تكتب بروح وأنفاس بلدها الإمارات
سارة الجروان: لا أخجــل من بدايـاتي
سارة الجروان تستعد لإصدار الجزء الثاني من روايتها «طروس إلى مولاي السلطان». تصوير: إريك أرازاس
قالت الكاتبة الإماراتية سارة الجروان إنها تستعد حالياً لإصدار الجزء الثاني من روايتها «طروس إلى مولاي السلطان»، التي أثارت كثيراً من الجدل لدى صدورها، والتي ستتناول الفترة من 1980 وحتى غزو الخليج. مشيرة إلى انها تهدي الرواية التي قد تمتد إلى جزء ثالث أو رابع في ما بعد، إلى وطنها الإمارات، حيث ستمثل مرجعاً مهماً لتاريخ الدولة والمنطقة.
وكشفت الجروان في حوارها لـ«الإمارات اليوم» عن اتجاهها في الفترة المقبلة إلى كتابة السيناريو، حيث تعمل على سيناريو لمسلسل رمضاني يتكون من 30 حلقة، يتناول الموروث التراثي للدولة والعادات والتقاليد الأصيلة في المجتمع الإماراتي، والتي استمدتها «من ذكريات الماضي التي كنا نعيشها، بدلاً من الغث الذي نراه حالياً» حسب ما وصفت، موضحة انها تعمل أيضاً على سيناريو فيلم يتناول مجتمع الخليج، وكيفية الحفاظ على ثرواته من الاستغلال، وكيفية التعامل مع الآخر في حياتنا، والآخر هنا يشير للمعنى المفتوح ولا يقتصر على الأجنبي فقط.
وعبرت الجروان عن سعادتها بروايتها الجديدة «عذراء وولي وساحر»، التي شكلت نمطاً روائياً جديداً بالنسبة لها. مضيفة «في هذه الرواية شعرت انني مدونة لما يتوارد إلي من خواطر وأفكار، أكثر من كوني كاتبة، وعندما بدأت أفكر في موضوع الرواية، شعرت بالقلق من ان تستدرجني إلى منطقة من الكتابة لم أرغب في دخولها من قبل، وهي منطقة الكتابة عن العلاقات الحميمية، حيث يمر الانسان بمشاعر ودرجات مختلفة من الحب والعشق، قبل ان تتجلى له حقيقة هذه المشاعر، وتترجم في المراحل المتقدمة إلى عشق نوراني كبير أسمى من الدنيا وما فيها».
مهرجان برلين
سارة الجروان التي شاركت في مهرجان برلين الشعري الذي عقد في سبتمبر الماضي ضمن منحة من مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، في برنامجها «دعم الفنانين الإماراتيين» الذي يقوم على تنفيذه برنامج الثقافة والفنون في المؤسسة، حيث قدمت أمسية شعرية وقصصية مع الشاعرة الإماراتية خلود المعلا، عبرت عن سعادتها بهذه الفعالية التي فتحت أمامها مجالات جديدة للتواصل مع جمهور مختلف، وأضافت «أعتقد ان حلم كل أديب ان يشارك في مهرجان بهذا المستوى العالمي، حيث شكل المهرجان فرصة مهمة لتعريف الجمهور العريض الذي كان حاضرا بي كروائية إماراتية، والاحتفاء برواية (طروس إلى مولاي السلطان) التي قرأت فصلاً منها خلال الامسية بمرافقة ترجمة إلى اللغتين الانجليزية والالمانية، حيث كان تفاعل الحضور ملحوظاً وهو ما اسعدني جداً، وكانت الأمسية بمثابة رسالة حب وسلام عبر الثقافة». معبرة عن تقديرها للدور الذي تقوم به مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، والذي جعلها في مقدمة الجهات الداعمة للمبدع الإماراتي في مختلف الصُعد. كما تمنت ان تواصل المؤسسة هذا النهج وتتوسع فيه بعيداً عن المحاباة والشللية التي تضر بالساحة الأدبية ولا تخدمها. وأشارت صاحبة «شجن بنت القدر الحزين» التي تصنف كأول رواية نسوية إماراتية، إلى أن «أي عمل أدبي متقن يكتب بحرفية لابد ان يظهر ويأخذ المكانة التي يستحقها حتى ولو بعد وفاة الأديب نفسه، ولذا عندما اكتب، اكتب بروح وأنفاس بلدي، وأراهن ان هذه الكتابة ستصغى لها كل آذان العالم». مشيرة إلى ان الكاتب في العالم العربي «يفتقد إلى وجود جهات تساند عمله وتبرزه للجمهور في الداخل والخارج، فالكاتب ينتهي دوره بانتهاء كتابة العمل الأدبي، ويجب ان تكون هناك جهات تتولى تسويق هذا العمل».
كتابات نسوية
اعتبرت الجروان تطور الكتابة النسوية في الإمارات، رغم تحفظها على تصنيف الأدب وفقاً لجنس الكاتب، تطورا مرضيا. مشيرة إلى انها لا تستطيع الحكم على تجارب الآخرين، ولكن بالنسبة لتجربتها تشعر بالرضا عنها، فبالمقارنة بين «شجن بنت القدر الحزين» وبين روايتها الأخيرة هناك تطور كبير في الأدوات الأدبية التي صارت تمتلكها الكاتبة وكيفية توظيفها لهذه الأدوات، وهو ما يشير بوضوح إلى انها تقف على أرض صلبة. مؤكدة «لا أستحي من بداياتي ولا أتنصل منها، ويكفيني انني لم أتوقف خلال مشواري مع الكتابة، قد اختار الصمت لفترة ما، ولكن لم اتوقف».
وأضافت «قد تكون الكتابة النسوية في دول مجاورة أكثر نشاطاً على الساحة منها في الإمارات، ولكن تظل نوعية الكتابة وأصالتها عاملا مهما تتضاءل أمامه غزارة الانتاج، وبشكل عام أنا ضد فكرة تأنيث الأدب، فقد تكتب الأديبة رواية بطلها رجل، وتظهر المرأة بطلا ثانويا، فكيف يطلق على مثل هذه الرواية أدب نسوي، وأعتقد ان الكاتبة الجيدة والقديرة عليها ان تصر على تسويق أدبها بعيداً عن مفهوم التأنيث والأدب النسوي، ومختلف النظريات التي تحاول ان تسجنها في خانة معينة». معبرة عن تحفظها على قوائم «الأعمال الأكثر مبيعاً»، والتي «لا يمكن اعتبارها معياراً دقيقاً لجودة العمل الأدبي». فهناك روايات وأعمال أكثر انتشارا، حسب الجروان، «لأنها تخاطب شريحة عمرية معينة من القراء مثل المراهقين أو الشباب، ولكنها من الناحية الأدبية سطحية وركيكة ومحبطة للأدب العربي، ورغم ذلك نجد انها قد تفوز بجوائز».
خطوط حمراء
قالت الكاتبة الإماراتية سارة الجروان إنها لا تضع خطوطاً حمراء خلال كتاباتها، مفسرة ذلك بأنها حين تكتب تنسى شخصيتها الحقيقية، «وأعيش الحكاية التي تتلبسني في تلك اللحظة، في فترة سابقة كنت اعتقد ان منطقة التعبير عن المشاعر الحميمية منطقة محظورة بالنسبة لي، ولكن من خلال روايتي الأخيرة (عذراء وولي وساحر)، عرفت ان الكتابة ليس فيها مناطق محظورة، فالمهم هو ما يريد الكاتب ان يحققه من هذه الكتابات، هل يسعى لتحقيق هدف معين أم انه يتجه للكتابة عن هذه المشاعر الحميمية لمجرد تحقيق الشهرة، وكما ذكرت عندما كتبت عن المشاعر في رواياتي كان الهدف هو الوصول إلى المعنى الأسمى للحب واختبار مدى حب الفرد لله، ومدى أصالة هذا الحب».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news