معرضان يستكشفان الأماكن الوسطية التي يلتقي خلالها الماضي بالحاضر

«طقوس» وإصغاء للمدينة في «مرايا» الشارقة

صورة

يستضيف مركز «مرايا» للفنون، وحديقة مرايا للفنون في واجهة مجاز المائية، خلال شهر مارس المقبل، معرضين فنيين لعدد من أبرز رموز وروّاد الفن المعاصر في المنطقة. ويضم المعرضان مجموعة متنوّعة من المشروعات التركيبية، وعدداً من مشروعات الوسائط المتعددة، أبدعها مجموعة من الفنانين المعاصرين، وتأتي استضافة المعرضين لتوفير منصّة مثالية للفنانين المبدعين، ولتشجيع المواهب الشابة في الشارقة الإمارات والمنطقة بوجه عام.

أصوات وطقوس

يتيح المعرض الفرصة للجمهور لاستكشاف كيف يمكن للأصوات والطقوس أن تصبح مساحة يلتقي خلالها الخاص مع العام، فيستطيع العامة صياغة معتقداتهم الخاصة على نسيج المدينة التي يقيمون فيها، ليلتقي الحاضر مع الماضي سمعياً، حيث يمكن لمقطع من لحن أو صوت كان مألوفاً في وقت ما أن يستحضر جزءاً من الذكريات.

ويأتي استخدام حاستنا السمعية لجعلنا أكثر إدراكاً لذاتنا، إذ يمكن من خلالها الإحساس، والتقرب، والتخفي، والانغماس في حب الذات.

ويلقي الضوء على الكيفية التي يمكن للصوت، والموسيقى، وأصوات الأحاديث توفير مساحات من الحنين إلى الوطن، والانتماء، والتفكر، من خلال قيام الفنان بتحويل المعاني وتحويرها، وإعادة صياغة تلوّث الضجيج الاصطناعي.

دعوة

يدعو معرض «المواجهة: الإصغاء إلى المدينة»، الجمهور لتجربة التركيبات الصوتية المعروضة في حديقة مرايا للفنون ضمن حاويات الشحن، والممرات المغطاة، وغيرها من المواقع.

ويقوم الفنانون في هذا المعرض بالبحث على أنظمة المعتقدات، والثقافة العامية والشعبية، ومراقبة نزعة التحوّل نحو أنماط ثقافية. وتُسهم الموسيقى والطقوس في إعادة تشكيل الروابط الاجتماعية وتوطيدها.

استكشاف الفنانين المشاركين في المعرضين (خلق العادات: الممارسات والطقوس اليومية)، ومعرض (المواجهة: الإصغاء إلى المدينة) ذهبوا بأعمالهم لأبعد من مجرد إنتاج أعمال فنية إبداعية، حيث سعوا إلى إفساح المجال أمام الجمهور لاستكشاف العلاقة التي تربط بين الطقوس والممارسات الاعتيادية في الحياة.

وقال مدير مركز مرايا للفنون، يوسف موسكاتيلو: «إن الفنانين المشاركين في المعرضين (خلق العادات: الممارسات والطقوس اليومية) ومعرض (المواجهة: الإصغاء إلى المدينة) ذهبوا بأعمالهم لأبعد من مجرد إنتاج أعمال فنية إبداعية، حيث سعوا إلى إفساح المجال أمام الجمهور لاستكشاف العلاقة التي تربط بين الطقوس والممارسات الاعتيادية في الحياة، وهي العادات التي تبدو جلية واضحة، من خلال العديد من الأعمال المتداخلة مع الطقوس التي تشكل نظاماً ونمطاً لحياتهم اليومية».

ويستكشف المعرض، الذي يقام تحت عنوان «خلق العادات: الممارسات والطقوس اليومية» العلاقة التي تربط الفنان بعاداته وطقوسه اليومية، وانعكاس ذلك في أعماله الفنية، ويسلّط الضوء على الطقوس والعادات اليومية التي يمارسها الإنسان بشكل تلقائي يعكس هويته وانتمائه للمجتمع، فضلاً عن سيطرة النظام والروتين على حياة الناس اليومية، حيث يتيح للجمهور التفاعل على مستوى فلسفي عميق لاستكشاف العلاقة التي تربط الطقوس بالممارسات الاعتيادية في الحياة، عندما يقوم الفنان بإعادة تشكيلها والإخلال ببنائها التنظيمي.

ويسعى المعرض إلى استكشاف الأماكن الوسطية التي يلتقي خلالها الماضي بالحاضر، مع إبراز التباين في اهتمامات الأطياف البشرية الواسعة في المجتمع، بين طقوس يمارسها العامة، وأخرى ليست سوى تعبيرات ذاتية عما يدور في النفوس من عادات وسلوكيات، حيث تبدو تلك الطقوس في العديد من الأعمال المعروضة ضمن هذا المعرض متداخلة مع طيف واسع من الممارسات اليومية، التي يؤديها الإنسان خلال فترات الراحة، وتشمل التأمل الروحي، والأنشطة البدنية، والقيام بالأعمال المنزلية.

وتحتضن حديقة مرايا للفنون المعرض الثاني الذي يقام تحت عنوان «المواجهة: الإصغاء إلى المدينة» في الفترة ذاتها، الذي يقام بإشراف القيّمة الدكتورة ألكسندرا ماكليب، ويضم مجموعة من الأعمال الفنية التي تحاول التعمق في النفس البشرية، واستكشاف الطرق التي يتبعها الأفراد للتعبير عن النفس، وبناء مجتمعات جديدة ضمن بيئة مدنية سريعة التغيّر. ويلقي المعرض على الكيفية التي يمكن للصوت، والموسيقى، وأصوات الأحاديث توفير مساحات من الحنين إلى الوطن، والانتماء، والتفكر، من خلال قيام الفنان بتحويل المعاني وتحويرها، وإعادة صياغة تلوث الضجيج الاصطناعي إلى مقاطع صوتية تحفز العواطف والذكريات.

 

 

 

تويتر