حضر افتتاحه ‬11 سفيراً إفريقياً.. وغاب عنه وزير الثقافة المصري

«الأقصر السينمائي» ينطلق بمراكب نيلية

انطلق، أول من أمس، مهرجان السينما الإفريقية في مدينة الأقصر بمصر، باحتفالية شعبية خرجت فيها مجموعة مراكب نيلية على ضفاف المدينة، تتوسطها فرق المزمار البلدي والغناء الصعيدي، تزامناً مع مواكب شبابية تحمل عرائس لشخصيات تاريخية إفريقية مثل جمال عبدالناصر ونيلسون مانديلا وكوامي نكروما وهيلاسلاسي، في ساحات معبد الكرنك، فيما شهد المساء عرض فيلم «ساحرة الحروب» من الكونغو، المرشح لجائزة اوسكار احسن فيلم العام الجاري. وشهد افتتاح الفيلم كوكبة من النجوم المصريين، ضمت يسرا ومحمود عبدالعزيز وليلي علوي وخالد صالح ولبلبة وإلهام شاهين وبوسي وممدوح عبدالعليم وفتحي عبدالوهاب ودرة وجيهان فاضل والمخرج خالد يوسف. كما شهده ‬11 سفيراً افريقياً، بينما غاب عنه وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب.

يأتي المهرجان، الذي يقام للمرة الثانية، بلورة لفكرة وزير ثقافة ثورة ‬25 يناير، والناشط السياسي الديمقراطي الدكتور عماد الدين أبوغازي، حيث حمل توجهاً جديداً تجاه إفريقيا، يرتكز على الانفتاح والتفاعل مع ثقافات شعوبها ، وحمل افتتاحه العام الجاري توجهاً للتفاعل مع المجتمع الشعبي، حيث شملت فعالياته اماكن عدة في مدينة الأقصر التاريخية، كما حضر حفل الافتتاح المئات من ابناء المدينة، وكان اللافت وجود اعداد كبيرة من الأطفال بينهم.

جاءت اقامة المهرجان نوعاً من التحدي، بعد ان تعرض لضغوط مالية كادت تتسبب في إلغائه، حيث لم يحصل رئيس المهرجان سيد فؤاد من وزارة الثقافة إلا على ‬200 الف جنيه مصري، فيما كان المطلوب مليوناً و‬700 ألف جنيه، حتى نهاية فبراير الماضي، ما اضطره لعقد مؤتمر صحافي للدعوة لإنقاذ المهرجان، وشن هجوماً على الوزارة ولوّح بالاعتصام، ما حدا بشخصيات فنية ووطنية، عرف منها الفنان خالد صالح ورجل الأعمال حسن راتب، للتدخل وتحمل قدر من تكاليف المهرجان.

ضمت لجنة تحكيم المهرجان، الذي تنظمه جماعة شباب الفنانين المستقلين الفنانة ليلي علوي والمخرج محسن محمد والناقد بيتر روفريك من جنوب افريقيا والمخرج عمر سيسكو من مالي والمخرجة مفيدة الثلاثلي من تونس. وقال سيد فؤاد لـ«الإمارات اليوم»، إن «المشاركة المقررة تشمل ‬37 دولة افريقية، وترتكز فلسفته على اقامة تفاعل ثقافي بين الشعوب التي تجمعها وشائج تاريخية وثيقة». وأكد ان «السودان وجنوب السودان يشاركان في المهرجان، كما تتضمن الفعاليات زيارة إلى ضحايا حادث البالون حيث يصلي الزوار على أرواحهم». وقالت الفنانة ليلي علوي في تصريحات صحافية، ان «اقامة مهرجان الأقصر في هذه الظروف التي تعيشها مصر رسالة إلى العالم بأن المحروسة لاتزال بخير، وانها لاتزال بلد الأمن والاستقرار، كما أن كثافة مشاركة الفنانين دليل على اصرارهم على الوقوف في وجه القوى الظلامية التي تحارب التنوير في مصر». تقدم للمهرجان في دورته الجارية ‬400 فيلم من معظم انحاء العالم، فشاركت افلام من إفريقيا العربية ومن إثيوبيا وأوغندا ونيجريا وزيمبابوي وجنوب إفريقيا ومن المكسيك والولايات المتحدة وكندا ومن فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وبلجيكا والنمسا والبرتغال، من بينها ‬18 فيلماً من ‬15 دولة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة من بينها المصري «الخروج من النهار»، والمغربي «خيول الرب»، و‬29 فيلماً في مسابقة الأفلام القصيرة، وقسم بعنوان «افلام الثورات». وكان جديد المهرجان ترجمة جميع الأفلام المعروضة إلى اللغة العربية، بما سمح بتفاعل قطاعات واسعه من الجمهور مع افلامه، وتضمنه ‬10 ورش، من بينها ورشة للرسوم المتحركة، وأخرى للنقد السينمائي، والبقية لإنتاج افلام الخمس دقائق، التي تصنع وتعرض خلال فترة المهرجان ويشرف عليها المخرج الإثيوبي العالمي هايلي غريما.

تويتر