نظمتها مؤسسة الشارقة للفنون تحت عنوان «اترك بصمتك»

5 ورش فنية تثير خيال المشاركين

صورة

استقطبت خمس ورش فنية جمهوراً كبيراً من مختلف الاجيال، في منطقة الفنون بالشارقة، التي تحولت الى «خلية ابداع وافكار»، اذ اقيمت الورش في يوم واحد، وتفاعل معها المشاركون الذين عبر كل منهم عن فكرة تراوده، وتعرفوا الى طرائق متنوعة في كل ورشة، سواء في ما يتعلق بالتقنيات أو استخدام مواد متنوعة أو طرح أفكار جديدة. وأثارت الورش، التي اشرف عليها فنانون محترفون وأساتذة فنون من الجامعة الأميركية في الشارقة، خيال المشاركين من اطفال وكبار وامهات وآباء.

تاريخ فن «أوريغامي»

«أوريغامي» واحد من أجمل الفنون الشعبية اليابانية، وجزء من الثقافة منذ مئات السنين، واللفظ مشتق من اليابانية: «أوري» بمعنى «طي»، و«غامي» بمعنى «ورق». وتكون عملية الطي بأخذ ورقة مربعة الشكل وطيها مرات عدة فتنتج عن العملية أشكال منوعة طبيعية وهندسية في اوضاع تتصف بالبساطة والغرابة والجمال.

ويُعتقد أن هذا الفن بدأ في العصور البعيدة منذ اكتشاف الورق وانتشاره. وفي عهد هييان (794-1185) انتشر استخدام الورق في لف الرسائل والهدايا بشكل جميل. وفي فترة إيدو (1603-1868) أصبح هذا الفن منتشراً في كل أنحاء اليابان. وفي عهد مييجي (1868-1912) أصبح هذا الفن يعلم في المدارس الابتدائية.

ويرمز كل شكل إلى معنى معين، فيرمز الضفدع الى الخصب والحب، ويرمز طائر الكركي إلى الحياة الطويلة. كما يعد الفن الأوريغامي التقليدي، الذي تمت ممارسته في الفترة من 1603- 1867 والملقب بعصر «إيدو»، أقل صرامة في قوانينه من الفن الأوريغامي الحديث، وعادة ما يتم استخدام الورق المربع الشكل وتحمل أطرافه ألواناً أو زخارف. ووجد فن الطي مهارة تقليدية في الحتفالاتا اليابانية منذ عصر الهايان (794-1185م). ويُذكر أن الجنود اليابانيين كانوا يتبادلون الهدايا بينهم، مزيّنة بالأشكال المصنوعة من الأوريغامي. ومثّل الفنانون أكيرا يوشيزاوا، وكوشو يوجياما وآخرون ثورة كبيرة في الفن الأوريغامي.

وزاد الاهتمام بالقيمة التربوية لهذا الفن وسيلة لتربية العقل المبتكر. كما دخل حديثاً في دائرة الضوء ميدان جديد من ميادين الفنون الجميلة. وتبقى الجمالية المرجوّة وتخليقها هما الهدف، إضافة إلى الصبر في العمل من خلال العلاقات بين السطوح والخطوط التي يُكونها الورق بعد طيه وفق قواعد معينة لإعطاء عمل فني يؤكد الجمال التكويني للأسطح الورقية على اختلاف مساحاتها وسماكاتها، سواء كان الموضوع أو الشكل واقعياً أو رمزياً أو تجريدياً.

ومن التصوير الفوتوغرافي وفنون التوليف (كولاج)، ولف الورق والحكواتي والكتابة الإبداعية والرسم إلى فن «أوريغامي» الياباني، ترك كل مشارك «بصمته»، وفق عنوان الورش «اترك بصمتك»، الذي يؤكد الأثر الجمالي الذي يواصل الحياة، وارتباطه بالتعبير الانساني.

وفي يوم حافل من الورش المتنوعة والأنشطة الإبداعية والتعليمية، شهدت منطقة الفنون بالشارقة، أول من أمس، حضوراً لافتاً للأطفال والطلبة والأهالي ضمن برنامج الورش في مؤسسة الشارقة للفنون التي حققت تفاعلاً واهتماماً واسعين. ونظمت المؤسسة الورش تحت عنوان «اترك بصمتك» ضمن سعيها لإقامة الأنشطة التفاعلية مع الأطفال والناشئة.

وذكرت الفنانة ابتسام عبدالعزيز في إطار ورشة «التصوير الفوتوغرافي والكولاج» التي أشرفت عليها، أن فكرتها تتلخص في التعامل مع أطفال من عمر ثماني سنوات فما فوق، بحيث يستطيعون التعامل مع الأدوات والخامات في التعبير عن أفكارهم، وتم أخذهم في جولة إلى معرض «ساحل الإمارات» في مبنى المقتنيات للفنان زياد عنتر، وجولة في منطقة الفنون يلتقطون فيها صوراً فوتوغرافية ويقومون بطباعتها في ما بعد، ومعالجتها وتوليفها بقماش ومواد متنوعة لابتكار صورة خاصة لكل طفل عن الساحل وفق ما يتخيله.

واهتمت ورشة «الحكواتي» التي أشرف عليها الفنان ناصر نصرالله والمخرجة ريم فلكناز، بإطلاق العنان لمخيلة المشاركين من الأطفال والناشئة وتشجيعهم على ابتكار قصص خاصة بهم، والقيام بأداء لدور الأبطال في قصصهم التي بنيت حول عناصر واشياء من حياتهم اليومية، وتمت استضافة تلك الورشة في بيت الشامسي، وراوحت أعمار المشاركين من 10 سنوات فما فوق.

أما ورشة «فن لفّ الورق» التي أقيمت في الساحة المقابلة لمتحف الشارقة للفنون، فأشرفت عليها الفنانة هيتش كانوار، وأتاحت للمشاركين فرصة التعرف الى فن لف الورق وتعلّم تقنيات لف الورق، وكيفية تشكيل شرائط ورقية لإنشاء وابتكار العديد من الأشكال والنماذج. وراوحت أعمار المشاركين من سبع سنوات فما فوق.

وحققت ورشة «اوريغامي» التي أشرفت عليها الفنانة ريم العودة تفاعلاً كبيراً من قبل المشاركين، وجرى تنفيذ العديد من الأشكال والنماذج من الورق المقوى. ويعد الياباني أكيرا يوشيزاوا رائد فن «اوريغامي»، ويلقب بـ«أبو فن الأوريغامي الحديث»، إذ أدخل تقنيات وأفكاراً جديدة، تجمع بين آلية طيّ الاوراق وبين الجمال الفني للنحت، ويمكّن من ابداع أكثر من 50 ألف شكل فني جديد.

وكان يوشيزاوا أوضح أن «اوريغامي» ليس مجرد هواية للأطفال فحسب، بل انه فن مركب ومعقد، اذ يقوم على تحويل ورقة عادية إلى عمل فني بارع الجمال.

ويعتبر «اوريغامي» فناً يابانيا تقليديا لطي الورق، منذ القرن السابع عشر الميلادي، وبدأ بالانتشار في أنحاء العالم قبل أن يتحول إلى شكل من أشكال الفن الحديث. ويقوم هذا الفن على اساس تحويل الورق المسطح من خلال تقنيات الطي إلى شكل ثلاثي الأبعاد له، عادة ما يشبه كائنا ما أو حالة عامة. وهناك فرع من «اوريغامي» يسمى «كيريغامي» يقوم على طي الورق مع استخدام الصمغ والمقص لصنع الشكل الفني.

أما الورش المتعلقة بطلبة الجامعات التي أشرف عليها اساتذة من الجامعة الأميركية في الشارقة، فشهدت بدورها تفاعلاً مع معارض مؤسسة الشارقة للفنون، وقام بريان دوغان بدعوة طلابه إلى معرض «ماذا عليّ أن أفعل لأحيا في حياتك؟»المقام في بيت السركال، للاطلاع على الأعمال المشاركة في المعرض، ثم القيام برسم أعمال فنية مستلهمة من تلك الأعمال وفق تصوراتهم ورؤاهم الخاصة. وشهدت ورشة «الرسم والتلوين» التي أشرف عليها الأستاذ في الجامعة الأميركية دافيد هيوبت إنجاز أعمال فنية تمت المشاركة بإنتاجها بشكل ثنائي يجمع طلبة الجامعة مع مشاركين آخرين، في محاولة لإقامة حوار حول القيود التي تفرضها المشاركة الثنائية في إنتاج عمل واحد، واستكشاف العمل الفني غير المتوقع الذي يمكن أن ينتج عن هذا التفاعل.

وأخيراً كانت ورشة «الكتابة الإبداعية» في بيت السركال، التي اشرف عليها نيك كارافاتوس من الجامعة الأميركية في الشارقة، بمثابة فرصة لتحويل الدراسة النظرية إلى تطبيق عملي من خلال مقاربة الأعمال المشاركة في معرض «ماذا علي أن أفعل لأحيا في حياتك؟» إبداعياً ونقدياً، بحيث تعكس الكتابات تصورات المشاركين وقراءاتهم لتلك الأعمال.

تويتر