مؤلفات وأزمات

«أنا أحيا» تثير جدلاً

أثارت رواية «أنا أحيا» للكاتبة للبنانية ليلى بعلبكي، جدلا كبيرا، بعد صدورها في نهاية الخمسينات من القرن الماضي. فبينما احتفى نقاد بالرواية، التي ظهرت تحديداً في عام ،1958 وبشرّت بصدورها مجلة «شعر» الشهيرة، مشيرين إلى جرأة الكاتبة الشابة التي منحت الساحة الأدبية صوتاً مختلفاً، اعتبر نقاد آخرون أن الرواية «فضائحية» وتنتمي إلى الأدب المكشوف، وتحفل بصراخ غير مبرر.

لم تتراجع ليلى بعلبكي عن مسارها، إذ واصلت الكتابة ورفدت الساحة الثقافية برواية ثانية بعنوان «الآلهة الممسوخة»، وكانت تعني بهم النقاد الذين شنوا حملة على باكورة نتاجها «أنا أحيا»، لكن أتت «الآلهة الممسوخة» أقل فنياً من سابقتها.

وظلت ليلى بعلبكي مثيرة للجدل سنوات، لاسيما بعدما أصدرت مجموعتها القصصية «سفينة حنان الى القمر»، في عام ،1964 إذ تطور الأمر ومنعت المجموعة التي صنفت هي الأخرى بأنها «فضائحية»، بل وأحيلت إلى المحاكمة، ومنعت فترة ثم أفرج عنها في ما بعد.

وقال الراحل أنيس منصور عن الرواية «عندما قرأت رواية (أنا أحيا) لليلى بعلبكي تمنيت أن تكون أقصر، أما الذي هزني وأدهشني وأزعجني فهذه العبارات النابية والكلمات البذيئة على لسان البطلة، وهي تشتم أباها وأمها، ورأينا في ذلك الوقت أن هذا خروج وأن الخروج هو بداية الحرية، وأن الحرية لها أنياب وأظافر، وأن فلسفة المرأة الجديدة هي المخالب والأنياب تمزق بها ملابس الرجل وظلمه وخداعه، وهذا هو الجديد»، مضيفاً في إحدى مقالاته بجريدة «الشرق الأوسط»: «كانت ليلى بعلبكي، من دون حياء، تبصق في وجه والدها، أي في وجه المجتمع وكل ما هو كبير، فهذه ثورة النساء على الرجال، وقبل ذلك كنا نرى أن البطلة نورا في مسرحية (بيت الدمى) للأديب النرويجي ابسن، غضبت من زوجها وثارت عليه وأغلقت الباب في وجه الزوج وفي وجه القرن التاسع عشر كله، أما ليلى بعلبكي فقد بصقت على القرن العشرين، وهي لم تسمع التصفيق الحار لها في كل مكان، ولم تكن لليلى بعلبكي رسالة أبعد من ذلك، فقد جاءت روايتها الأولى خلاصة ما لديها، فقالت كلمتها واختفت زوجة في أحضان رجل إنجليزي».

تويتر