مؤلفات وأزمات

«البيضاء» تستعدي «الرفاق»

غلاف رواية «البيضاء». أرشيفية

بروايته «البيضاء» أثار الراحل الدكتور يوسف إدريس الكثير من الجدل، إذ اعتبرها نقاد «سقطة مبدع»، وشن مثقفون ينتمون إلى تيار اليسار حملة على إدريس بسبب الرواية التي نشرت في حلقات في نهاية خمسينات القرن الماضي، ثم رأت النور كعمل متكامل بعد ذلك بسنوات، وأثيرت حولها ضجة كبرى وصلت إلى تخوين يوسف إدريس واتهامه بمغازلة النظام والسلطة في مصر حينها.

واعترف إدريس (1927 ــ 1991) في إحدى شهاداته عن «البيضاء» أن كتابته لها جاءت بعد الصدمة التي تعرض لها، واكتشافه الكثير عن قيادات التيار اليساري، وقال: «كنت أريد أن أكتب تاريخ هذه الفترة من حياتي؛ لأن أحد الإحباطات الكبرى التي حدثت لي عندما دخلت السجن لأني كنت أعتنق الشيوعية، وكنت على استعداد للموت في سبيلها، ورأيت تصرفات الكبار والزعماء، وكنت قبل ذلك سافرت إلى بلاد الديمقراطيات الشعبية. اكتشفت أن هناك اختلافاً كبيراً جداً بين القول والفعل، وبين النظرية والتطبيق، حدث لي نوع من خيبة الأمل، بل كفرت بالشيوعية الستالينية...».

وأشار الناقد المصري الدكتور خيري دومة،إلى أن «البيضاء» هوجمت «سياسيا وفنيا»، مضيفاً أن نقاداً «عدوها رواية ضعيفة فنيا، نتج ضعفها عن محاولة تبرير كاذب، كما رأي سامي خشبة، أو عن أزمة ضمير وعلاقة الكاتب الملتبسة بأمه، كما رأي فاروق عبدالقادر، أو عن تحكيم وجهة نظر أحادية وجماليات انفصام، كما رأت أمينة رشيد. وكان فاروق عبدالقادر أكثر هؤلاء النقاد حدة ودأباً في الهجوم على الرواية وصاحبها كلما أعيد نشرها». فيما حاول خيري دومة إنصاف الروائي الراحل، لافتاً إلى أن «البيضاء» قد واجهت حملات غير مبررة أحياناً، خصوصا في ما يتعلق بسياق التخوين، واعتبار إدريس خائناً للرفاق اليساريين، وباحثاً عن مصالحة مع السلطة. وتدور «البيضاء» حول الطبيب الشاب يحيى الذي ارتبط بامرأة يونانية، وتحاول الرواية مناقشة العلاقة بين الشرق والغرب، وكذلك مسألة الهوية بكل تعقيداتها.

تويتر