شيخ الأزهر: دولة الإمارات تقدمت لأن قادتها يملكون رؤية وهدفا

شيخ الأزهر، أعرب عن شكره وتقديره إلى دولة الإمارات لتكريمه بجائزة الشيخ زايد للشخصية الثقافية. وام

أعرب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف عن شكره وتقديره إلى دولة الإمارات حكومة وشعبا لتكريمه بجائزة الشيخ زايد للشخصية الثقافية للعام الحالي.

وقال فضيلته إن هذا التكريم هو تكريم للتعليم الأزهري الوسطي ومنهج الاعتدال الذي يسير عليه الأزهر الشريف منذ إنشائه وحتى الآن، معرباً عن اعتزازه بهذا الاختيار وعن شكره للقائمين على الجائزة.

وحول لقاء الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع فضيلته بمقر إقامته بقصر الإمارات، عبر فضيلة الإمام الأكبر عن سعادته البالغة بهذه الزيارة التي تجسد قيم احترام العلماء التي زرعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ في أبنائه وشعبه الكريم، لافتاً إلى أن الزيارة كانت ودية وتم خلالها استعراض ومناقشة قضايا الإسلام والمسلمين في الدول العربية والاسلامية.

وأشار فضيلته إلى أن سموه قائد واع ومطلع على كل ما حولنا من قضايا وأحداث عربية وإقليمية.

وقال الدكتور الطيب خلال مؤتمر صحافي عقد بعد ظهر اليوم، في مقر إقامتة بقصر الإمارات، إن جامعة الأزهر تضم نحو 450 ألف طالب من أكثر من 106 دول قدموا من مختلف البلدان والثقافات ليستوعبهم الأزهر الشريف ويعلمهم منهج الوسطية حيث يتميز الأزهر منذ قديم الأزل بتنوع مذاهبه ومصادره وهو ما أعطاه السماحة والوسطية والتيسير فهو الوحيد الذي يربي تلاميذه منذ نعومة أظافرهم على عدم الوقوع في المذهبية المقيتة والالتزام بالوسطية والاعتدال حيث جميع المذاهب والمصادر التي تنصهر في بوتقة الأزهر الشريف لتخرج في وسطية معتدلة.

وعبر فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر عن سعادته بزيارة جامعة زايد ومركز تحفيظ القرآن في ابوظبي لما لمسه من تطور وتوظيف التكنولوجيا لخدمة القرآن والفتوى والمساجد وأمور الحج.

وأشاد فضيلته بمشروع "كلمة" الذي تنفذه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والذي نجح في ترجمة 785 كتابا في مختلف الثقافات وهي خطوة جبارة للتقدم العلمي والثقافي والفكري حيث إن الأمم تتطور سريعا بنقل وتبادل العلوم والمعارف فهي تجربة تغبط عليها دولة الإمارات، مشيرا إلى أن المشروع أسلوب متبع منذ أيام الأندلس حيث ازدهرت الحضارة الإسلامية في ترجمة المعارف والعلوم اليونانية والإغريقية القديمة وتمت الاستفادة منها على أكمل وجه.

وقال إنه لم يكن يظن لدى زيارته لجامعة زايد إن دولة الإمارات تقدمت بهذا القدر الكبير وانها خطت خطوات عظيمة في مختلف المجالات العلمية والحضارية، مشيرا إلى أنه كان مدرسا في مدينة العين قبل 23 سنة وعندما شاهد جامعة زايد وتكامل العلوم والبرامج وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة العلم والطلبة فإنه يمكن القول وبلا مبالغة إنها تسبق الدول العربية وتتفوق على العديد من الدول الأجنبية.

ولفت إلى أن دولة الإمارات تقدمت بهذا الشكل الكبير لأن قادتها يملكون رؤية وهدفا وأنها تعرف ما تريد ولديها عقول تعمل على البناء والتنمية المستدامة وتحقيق الأمن والرفاهية لشعبها الكريم حيث إن الله حباها بالخير الكثير، متوقعا فضيلته أن تشهد الدولة مزيدا من التقدم ليس سنة بعد سنة بل ستكون مرشحة للتقدم يوما بعد يوم.

ونفى فضيلة شيخ الأزهر أن تكون زيارته للإمارات سياسية، وقال "أنا كشيخ للأزهر لا أعرف السياسة لأنني أحمل هموم الأوطان العربية والإسلامية وأحمل رسالة الوحدة بكل الدول ليعم السلام والأمن العالمي".

وحول مشروع انشاء مكتبة للحفاظ على كتب ومخطوطات الأزهر وبدعم من الإمارات، أشار فضيلته إلى أن المشروع سيتم تنفيذه بالفعل حيث تم اختيار الموقع وقطعة الأرض التي سيتم تشييد المبنى عليها وقام وفد من وزارة شؤون الرئاسة في دولة الامارات بمعاينة المكان حيث يجرى اعداد المخطط لتنفيذ المكتبة التي من المقرر أن تضم 50 ألف مخطوط يعود تاريخ بعضها إلى ألف عام.

وقال فضيلة الإمام ردا على سؤال يتعلق بمركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها والذي تلقي دعما سخيا من دولة الإمارات إن المركز متواجد في قلب جامعة الأزهر ويحمل اسم "مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها" يؤدي رسالة نبيلة للإسلام والمسلمين في العالم كله".

تويتر