3 أعمال اكتسحت جوائز «أيام الشارقة»

لجنة التحكيم لمسرحيين: اضبطوا «لغتــكم»

مشهد من مسرحية «أمس البارحة» التي عرضت خلال المهرجان. تصوير: أشوك فيرما

المصدر:
  • سوزان العامري - الشارقة
التاريخ:

بتوصيات متواضعة، تشدّد على «ضبط اللغة»، وجوائز انحصرت في ثلاثة أعمال مشاركة ضمن مسابقة مهرجان أيام الشارقة المسرحية، اختتمت فعاليات المهرجان أول من أمس. إذ خلص تقرير لجنة تحكيم العروض المشاركة في مسابقة أيام الشارقة المسرحية، البالغ عددها تسعة أعمال، إلى وجود تفاوت واضح في مستويات الأعمال المسرحية المقدمة، من حيث الأداء المسرحي، والإخراج، ومعالجة النص.

إخراج متميز

قال الفنان الشاب مروان عبدالله، الحاصل على جائزتين، هما أفضل ممثل، دور ثانٍ وأفضل اخراج مسرحي، لـ«الإمارات اليوم» إن «مشاركتي في اخراج عمل مسرحي تعد الأولى في (أيام الشارقة المسرحية)، وأنا سعيد لهذه التجربة التي حتى لو لم تتوج بجائزة يكفيني الثناء والمدح والنقد الإيجابي الذي تلقيته شخصياً من الجمهور الحاضر لمسرحية (ألف ليلة وديك) إضافة إلى نقاد ومسرحيين أشادوا بإخراج العمل»، مضيفاً ان «(ألف ليلة وديك) كان حاضراً منذ العام الماضي إلا أني فضلت عدم المشاركة به إلا في الدورة الحالية، لأن الرؤية الاخراجية لم تكن واضحة أو حتى مكتملة الملامح، وأعتقد أن التأخير جاء من نصيب العمل».

وتابع صالح «كنت أخشى أن تعامل تجربتي الإخراجية على انها تجربة شبابية، وليست احترافية، إلا أن الجائزة بددت كل الشكوك، وإن كنت اتوقع أن تحصل المسرحية على جائزة، ولكن أن تكون جائزة الإخراج فهذا ما لم أكن اتوقعه».

وأوصت لجنة التحكيم بثلاث توصيات أساسية للارتقاء بمستوى الأعمال المسرحية والمشاركات في الدورات المقبلة، منها الاهتمام بالإلقاء المسرحي، وتطوير الأداء لدى الممثلين على خشبة المسرح، من خلال اقامة ورش عمل ودورات تدريبية في هذا المجال، كما شددت اللجنة على مسألة الاستعانة بمراجعين ومدققين لغويين قبل تقديم العرض المسرحي، لاسيما في وجود تدن في مستوى التدقيق على اللغة العربية الفصحى في الأعمال.

كما شددت لجنة تحكيم العروض على ضرورة الابتعاد عن الكلمات التي لا تستقيم مع المستوى المطلوب، والتي وردت في بعض النصوص. وكانت بعض الأعمال المشاركة في المهرجان، قد شهدت خروجاً عن النص المكتوب، وارتجالاً في الأداء الذي قدم على خشبة المسرح بطريقة تختلف عن التي تم عرضها أمام لجنة انتقاء العروض للمشاركة في مسابقة «الأيام»، إذ لم تخل نصوص من مفردات وعبارات جنسية وإيحاءات لا تليق بالمسرح الإماراتي، فضلاً عن اعتماد بعض الممثلين على اسلوب التجريح والاستخفاف بزملائهم الفنانين، كما ذكر نقاد ومتابعون.

تقييم

وصف رئيس لجنة تحكيم العروض، فرحان بلبل، «أيام الشارقة المسرحية» بأنه أحد المهرجانات المهمة في الوطن العربي، معتبراً أن الأعمال التي قدمت تعد إجمالاً جيدة، وتسهم في رفع مستوى المسرح في الإمارات، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم» أن «الأعمال الفائزة تم اختيارها بإجماع من أعضاء لجنة التحكيم»، لافتاً إلى أن «لجنة التحكيم كانت تجتمع مرتين لتقييم كل عمل مسرحي على حدة، إذ يتم التشاور بيننا للوقوف على كل تفاصيل العمل من أداء للممثلين ونص مكتوب ومعالجة لذلك النص واخراج العمل والمؤثرات الصوتية والضوئية إضافة إلى اخراج العمل، ومن ثم اجراء تقييم شامل للعمل».

وحول التوصيات التي خلص إليها تقرير لجنة التحكيم، وتحديداً موضوع الارتجال والخروج عن النص والإسفاف، إضافة إلى النصوص التي تحمل عبارات بذيئة ومفردات ذات إيحاءات جنسية، علق بلبل إن «التوصيات ألمحت في بندها الثاني إلى مسألة الألفاظ والكلمات التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب، والمسرحيون لا ينقصهم الفهم لمعرفة المقصود من هذه التوصية، خصوصاً أن لجنة التحكيم ليست وصية على المسرحيين إنما يكفي التلميح بالشيء ليفهم القصد منه».

فائزون

«من هب ودب».. الجرأة السبب

عزا رئيس اللجنة الفنية في مسرح رأس الخيمة الوطني، فيصل ثاني، عدم حصول مسرحية «من هب ودب» على أي جائزة، إلى الجرأة في طرح موضوع حقيقة المسرح، ومن بات يقتحمه ليقدم عروضاً لا تليق بالمستوى المطلوب، لاسيما في وجود ذلك الخيط الرفيع الفاصل بين المصالح الشخصية وموهبة وقدرات المسرحيين التي لم تعد مقياساً أو شرطاً أساسياً في المسرح العربي.

وقال ان «المسرحية كشفت مشكلات ومعوقات مرتبطة بالمسرح ومن صاروا جزءاً منه، في محاولة للارتقاء بالفن المسرحي والتخلص من كل الثغرات التي تجعل منه عرضة لكل من هب ودب، الأمر الذي لم يتفهمه الكثير»، مضيفاً «توقعت ان يحصل الفنان سعيد عبيد على جائزة لجنة تحكيم العروض ضمن فئة أفضل ممثل في دور أول، وعلى الرغم من ذلك نحن سعداء بالتجربة التي كشفت كثيراً من الحقائق التي كانت مستورة».

انحصرت جوائز مسابقة مهرجان أيام الشارقة المسرحية، على ثلاث مسرحيات، إذ حصدت بمعدل ست جوائز لمسرحية «صهيل الطين» لفرقة مسرح الشارقة الوطني، منها جائزة أفضل مؤثرات صوتية موسيقية للفنان ابراهيم الأميري، وأفضل إضاءة للفنان علي البارود، وأفضل ديكور للفنان محمد العامري، وأفضل ممثل في دور أول للفنان أحمد الجسمي، وأفضل تأليف للكاتب اسماعيل عبدالله، وأفضل عمل متكامل. وحازت مسرحية «زهرة مهرة» لفرقة مسرح عجمان، أربع جوائز، منها أفضل ممثل دور ثانٍ للفنان مروان عبدالله، وأفضل ممثل دور أول للفنان ابراهيم سالم، والفنان جمال السميطي، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

وفازت مسرحية «ألف ليلة وديك» لفرقة مسرح دبي الأهلي، بثلاث جوائز منها جائزة أفضل ممثلة واعدة للفنانة نصرى المعمري، وأفضل ممثلة دور أول وحصلت عليها الفنانة بدور محمد، وأفضل اخراج مسرحي للمخرج الشاب مروان عبدالله. فيما فازت مسرحية «النطاح» لفرقة مسرح دبا الحصن بجائزتي أفضل ممثل واعد لكل من الطفل أحمد الجرن والطفل عبدالله نبيل، فيما حصلت مسرحية «الولادة» لفرقة جمعية حتا للثقافة والفنون والتراث، على جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ للفنانة أشواق، كما نالت الفنانة فاطمة جاسم عن مسرحية «بهلول» لفرقة مسرح بني ياس، جائزة أفضل ممثلة في دور أول، وحصلت الفنانة آلاء شاكر عن دورها في مسرحية «أمس البارحة» لفرقة مسرح كلباء، على جائزة أفضل فنان عربي متميز مشاركة في المهرجان.

تويتر