القاصّ السوري اعتبر أن حقيقته تكمن في نصه الأدبي

أبوشكير: شخصياتي تمثلني

أبوشكير قرأ بعض نصوصه خلال الأمسية. من المصدر

اعترف القاص السوري إسلام أبوشكير بأن كل شخصية كتبها في أي نص يقدمه هي جزء منه وتمثله، بما في ذلك أشد الشخصيات نذالة أو شراً، مضيفاً أن «هذه الكائنات المغرقة في الشر والانحراف والسلبيات هي جزء منا، وفي بعض الأحيان أسمّي الشخصيات التي ارسمها في أعمالي باسمي إمعاناً في الاعتراف بعلاقتها بذاتي، وعندما اكتب عملا أدبيا أكون واعيا لهذه الفكرة وأنني أكتب عن ذاتي، فأنا لست واحداً، ولكنني متعدد، كما شأن كل إنسان، فنحن نحمل في ذواتنا أشخاصا آخرين غيرنا، يجمعون بين مختلف الصفات، فحقيقتي تكمن في النص الأدبي أكثر، وربما تظهر في شخصيتي وكياني الواقعي».

وأشار أبوشكير خلال الأمسية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، مساء أول من أمس، بمقر الاتحاد بالمسرح الوطني، إلى أنه عندما يقرأ كتابات الآخرين يعمد إلى فك الارتباط بين الكاتب والشخصيات التي قدمها في العمل، وهو ما يعرف في النقد الجديد الذي ظهر في النصف الأول من القرن العشرين بـ«مغالطة القصد»، والتي تقوم على الفصل بين الشخصية القصصية والكاتب، فهي شخصية منفصلة عنه ولا تمثله.

واعتبر القاص السوري انه غير معني بتقديم شهادة حول تجربته السردية؛ إذ لا يعتبر نفسه صاحب تجربة بالمعنى الحقيقي، لكن هو كاتب لديه فكرة او مشروع مازال يعمل عليه ولم يكتمل بعد، ولكنه يسعى لإكماله في يوم من الأيام.

وعن حضور سورية في كتاباته؛ أكد أنه لا يستطيع ان يتحرر منها «فحتى عامين ماضيين لم أكن معنياً على الإطلاق بالشأن السياسي، وكنت أكره الأدب السياسي، ولذا أعتبر أن ما حدث في سورية زلزالاً، لأنه يعيد تشكيل وعي الإنسان وعلاقته بالوطن، ويكشف ان الهروب من الارتباط بالوطن والانتماء إليه هي مجرد خديعة ولعبة لابد ان تنكشف».

وتحفظ أبوشكير خلال الأمسية التي قدمها مصطفي عنتيلي، وحضرها أعضاء نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة، على ما اسماه «النص العابر للأجناس أو العائم»، مرجعاً ذلك إلى ان كثيراً من المبدعين يلجأون إليه للتهرب من المقتضيات الفنية للكتابة الأدبية، والمعايير العامة التي تخضع لها فكرة الفن، وفي كثير من الأحيان تأتي النصوص لا علاقة لها بمعايير الفن. وأضاف «بطبيعتي أميل إلى التجنيس في قراءاتي، وأقرأ النص الأدبي سواء كسرد أو شعر أو مسرح، وفي الوقت نفسه لا أصادر حق المبدع في أن يكتب ما يشاء ويتمرد كما يشاء».

وفي تصنيفه لكتاباته؛ قال «ما قدمته يدخل في إطار القصة، حتى النصوص القصيرة التي يمكن أن تقودنا لعالم الشعر تعتمد السردية، ولا تخلو من الشعرية، فأنا أهتم بشعرية الموقف لا الشعرية التي تعتمد على اللفظ والتراكيب والصور، وبهذا أدعي انني أحافظ على خصوصية الفن السردي».

وحول ثيمة «الموت» التي تكررت بإلحاح في القصص والمقاطع التي قرأها خلال الأمسية؛ ذكر أبوشكير انها ليست جديدة على كتاباته، ولا علاقة لها بما يحدث في سورية «فمجموعتي الأولى تضمنت قصة بعنوان (موت) كتبتها عام ‬1991، لا أستطيع ان أفسر لماذا تستهويني هذه الأجواء، لكنه عالم يعطي مساحة للتخييل وبناء عالم قصصي خاص، فهي ليست طارئة على ما أكتب».

واستطرد أبوشكير «أميل لفكرة تقديم نص مشغول بحس المبدع ووعي الناقد والإنسان الحريص على تقديم نص متكامل، ولا أفعل هذا عن قصد، ولكنه مثل من يقود دراجة بمهارة، فهو لا يفكر في كيفية تحريك ساقيه أو يديه، ولكن يأتي الأمر بالممارسة»، لافتاً إلى انه مغرم باللغة البسيطة، لغة الحياة اليومية، وتظل التراكيب في كتاباته لا علاقة لها باللغة بقدر ارتباطها بالحالة والقدرة على إشعال خيال المتلقي.

وخلال الأمسية قرأ إسلام أبوشكير بعض نصوص كتبها في مرحلة ما بعد «الزلزال غير المتوقع الذي أصاب سورية، وقد تجدون فيها شيئاً من سورية، أو مني أو من الحب»، بحسب ما أشار. ومن بين ما قرأه ثلاثة نصوص يجمعها عنوان واحد هو «جثتي الجافة كقطعة حطب»، وهي «مجزرة عائلية»، و«رحلة»، و«الحافلة». كما قرأ نصوصاً ومقاطع أخرى.

تويتر