المهرجان السابعة بالرباط

«مرتجلات» مـغربية تنتصر للشباب في انطلاقة «المسرح العربي»

عرض «مرتجلات مرسحية» استطاع أن يدخل جمهوره في صلب عدد من القضايا. الإمارات اليوم

بمسرحية مغربية شبابية.. جاءت انطلاقة عروض مهرجان المسرح العربي في دورته السابعة، مساء أول من أمس، بالعاصمة المغربية الرباط، الذي يمتد حتى 16 الجاري، ويتضمن 15 عرضاً، منها تسعة عروض تتنافس داخل المسابقة الرسمية للمهرجان على جائزة سلطان بن محمد القاسمي التي تمنح لأفضل عمل مسرحي.

«أيها المسرحيون.. استيقظوا»

تفاعل حضور حفل انطلاقة الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي، مع رسالة يوم المسرح العربي، التي ألقاها الدكتور يوسف عيدابي، التي بدأها بالإحالة إلى الهم الفكري والثقافي الذي يعانيه بلده السودان، بسبب حالة الانشطار الشاملة التي يعيشها بين ثقافتين أولاهما عربية، والأخرى ليست كذلك.

وقال عيداني إن «المسرحيين عليهم بمراجعة أنفسهم وإبداعهم، وألا يكون نتاجهم بمثابة تقليد غير واع لنتاج غربي مختلف، على أن يكون المسرح العربي ملتصقاً ببيئته وظروفه وعاكساً لقضايا مجتمعه، بعيداً عن التحليق في عوالم ليست عالمه، أو الوقوع في شرَك مصالح فئات بعينه، وهو ما يعني أنه يجب أن تكون تلك العلاقة التي تربطه بالمجتمع بمثابة الحبل السري، الذي لا يقبل الزوائد».

لكن تماهي الحضور مع رسالة اليوم العربي للمسرح بلغ ذروته في الجملة الختامية التي قال فيها عيدابي: «أيها المسرحيون.. استيقظوا».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/250919.JPG


أحمد الجسمي.. سلامات

عانى الفنان أحمد الجسمي آلاماً في ظهره أثناء رحلة السفر الطويلة من دبي إلى الرباط، لكنه كان يتغلب على ذلك ببعض المسكنات والمشي بين الحين والآخر في ممرات الطائرة.

صحة الجسمي، الذي يشارك في عرض مسرحية «طقوس الأبيض»، التي تمثل الدولة في عروض المهرجان الرسمية، سببت قلقاً للوفد الإماراتي، قبل أن يطمئن الجميع على سلامته، وقدرته على المشاركة في العمل المقرر عرضه بعد غدٍ.

الجسمي الذي شارك بالفعل في بروفات العرض، حث زملاءه في «طقوس البيض» على ضرورة بذل كل الجهد لتقديم عمل يليق بالمسرح الإماراتي، الذي أصبح يلقب في المرحلة الأخيرة بـ«صائد الجوائز»، مؤكداً أن أبناء مسرح الشارقة الوطني، الذين سبق لهم تمثيل الإمارات في العديد من المحافل الخارجية قادرون على مواصلة مشوار التميز الذي يعرفونه جيداً.

ويحظى المهرجان، الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، التي يترأسها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بدعم رسمي ملحوظ من المملكة المغربية، إذ يقام برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، فيما خصص العديد من المسارح لاستضافة عروضه، فيما يواكبه برنامج متكامل لعروض مسرحية أخرى في مختلف مدن المملكة.

وبمسرح كامل العدد، فضلاً عن آخرين لم تتسع لهم قاعة مسرح محمد الخامس في الرباط، انطلقت فعاليات المهرجان في اليوم السنوي نفسه لانطلاقته، 10 يناير، الذي تم اعتماده ليكون «يوم المسرح العربي».

وعلى الرغم من مخاطرة الافتتاح بعرض لا يتكئ على إمكانات فرقة مسرحية رصينة، فضلاً عن أن عناصره جميعها من طلبة معهد الفنون المسرحية بالمغرب، فإن عرض «مرتجلات مرسحية» استطاع أن يدخل جمهوره في صلب عدد من القضايا المتلاحقة، أهمها محاولة بعض قوى الظلام في المجتمع وأد المسرح ومصادرة الإبداع بدعاوى مغلوطة.

ولولا الإطالة المبالغ فيها في المساحة الزمنية للعرض، لكان «مرتجلات مسرحية» أنموذجاً لعمل يستوعب طاقات ومواهب متعددة لمجموعة متجانسة من شباب المسرحيين، لاسيما أن العرض استلهم ومزج مقتطفات متنوّعة من مسارح مختلفة، منها ما يعود لشكسبير وسعدالله ونوس وأحمد الطيب العلج، وغيرهم.

واستهل الحدث الافتتاحي للمهرجان بتقديم فيلم وثائقي قدم لقطات بانورامية من دورات المهرجان السابقة بدءاً بالقاهرة، مروراً ببيروت وتونس وعُمان والدوحة، انتهاءً بالشارقة، قبل أن يتحوّل إلى الرباط.

من جانبه، قال وزير الثقافة المغربي، محمد الأمين الصبيحي، إن «إقامة هذا الحدث بالرباط تعكس تلاقي إرادتي الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة، من أجل تنظيم دورة يتنصر فيها المسرح وتتجلى من خلالها قيم المحبة والتسامح والإخاء التي تجمعنا جميعاً، كما ستضيف نفساً جديداً للمسرح العربي ولمريديه وروّاده وهواته».

وأضاف الصبيحي، خلال كلمته الافتتاحية، أن «إقامة هذه الدورة مع مطلع هذه السنة تتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة للصيغة الجديدة لدعم المسرح المغربي بآليات جديدة ترتكز على توطين المسرح، واستقرار الفرق المسرحية داخل فضاءات مسرحية تسمح للمهنيين بممارسة عشقهم لأبي الفنون وفق شروط مادية ومعنوية مواتية». وشدّد على أن المسرح العربي مدعو أكثر من أي وقت مضى، في خضم الأزمات والتوترات التي يعرفها العالم وبوادر التطرف القوية، وفي ظروف تؤثر فيها المشكلات الاجتماعية والمجتمعية، أن يلعب دوره التنويري والتربوي والترفيهي لمواجهة كل أشكال الانحراف والتطرف والغلو، كي يكون أداة فعلية للتنمية المستدامة للمجتمعات، وأن يتوجه لمختلف شرائح المجتمع ليؤدي رسالته الداعية إلى الحق والسلم والتعاون والتعايش والحوار المتبادل.

الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، الفنان إسماعيل عبدالله، أكد أن الدورة الحالية غير مسبوقة مقارنة بسابقاتها، من حيث المحتويين الفني والفكري، وكذلك حجم المشاركة الواسعة للمسرح المغربي بصفة خاصة. كما ألقى المستشار الثقافي لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الدكتور يوسف عيدابي، رسالة اليوم العربي للمسرح.

تويتر