طبعة أولى

«أولاد حارتنا».. تكفير ومحاولة قتل

أثارت، ومازالت، رواية «أولاد حارتنا» للراحل نجيب محفوظ، أزمة كبرى، وتسببت، حتى من قبل طباعتها، بواحدة من أشهر الضجات التي تتعلق بالكتب في مصر والعالم العربي.

تصالح نجيب محفوظ مع الرواية بعد سنوات من القطيعة، إذ ظل أديب نوبل منقطعا عن الرواية لسنوات طويلة، بعد أن انتهى من كتابة «الثلاثية» عام ،1952 وما ان ظهرت الفصول الأولى من «أولاد حارتنا» منشورة على صفحات جريدة الأهرام، حتى قوبلت بانتقادات شديدة، بعضها يتهم الكاتب بالتعريض بالأنبياء، والقدح في الأديان.

هاجم علماء الرواية، خصوصا رجالات الأزهر الشريف، ووصل الأمر إلى تقديم شكاوى في المحاكم. في المقابل دافع نقاد عن «أولاد حارتنا»، وكذلك ناشرها في الأهرام الكاتب محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الجريدة حينها.

وقال صاحب الرواية في احدى شهاداته: «خدع رجال الأزهر في هذه الأزمة، لأنهم لم يحسنوا قراءة الرواية وفهمها، بل إن بعضهم لم يقرأ رواية (أولاد حارتنا) تفسيرا دينيا، ورأوا أن شخصية أدهم في الرواية ترمز إلى آدم، وشخصية جبل هي موسى، وشخصية رفاعة هي شخصية المسيح، أما شخصية قاسم فهي شخصية محمد عليه الصلاة والسلام، وهكذا دافع عن الرواية محمد حسنين هيكل، ولولاه لكان توقف نشرها في الأهرام فورا».

لم تقف الضجة حول «أولاد حارتنا» عند ذلك التاريخ في نهاية الخمسينات من القرن الماضي، بل أثيرت هجمة شرسة على الرواية إثر فوز صاحبها بجائزة نوبل للآداب في عام ،1988 إذ اعتبر البعض أن الرواية بما فيها من هجوم وقدح في الأديان، هي سبب منح الكاتب الجائزة، ووصل الأمر إلى صدور فتوى بإهدار دم الكاتب من قبل الداعية عمر عبدالرحمن، وتلقف تلك الفتوى أحد المتشددين، ووجّه طعنة إلى رقبة نجيب محفوظ، نجا منها، لكن بقي يعانيها حتى رحيله.

تويتر