مؤلفات وأزمات

«نقد الخطاب».. ذروة أزمة نصر حامد مع الرقابة

أشعلت كتب عدة للراحل الدكتور نصر حامد أبو زيد (‬1943 ـ ‬2010) جدلاً كبيراً حولها، ولعل من أكثرها شهرة ما جرى مع كتابه المعروف «نقد الخطاب الديني»، في مطلع التسعينات من القرن الماضي في مصر.

تسببت الأزمة المثارة حول «نقد الخطاب الديني» في الهجوم على الراحل نصر حامد أبوزيد، واتهامه بـ«الردة»، ووصل الأمر الى حد صدور حكم بالتفريق ما بين الرجل وزوجته، ما اضطرهما الى ترك مصر، والإقامة في هولندا، هرباً من ذلك المناخ.

تعود بدايات أزمة الكتاب تحديداً الى عام ‬1993، حينما تقدم نصر حامد أبوزيد بعدد من مؤلفاته الأكاديمية، للترقية من درجة استاذ مساعد الى درجة استاذ، لكن اللجنة رفضت منح الكاتب الأستاذية، معللة ذلك بما يحتويه كتاب «نقد الخطاب الديني»، على وجه الخصوص من آراء، واتهم أحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن كتابة تقرير حول الكتاب، المؤلف بـ«الجهل والافتراء على الإسلام».

لم تتوقف أزمة الكتاب عند مجرد رفض الترقية، بل دخلت فصولها إلى أروقة المحاكم، اذ رفعت دعوى ضد حامد أبوزيد، للتفريق بينه وبين زوجته، وبالفعل خرج الحكم صادماً لمثقفين وكتاب حينها في مصر، إذ قضت المحكمة بالتفريق بين الزوجين «نظراً لارتداد الكاتب، بسبب إساءته للإسلام».

أثار ذلك الحكم كثيرين، وندد كتاب ومبدعون به، لكن أبوزيد آثر الابتعاد، واستقر في هولندا استاذاً في إحدى جامعاتها، ورغم ذلك لم يسلم من الانتقاد والهجوم.

يشار إلى أن صاحب «نقد الخطاب الديني» شدد في كتابه على أن «الدين يجب أن يكون عنصراً أساسياً في أي مشروع للنهضة»، مشيراً الى أن تحليلاته إنما تنصرف الى الفكر والآراء، مناقشاً أصحاب قراءات معينة للنصوص، رآها الراحل تحمل القبول والرفض.

تويتر