داس قدمه ونطح رأسه خلال البروفات

«ثور» عبدالله زيد على المسرح.. مغامرة إخراجية محسوبة

قفزة إخراجية أذهلت النقاد قام بها عبدالله زيد بإشراك ثور حقيقي في عرض مسرحي. تصوير: أشوك فيرما

رغم مضي أيام على عرض مسرحية «النطاح» لفرقة مسرح دبا الحصن، والمشاركة ضمن مسابقة أيام الشارقة المسرحية، فإن أسئلة كثيرة وملاحظات وتعليقات إعجاب لايزال مخرج ومؤلف العمل عبدالله زيد يتلقاها ممن شاهد ذلك العرض، وتدور غالبية تلك التعليقات حول الثور الضخم الذي استخدمه المخرج لأول مرة في العرض بعد أن شارك في بروفات العمل المسرحي نحو شهر.

وكان زيد فاجأ الحاضرين لمشاهدة أول العروض المحلية المشاركة في مسابقة الأيام، «مسرحية النطاح»، بإحضار ثور حقيقي على خشبة المسرح، الأمر الذي أذهل مسرحيين ونقادا حضروا العمل، وأجمعوا على أن شروط العمل الفني المتعلقة بالمتعة والذكرى توافرت في هذا العمل، لاسيما ان المتفرج يبقى مشدوداً ومركزاً على خشبة المسرح كي لا تفوته أي جزئية صغيرة من العمل، منذ دخول الممثلين للخشبة وحتى انتهاء العرض.

أجندة عرض اليوم

اليوم: السبت 24 مارس .2012

المسرحية: سوناتا الربيع (عرض مستضاف).

الفرقة: السمت (سورية).

المكان: معهد الشارقة للمسرح قاعة رقم (2).

الساعة: السابعة مساء.

عرض ثانٍ

المسرحية: كشتة.

الفرقة: الشباب القومي.

تأليف: عبدالله صالح.

اخراج: غانم ناصر.

المكان: معهد الشارقة للمسرح قاعة رقم (1).

الساعة: الثامنة والنصف مساء.

ورغم عدم فاعلية الثور في أحداث المسرحية، والذي أحدث وجوده على خشبة المسرح جواً من الخوف والقلق والضحك في أحيان كثيرة، فإن وجوده بحد ذاته نقطة فوز فني تسجل لحساب المسرحية ورصيد جيد يضاف لإبداع وابتكار الفنان عبدالله زيد.

وقال المخرج والممثل عبدالله زيد لـ«الإمارات اليوم» إن «الثور نطاح حضر غالبية بروفات المسرحية وكان الجو الذي أضفاه وجود ذلك الثور على خشبة المسرح مثيراً جداً ويشوبه التوتر والقلق، فلم تبق آية أو دعاء لم يكن حاضراً في ذهني طوال فترة الاعداد للعمل سواء في البروفات أو يوم العرض المسرحي».

ولفت إلى أن «فكرة وجود ثور وبهذه الضخامة مسألة تحتاج إلى تفكير جدي وعمل متواصل مع فريق محترف في التعامل مع هذا الحيوان، الذي لو لم توفر له الشروط اللازمة من راحة واهتمام، لكان في حالة هيجان وفوضى قد يسببها على خشبة المسرح ناهيك عن إرباك الممثلين وتشتيت تركيز المتفرجين».

رغم تلك الضخامة التي ظهر بها النطاح والخوف والارباك الذي أحدثه في صالة العرض، إلا أن الثور النطاح لم يتجاوز من العمر سوى 11 سنة، فهو تقريباً في المرحلة العمرية للطفلين اللذين شاركا في المسرحية وهما أحمد الجرن في دور عبدالله الابن البكر، وعبدالله نبيل في دور الابن سالم المشاغب، الا ان هذه الضخامة لا تقدر بعمر، فالثور تمت تهيئة الظروف الملائمة له ليكون في حالة هدوء تام على غير عادته وطبيعة عمله، فهو ثور مخصص لمسابقة المناطحة الشهيرة. وأكد زيد ان «الثور من النوع الهولندي والذي يمتاز بالهدوء على عكس النوع الباكستاني الذي يتصف بالقوة وصعوبة السيطرة عليه، ويزن نحو 3000 كيلوغرام، ويعد من أفضل أنواع الثيران الموجودة في حلبة المناطحة في دبا، إذ تم استئجاره من قبل فريق العمل بمبلغ مبدئي لن أفصح عنه، لسبب واحد هو أني لم أتفق بعد على تلك القيمة».

وتابع زيد أن «هذا النوع من الحيوانات يحتاج إلى طريقة محددة ومدروسة لتهدئته لتسهل عملية التعامل معه، لاسيما أثناء العرض والبروفات التي سبقت ذلك، خصوصاً أن الثور لم يكن مخدراً إنما كان في أوج استعداده لخوض مسابقة المناطحة».

ويخضع الثور لطريقة تربية ومعاملة لا يعرفها إلا مروضي الثيران المخصصة لحلقات المصارعة والمناطحة الشهيرة التي تمتاز بها المناطق الشمالية في الدولة، ولفت زيد إلى أن الثور في يوم العرض وفرت له احتياجاته اللازمة كأنه شخصية مهمة جداً (VIP) وذلك لاتقاء شره وليظهر بهدوء تام يتماشى مع أجواء العرض».

وتعرض زيد لأكثر من موقف مع الثور النطاح إلا ان الأمر لم يثنه عن اشراك ثور حقيقي في عرض أول على خشبة مهرجان بهذا الحجم وجمهور وزوار مسرحيين مهمين، فقد نطح الثور رأس زيد أثناء بروفات المسرحية عندما كان يؤدي المشهد النهائي للعرض وهو يجلس بجانب الثور، كما أن الأخير داس قدم زيد كما حاول مراراً اقتلاع الاعمدة الحديدية التي تشد السلسلة الحديدة التي تربطه من أنفه كي لا يتحرك، وبالفعل نجح في اقتلاعها أكثر من مرة.

يذكر أن «مسرحية النطاح» عكست صورة الأب العاجز عن إعالة اسرته المكونة من زوجة مريضة وطفلين، والذي استسلم لليأس معلقاً مصير أبنائه الصغار وزوجته بفوز ثور «النطاح» في مناطحة الثيران ليتمكن من جني الأموال وسداد ديونه رغم هزائم الثور المتكررة ونتائجه المتدنية في المناطحة، والتي تشهدها القرى الريفية كل يوم جمعة.

تويتر