اعتبر أرقام التوزيع أسهمت في انتشار « روايات استهلاكية »

سليمان المعمري: القصة القصيرة ترضي طموحي

سليمان المعمري: القصة القصيرة عالمي الخاص. تصوير: إريك أرازاس

قال الكاتب والإعلامي العماني سليمان المعمري، إنه لا يحلم بكتابة الرواية، ولا يشعر بعقدة نقص لأنه لم يكتب رواية حتى الآن، فالقصة القصيرة ترضي طموحه الأدبي، معتبراً أن ذلك ليس موقفاً من الرواية «ولكن لا أريد ان أدخل مجال كتابة الرواية بحثا عن الشهرة، وكسب مزيد من القراء، وإذا واتتني الظروف لكتابة رواية أو مسرحية سأكتبها من باب التجريب، إذ أؤمن ان الأشكال الكتابية كلها تمثل الوعاء الذي يختاره الكاتب لإيصال أفكاره إلى القارئ، وفي النهاية لا يضيرك أي وعاء اخترت طالما جاء المحتوى قوياً».

واستطرد المعمري معترفاً «لست خائفاً من خوض تجربة كتابة الرواية، بل أشعر بالرعب من هذه التجربة المرعبة، فمن الصعب دخول عالم لست ممتلكا لأدواته، واحتاج إلى كثير من الوقت لامتلاكها، وربما لذلك لذت بكاتب روائي لأدخل معه هذا العام وهو الكاتب عبدالعزيز الفارسي الذي نتشارك معا كتابة رواية بعنوان (فتنة الصامت)»، معتبراً ان من اعتاد كتابة القصة القصيرة وما تتميز به من تكثيف، يصعب عليه الانتقال إلى الرواية بما تحمله من تشعب وتعدد في الزمان والمكان والشخوص.

وأشار القاص العماني الذي حاز جائزة «يوسف إدريس» للقصة القصيرة عام ،2007 خلال الأمسية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات-فرع ابوظبي، أخيراً، إلى ان هناك نوعين من كتاب القصة القصيرة، الأول يكتبها باعتبارها فناً قصصياً مستقلاً بذاته وله حضوره وجمهوره. أما النوع الثاني فيتخذ منها جسراً للعبور إلى الرواية، إذ يخطط الكاتب من البداية ان تكون القصة القصيرة مثل درجة في سلم الرواية «وأنا ضد هذه الفكرة، فمن يكتب القصة وعينه على الرواية لا يمكن ان يحقق نجاحاً يذكر». ولفت إلى ان الكاتب الذي يدخل مجال الكتابة وهو يضع عينيه على الشهرة والانتشار، عليه ان يتجه مباشرة إلى الرواية باعتبارها النوع الأدبي الأكثر قراءة وانتشارا في العالم، أما إذا كان الكاتب يبحث عن المتعة وإعادة التوازن إلى النفس والتعبير عن الذات، ووجدها في القصة القصيرة، وقتها لن يفكر في الاتجاه إلى الرواية، مشدداً على ان معدلات التوزيع لرواية معينة لا تعني بالضرورة جودة الكتابة او تميز العمل، فهناك روايات استطاعت ان تحقق مبيعات عالية جداً، ولكنها من الناحية الفنية مجرد «روايات استهلاكية».

وعن تجربة كتابة رواية مشتركة مع الكاتب عبدالعزيز الفارسي، قال المعمري إن «الفكرة ربما تكون غير شائعة، ولكنها ليست اختراعاً فقد سبق وقدمها كتاب معروفون أمثال عبدالرحمن منيف وجبرا ابراهيم جبرا، وفي الخليج خاضها قاسم حداد وأمين صالح. وفي بداية العمل فكرنا في اختيار موضوع للرواية على ان يقوم كل منا بمعالجته من وجهة نظره، بحيث يكون هناك بطلان للرواية، ولكننا وجدنا ان هذا الاسلوب بعيد عن جنون الفكرة التي تمنح العمل جمالياته وقوته، وقررنا ان نعتمد اسلوباً آخر، بحيث يبدأ أحدنا الكتابة إلى ان يشعر انه غير قادر على المواصلة، فيتوقف ليبدأ الآخر في الكتابة إلى ان يصل لنفس الاحساس، فيكمل الثاني وهكذا، ثم نقوم بعد ذلك بمراجعة ما كتبناه وتنقيته من التكرار والتناقض، لتبدو في النهاية كأنها رواية لكاتب واحد.

كما «اتبعنا في العمل تقنية تعدد الأصوات حيث تعتمد على صوتين بداخلها، بالإضافة إلى بعض الألاعيب الفنية التي تجعل من وجود هذين الصوتين في الرواية مقنعاً للقارئ».

ودعا صاحب مجموعة «عبدالفتاح المنغلق لا يحب التفاصيل» الكتاب العرب إلى الانتباه إلى الإنسان البسيط، والعمل على التعبير عنه وعن همومه وآلامه وآماله في أعمالهم. وكذلك عدم الإسراف في التجريب الذي يصرف القارئ عن العمل، ويجعله عاجزاً عن اللحاق بالكاتب، وفي الوقت نفسه على الكاتب ألا يخضع لشروط القارئ الذي يبحث عن الكتابة المباشرة، منتظرا الكاتب ان يسقيه كل معلومة بالملعقة. مرجعاً عزوف الشباب عن القراءة إلى منظومة كاملة تتضمن وزارات الثقافة والمدارس والمناهج والأسرة.

تضمنت الأمسية قراءات لعدد من القصص القصيرة من مجموعات قصصية مختلفة للكاتب من بينها «الحياة ورق» و«الصابونة»، وغيرهما.

ويعد القاص سليمان المعمري من كتاب القصة المميزين في سلطنة عمان، إذ سبق وفاز بجائزة يوسف إدريس العربية للقصة القصيرة في دورتها الأولى عام 2007 عن مجموعته «الأشياء أقرب مما تبدو في المرآة»، كما صدرت له مجموعات قصصية منها: «ربما لأنه رجل مهزوم»، و«عبدالفتاح المنغلق لا يحب التفاصيل». وصدرت له مجموعة من الكتب النقدية والحوارية منها: «يا عزيزي كلنا ضفادع»، و«قريباً من الشمس»، و«ليس بعيداً عن القمر»، و«سعفة تحرك قرص الشمس»، و«الكلمة بين فضاءات الحرية وحدود المساءلة».

تويتر