ندوة استحضرت 5 تجارب فنية شابة

الفن السوري.. جيل جديد يخرج من عباءة الروّاد

خلال الندوة التي حضرها عدد من الفنانين والمهتمين بالشأن الفني. تصوير: تشاندرا بالان

أقامت صالة «غاليري أيام» ندوة حول الفن السوري، وما حققه خلال السنوات الأخيرة، مستحضرة تجربة مجموعة من الفنانين الشباب الذين كانت انطلاقتهم من خلال هذه الصالة. واختيرت التجارب المعروضة في المعرض، الذي افتتح بالتزامن مع الندوة، كون هذه الأعمال نقلت الفن السوري من تجارب المدارس الكلاسيكية إلى نوع آخر يستخدم واقعه في العمل الفني من دون أن يتجرد من تأثير الفن المعاصر والحديث، الذي تجسّد في تجارب روّاد الفن السوري، ومنهم لؤي كيالي وفاتح مدرس.

استحضرت الندوة الفن السوري من خلال تجارب كل من: عبدالكريم مجدل البيك، ونهاد الترك، وعثمان موسى، ومهند عرابي، وقيس سلمان.

وقد اختارت المنسقة الفنية في أيام غاليري، ميمنة فرحات، هذه التجارب، التي وجدت فيها كثيراً من العلامات البارزة حول ما تركته من بصمة خاصة في الشرق الأوسط.

دبي وبيروت

يعدّ المعرض، الذي ترافقت مع افتتاحه في دبي الندوة الخاصة بتجارب الفنانين الخمسة، اختصارات لما قدموه خلال سنوات عملهم. ويبرز المعرض، الذي افتتح في أيام غاليري في «السركال افنيو»، وكذلك في المركز المالي بعض أعمالهم، بينما تقدم مجموعة أخرى من الأعمال في أيام غاليري في بيروت، إلى جانب ندوة أخرى ستقام اليوم في العاصمة اللبنانية.

وتحدث من جانبه خالد سماوي، مؤسس أيام غاليري، عن بدايته مع الفنانين الشاب في سورية، بالعودة إلى عام 2001 حيث انتقل إلى سورية من سويسرا، بعد أن كان يقوم بجمع الفنون، وحاول البحث عن قطع فنية مميزة، إلا أنه استدلّ الى غاليري يملكه رجل اسمه «أبونعيم»، مشيراً إلى أن هذا الغاليري كان يجمع كثيراً من اللوحات، حيث كان يشتري من الفنانين الشباب ويبيع أعمالهم.

ولفت إلى أنه في تلك المرحلة كان عدد الصالات محدوداً في سورية، وكانت تعرض لمجموعة من الفنانين المعروفين، إلى أن التقى بصفوان داحول واستدل من خلاله إلى مجموعة من الفنانين الشباب، وجمع المعرض الأول عام 2006 خمسة فنانين، إلى جانب مسابقة خاصة بالشباب. ولفت سماوي إلى أن المسابقة كانت كفيلة بجعله يتعرف إلى عدد من المواهب الشابة في سورية، وهكذا بدأت الرحلة معهم. في حين رأى هشام سماوي أن أهمية الأعمال التي تقدم ضمن هذا المعرض، تكمن في قدرة الجيل على أخذ الفن في سورية من داخل سورية إلى الخارج.

وأكد الفنان صفوان داحول، الذي درس مجموعة الفنانين الذين أقيم المعرض لأعمالهم في جامعة دمشق، أن المرحلة التي كان يدرس فيها كانت مرحلة تتهاوى فيها البلاد، ولكنها في المقابل كانت تستقبل كثيراً من الشباب والشابات الرائعين بمواهبهم. وأوضح أن «الجامعة كانت تستقبل طلاباً من جميع المحافظات السورية، وقدموا في أثناء دراستهم مجموعة من الأعمال التي كانت تضعنا نحن الأساتذة أمام علامات الاستفهام، حول السبل التي توصلوا فيها إلى هذا الإنتاج». وأكد أن كل سنة كانت تخرج عدداً لا بأس به من الفنانين، لكن في المقابل هناك عدد قليل من الصالات التي يمكن أن تعرض أعمالهم، لذا كانت الحظوة للفنانين الكبار وليس الشباب. واعتبر أن هناك شيئاً من القدر في الحياة، إذ إن الظروف تلعب دورها أيضاً في بروزه. وحول انتقال الفنان من مكان إلى آخر، اعتبرها داحول فرصة يرى فيها الفنان ما تحمل من إيجابيات، مشدداً على أن أدوات الفنان ليست الألوان فقط، وإنما حياته والأوضاع التي يعيشها.

أما الفنان مهند عرابي، فقد رأى أن الفنان لا يختار قدره، ولا يختار أن يكون فناناً، فهو يحمل هذا الشيء بداخله، ويعكس الحياة من خلال عمله. وشدد على أنه في بداية عمله الفني كان بحاجة إلى دعم وقد حصل عليه من «أيام»، الأمر الذي لا يتاح لكل فنان. وحرص على التأكيد أن الفن السوري اليوم يمر بمرحلة من الإنتاج والإبداع، وقد تأثر كثيراً بالأحداث السورية الأخيرة، حيث أتت بعض الأعمال متصلة بالواقع الأليم. أما انتقاله من سورية إلى مصر ثم إلى دبي، فقد وجد فيه عرابي ما يفتح أفق الفنان على ثقافات جديدة لا شك أنها تثري العمل الفني.

تويتر