مؤلفات وأزمات

مذكرات عبدالرحمن بدوي.. لا نجاة لأحد

عبدالرحمن بدوي. أرشيفية

غالباً ما تثير كتب السيرة الذاتية بعض المتاعب على أصحابها، لاسيما إذا تمتع صاحب السيرة بقدر كبير من البوح، وترك العنان لقلمه للتصريح بآرائه في الذات وفي الآخر، كما صنع الدكتور الراحل عبدالرحمن بدوي في مذكراته «سيرة حياتي» التي صدمت الكثيرين، نتيجة آراء بدوي في سياسيين وأدباء ومثقفين كانوا ملء العين والبصر.

رأت مذكرات عبدالرحمن بدوي النور في عام ،2000 ونشرت في جزأين كبيرين، وهاجم فيها بدوي الذي كان يقيم حينها في عزلة مهجره بباريس، هاجم كثيراً من الرموز في مصر والعالم العربي، ولم يسلم من نقده إلا القليل من المثقفين والسياسيين.

فالرئيس الراحل جمال عبدالناصر من وجهة نظر عبدالرحمن بدوي متهم بالعمالة، وساعٍ للشهرة على حساب شعبه، ولذا أمم قناة السويس، وقام بالعديد من المواقف الاستعراضية. وانتقد بدوي بشدة الجو الأمني الذي سيطر على الجامعة خلال الفترة الناصرية التي يصفها بدوي بفترة «الظلم والظلام»، مشيرا إلى تورط بعض أساتذة الجامعات في كتابة التقارير، والتعاون مع الجهاز القمعي في تلك المرحلة التي دفعت بدوي إلى ترك مصر، والانتقال ما بين أكثر من عاصمة عربية وغير عربية. وذكر بدوي أن الجنازة التاريخية لعبدالناصر تعد أمراً عاديا «لا يمت بصلة إلى وجود علاقة حب بين المصريين وعبدالناصر»، معتبرا أن «هذه هي طبيعة شعب هوايته المشي في الجنازات». كما هاجم بدوي أيضا عميد الأدب العربي الراحل طه حسين، وعباس محمود العقاد، والدكتور زكي نجيب محمود، وغيرهم كثيرون على مدار المذكرات التي وصلت إلى نحو 1000 صفحة.

يذكر أن عبدالرحمن بدوي يعد من أبرز الكتاب والمفكرين العرب في القرن العشرين، وأغزرهم إنتاجاً، إذ تخطى نتاجه حاجز الـ100 كتاب، تتوزع ما بين التأليف والترجمة والتحقيق والإبداع أيضاً، وعده البعض أول فيلسوف وجودي مصري، ورحل عام .2002

تويتر