رواية حنا مينا التي تحوّلت إلى مسلسل

مؤسسة سلطان العويس تصدر «نهاية رجل شجاع»

حنا مينا نال جائزة العويس الثقافية على مجموع أعماله الروائية. أرشيفية

صدر حديثاً عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، ضمن سلسلة «الفائزون»، كتاب جديد بعنوان «نهاية رجل شجاع» للروائي السوري حنا مينا، الفائز بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في حقل «القصة والرواية والمسرحية»، الدورة الأولى.

ويأتي الإصدار الجديد ضمن مشروع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، الهادف إلى تزويد المكتبة العربية بكتاب نفد من المكتبات لكل فائز بالجائزة تعاد طباعته وفق معايير حديثة، وتقوم المؤسسة ضمن خطتها الرامية إلى نشر الثقافة وتعميم الفائدة بإهداء تلك الكتب لمن يرغب، وكذلك تزويد المكتبات العامة ومكتبات الجامعات بهذه الإصدارات.

إحكام متوازن

منح حنا مينا جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في حقل القصة والرواية والمسرحية الدورة الأولى 1988 ــــ 1989، على مجموع أعماله الروائية مع التنويه بروايتيه «الشمس في يوم غائم»، و«بقايا صور»، لما تحققه الأولى من تطور في شكل الرواية، ومن مزج الواقع بالرمز والأسطورة، والذاتي بالموضوعي والفطري بالعقلاني، ولما تحققه الثانية من تطور في قوالب السيرة الذاتية، وجعلها في صورة رواية محكمة البناء، وهذا الإحكام ينتظم ــــ في الواقع ــــ جميع أعمال هذا الروائي بتوازن شديد، فرواياته لا توغل في التجريد فتغترب عن الواقع، ولا توغل في التسجيلية فتفتقد إخلاصها للفن الروائي، ولا تنحاز إلى المذهب السياسي على حساب الاتجاه الفني.

ويتميز أسلوبه بلغه تجمع بين الرشاقة والقوة والشاعرية، وتنقل الواقع في أجوائه المتفاوتة.

تحكي الرواية عن حياة فتى يدعى (مفيد)، ابن لفلاح بسيط، غير المبالي، كان يستخدم أعنف وسائل الضرب في تربيته، وفي أحد الأيام عندما كان مفيد في الـ12 من عمره، قام بقطع ذنب حمار أحد الفلاحين، فقامت الدنيا ولم تقعد في «الضيعة»، فقام والده بربطه بالحبال ثم انهال عليه ضرباً بالكرباج ولم يكتف بذلك، بل تم ضربه «فلقة»، أمام رجال الضيعة ونسائها وصغارها، ما سبب له أذى نفسياً، هرب على أثره من البيت. كان مفيد يملك جسداً عملاقاً خلق للشجار والعراك وتحمل الأثقال، لكن عقله كان فارغاً، عندما هرب من البيت تشرد بين الطبيعة والمزارع، ونصحه قريب أمه (إبراهيم الشنكل) بنسيان الماضي، وترك الشقاوة وبدء حياة جديدة في مكان لا يعرفه أحد، فذهب إلى المدينة.

التقى بصديقه (عبدوش) وهو فتى مشاغب هرب أيضاً من قريته، وساعد مفيد كثيراً على الاستقرار ودبّر له عملاً معه، حتى جاء يوم وتعاركا مع العدو الفرنسي في أحد المقاهي، وعلى أثر ذلك تم رميهما في السجن سنتين.

في السجن تعلم مفيد معنى أن يكون رجلاً مستقيماً، إذ ساعدته صحبة السجناء الثوار والسياسيين على تعلم القراءة.

خرج من السجن وذهب إلى العمل في المرفأ، حيث مغامرات وتحديات مع المعلم رضا وجماعة حليش والزقلوط، فحول مفيد من «نكرة» إلى «وحش»، ولأنه كان مغروراً وصاحب نرجسية عالية، انقلب عليه رجال المرفأ فأودعوه السجن لخمس سنوات، فأصيب بمرض السكري، ولقلة العناية والاهتمام تم بتر ساقيه وتقف زوجته لبيبة المحبة إلى جانبه في بداية جديدة.

يظهر في حياته إبراهيم الشنكل من جديد، ويساعده على الخروج من حالة اليأس إلى حب الحياة، ويدبر له عملاً بائعاً للدخان، ثم بائعاً للبضائع المهربة من السفن، لكنه وقع ضحية مشكلاته القديمة في الميناء، إذ ظهر عدوه المعلم «بطحيش»، ووجه أنظار الشرطة إليه ليقطع رزقه وتتبخر أحلامه، ليقوم بعدها بقتل أحد الضباط والانتحار مباشرة.

يشار إلى أن حنا مينا ولد عام 1924 في مدينة اللاذقية، وعمل تحت ضغط الفقر في مهن كثيرة، من حمّال في المرفأ إلى صبي حلاق، إلى صحافي، ولم يدخل أي مدرسة بعد التحصيل الابتدائي.

بدأ الكتابة منذ عام 1942 وكتب قصصاً قصيرة في صحف ومجلات سورية ولبنانية، وانتقل عام 1947 من اللاذقية، حيث كان يعمل حلاقاً إلى دمشق، وعمل في الصحافة، وكان من مؤسسي رابطة الكتاب السوريين عام 1951.

تويتر