تضامناً مع قضية الأسرى الفلسطينيين وإضرابهم عن الطعام

فنانون في معركة الأمعاء الخاوية

تجاوب من الشباب العربي مع الأسرى الفلسطينيين. الإمارات اليوم

دخل فنانون عرب على خط معركة الأمعاء الخاوية تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، فالفنان لا يقتصر دوره على أداء مشهد أمام كاميرا تلفزيونية أو سينمائية أو تسجيل أغنية، ولا يتحدد دوره امام رسم لوحته وبث الالوان فيها، لأنه في نهاية المطاف يأخذ كل هذا من نبض الشارع ومن همومه، خصوصاً إذا كان الهم متعلقاً بقضايا إنسانية حول العالم وآخرها والأكثر حداثة هي قضية الاسرى الفلسطينيين والعرب المضربين عن الطعام منذ اكثر من 77 يوماً في سجون الاحتلال الاسرائيلي، حتى إن البعض منهم حياته معرضة للخطر أو الموت، وفي الاردن الاقرب جغرافياً الى فلسطين والتي يوجد لديها 22 أسيراً اردنياً في سجون الاحتلال، أبى عدد من الفنانين إلا ان يكونوا جزءاً من الدعم العاطفي والعملي، فبعضهم قرر إضرابه عن الطعام ليعيش حالة الاسرى بكل معانيها، والبعض الآخر أعلن تضامنه في خيمة نصبت في العاصمة الاردنية عمان كرسالة واضحة للمسؤولين المعنيين أن الاسرى الفلسطينيين والعرب لا يعيشون وحدهم، وهمهم من همهم، وأن الفنان لا يعيش بمعزل عن القضايا العادلة

الفنان المسرحي غنام غنام المقيم في الإمارات قال «لا مكان للكومبارس الصامت في هذا المشهد البطولي»، وأضاف «لكل إنسان في موقعه أدوات نضالية تختلف في نوعها وموقعها وتأتلف مع أدوات نضالية يملكها آخرون، واختلافها يثري المشهد النضالي ويمنحه قوة تأثير أكبر، والفنان واحد من أبناء شعبه، يمتلك موقع تأثير مهماً وفاعلا، ويمتلك أدوات أعلى صوتاً وأجلى صورة، من هنا تأتي أهمية موقفه، وليس هناك ما يقال أكثر عن اهمية الدور النضالي للفنان أو الموقف الفكري و الأدبي»، وأشار غنام إلى أن «أمتنا بمخاضات تاريخية ويمر شعبنا الفلسطيني بمحن قاسية تكشف عن جوهر الإباء والصمود لدى شعبنا المناضل، فالأسرى في سجون الاحتلال يخوضون بسلاحهم (الإضراب عن الطعام) المعركة ويقفون في مقدمة المضحين مجدداً كما كانوا خارج السجن، الفنان عليه أن يعلن الموقف الأخلاقي والإنساني والأدبي مما يحدث ويجري، يجب أن يكون مع نبض شعبه ومصلحة وطنه وأمته، وهو القادر على التعبير عن ذلك بصورة تخلد اللحظة والموقف وتسجل التاريخ. الفنان روح زمنه وأمته وهو مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بوضوح الموقف ورقي المنتج النضالي، عليه أن يكون ممثلاً كبيراً لقضية كبيرة، فلم يعد هناك مجال لكومبارس صامتٍ في المشهد البطولي الذي يرسمه الأسرى الأشاوس كطليعة نضالية».

الفنانة الأردنية جولييت عواد المتضامنة مع الاسرى والتي تزور خيمة الاعتصام بشكل يومي قالت «هذا القليل القليل الذي نفعله، ليس باليد حيلة، واذا كان هناك مجال أكبر أو أساليب أخرى نستطيع أن نخفف عنهم هذه الأعباء لكنا فعلناها، متسائلة: أين شعار الانسان أغلى ما يملك».

الفنانة السورية أناهيد فياض، المقيمة في الأردن، أعلنت اضرابها عن الطعام وتضامنها مع الاسرى كردة فعل عن التعبير عن رأيها في ما يحدث حولها من قضايا إنسانية يجب الوقوف الى جانبها، وقالت «ليس لأنني من اصول فلسطينية، وليس لأنني فنانة، فأنا انسانة قبل كل شي»، وأضافت «ضمن تضامننا مع اسرى الاحتلال في معركة الامعاء الخاوية أنا أعلنت اضرابي عن الطعام، فهم قدموا الكثير لنا ودفعوا ثمناً غالياً من أجل الوطن ومن أجل حريتنا، ويجب علينا نحن الذين نعيش خارج السجون أن يكون لنا الدور».

وقالت الفنانة الفلسطينية ريم البنا، الموجودة حاليا في برشلونة بعد إحيائها حفلا بمناسبة ذكرى النكبة «لا يمكن إلا أن أكون متضامنة معهم، ومع قضيتهم، إلى أن يحققوا النصر». البنا التي كان لها تجربة سابقة في الاضراب عن الطعام تضامناً مع الاسرى، اعتبرت أن «الموضوع ليس سهلاً، هو العلاقة التي تبنى بين العقل والجسد لأجل الحرية والكرامة، يبدأ كأنه شيء غريب على الجسم، وكل يوم يتفاقم، وكل يوم تشعر بأن روحك اقتربت من الخروج من الجسد»، مؤكدة أن «إضراب الاسرى قضية يجب أن يقف العالم كله إنسانياً معها». الفنان الاردني أحمد سرور من مسرح «الشارع» أعلن عن اضرابه عن الطعام من خلال فيديو تصويري صرح فيه بتضامنه مع الاسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، منشاداً الهيئات المختصة بالوقوف الى جانب هذه القضية الانسانية، وقال مقتبساً مقطعاً من أغنية سميح شقير «إن عشت فعش حراً أو مت كالأشجار وقوفاً»، وقال موجهاً رسالة الى الفنانين العرب «أتمنى ان يأخذ كل فنان موقفاً الى جانب هذه القضية والقضايا العادلة الأخرى، نحن نتاج الشارع وهمومه، ويجب علينا أن ننحاز للقضايا الانسانية والعادلة»، مشيراً إلى أن فنانين أردنيين زاروا خيمة الاعتصام، وأضاف «من لديه شعبية أكثر سيؤثر في جمهوره بطريقة أكبر».

تويتر